ناشطة من الهندوراس تفوز بجائزة منظمة حقوقية أوروبية
في التاسع من يونيو حظيت آنا ميريان روميرو، (29 عاماً)، وهي امرأة من حركة «لينكا» للسكان الأصليين، وأم لخمسة أطفال، من مقاطعة لاباز في الهندوراس، بتكريم منظمة أوروبية لحقوق الإنسان معروفة باسم «حماة خطوط الجبهة» في مراسم بدبلن عاصمة أيرلندا. وحصلت روميرو على الجائزة السنوية للمنظمة، للدفاع عن حقوق الانسان وعن عملها المتمثل في الكفاح من أجل الاعتراف بحقوق السكان الأصليين في أراضيهم، وضد التدمير الذي تقوم به الشركات المتعددة الجنسيات للبيئة في الهندوراس.
وقالت روميرو في مقابلة عبر برنامج «سكايب» من دبلن: «نضالنا سيتواصل، وتمدنا هذه الجائزة بمزيد من الطاقة، كما أنها تعزز كفاحنا. إنها تمنحنا مزيداً من القوة لمواصلة النضال».
خطاب التكريم خلال الخطاب الذي ألقته لدى تلقيها الجائزة دعت روميرو المدافعين الدوليين عن حقوق الإنسان إلى حماية مجتمعات السكان الأصليين الذين يناضلون من أجل حماية البيئة. وقالت روميرو في الخطاب ذاته: «نحن لا نحارب وإنما ندافع، ونحن ندافع عن النهر لأنه يعمل على بقائنا، فهو يمثل غذاءنا ومياه الشرب بالنسبة لنا، وسقاية محاصيلنا وحيواناتنا، ولكننا نتعرض للاضطهاد والتهديد في حياتنا؛ لأننا نقوم بذلك، ولكننا نفعل ذلك من أجل مستقبل أطفالنا، ونحن لا نعرف ما الذي يمكن أن يحدث لنا في ما بعد، ولكننا مستعدون للدفاع عما نمتلكه». |
وعملت روميرو بلا كلل أو ملل باعتبارها عضواً في حركة سكان لينكا للسكان الأصليين في لاباز، كما أنها عضو في مجلس «ايسيدرو» للعمل، المكون من السكان الأصليين، الذي يهدف إلى نيل الاعتراف الرسمي بأراضي السكان الأصليين في منطقة لاباز. وعمل هذا الاعتراف على وقف عمليات البناء ومشروعات السدود على طول نهر تشيناكلا، المملوك من قبل شركة لوس أنسينوس الهندوراسية.
وفي عام 2015 كانت روميرو ومجتمعها قادرين على وقف عمليات بناء السد. وفي ذلك العام، وبعد خمس سنوات من التنظيم بهدف الاعتراف بحقوقهم في أراضي أسلافهم، فاز مجتمع السكان الأصليين بالاعتراف بملكية المناطق التابعة لهم، ومنذ عام 2015 لم تعد الشركة إلى بناء مشروع السد. وقالت روميرو «إنه انتصار سأظل أحتفل به؛ لأننا كنا قادرين على الحفاظ على حرية النهر، وأنه لن يتعرض للتلوث». وأضافت: «هذه الأراضي وهذا النهر أصبحا بأيدينا، ونحن قادرون على الصيد في النهر من دون قلق».
وعارض مجتمع السكان الأصليين مشروع السد على النهر، خوفاً من التأثيرات السلبية للسد في البيئة وإمكانية وصول مجتمع السكان الأصليين إلى الماء، وإضافة إلى ذلك فإن قيام السد من شأنه أن يشرد مجتمعات السكان المحليين من مناطق صيدهم للسمك. وقالت روميرو: «الماء مصدر الحياة، ويجعلنا نخاف على السكان الأصليين في لينكاس، ومن دون الماء لن نكون بشراً».
وواجه المدافعون عن حقوق السكان الأصليين وعن البيئة وحقوق الإنسان وضعاً متدهوراً في الهندوراس خلال الأعوام التي تلت الانقلاب العسكري، الذي دعمته الولايات المتحدة عام 2009، ضد رئيس الدولة المنتخب مانويل زيلايا. وبعد الانقلاب خضعت الهندوراس لمصادرة الأراضي من قبل الدولة، والشركات العالمية التي تقوم ببناء مشروعات تنمية رأسمالية. وقالت روميرو: «كان التأثير الأعظم بعد وصول شركات إنشاء السدود إلى الهندوراس، وشرعت بمصادرة أراضينا على نطاق واسع». وأضافت: «وبناء عليه قمنا بتنظيم أنفسنا لاستعادة الأراضي والنهر».
وإضافة إلى مصادرة الأراضي تعرّض ناشطون ومدافعون عن حقوق الإنسان لاضطهاد كبير، وواجه الناشطون الاعتداءات من قبل الشرطة والجيش والقوات شبه العسكرية.
وواجهت روميرو وزوجها روزاليو فاسكيز بنيدا وعائلتهما العديد من الاعتداءات العنيفة بسبب المقاومة التي أبدتها روميرو، التي كانت تأتي من قبل الشركات والشرطة، ونتيجة ذلك طرد أطفالها من المدرسة. وفي 29 يناير 2016 تم حرق منزل روميرو حتى سُوّي بالأرض، وقبل شهر واحد من مراسم تسلمها الجائزة تلقت وعائلتها تهديداً بالموت في منزلهم بمنطقة سانتا إيلينا في منطقة لاباز، ولكن على الرغم من كل ذلك أكدت روميرو أنها ستواصل الكفاح.