تآكل الديمقراطية في تايلاند سببه سيطرة الجيش على الحكم
قالت الخبيرة الأميركية عن شرق آسيا في موقع «كاونسل أوف فورين ريلاشن»، كارين بروكس، إنه ربما يقوم الناخبون في تايلاند بالإدلاء بأصواتهم لمصلحة الدستور الجديد، الذي طرحه المجلس العسكري الحاكم، بيد أن فوز هذا المجلس يمثل إشارة على حالة الاستنزاف والإعياء، التي وصل إليها الشعب التايلاندي بعد عامين من الحكم العسكري، وليس تعبيراً عن الدعم السياسي. وأضافت بروكس للموقع، إن ذلك يمثل خطوة كبيرة إلى الوراء في مسار التطور الديمقراطي في تايلاند. وفي ما يلي المقابلة:
■ كاونسل: ما انعكاس الاستفتاء على الدستور الجديد على المناخ السياسي في تايلاند؟
■■ بروكس: على الرغم من أن نتيجة هذا الاستفتاء ستوحي بأن الشعب يدعم السلطة العسكرية الحاكمة، إلا أن هذا التصويت تم في الواقع تحت حراب الحكومة العسكرية. وكان المسموح للحكومة وحلفائها امتداح مسودة الدستور الجديد، في حين تم قمع المعارضة، واعتقال واضطهاد الرافضين للدستور.
■ كاونسل: هل تضع مسودة الدستور النظام الديمقراطي في تايلاند في خطر؟
• عن طريق قمع التظاهرات تم القضاء على ملامح الحياة اليومية في تايلاند، حيث جاء الاستقرار على حساب حقوق الإنسان والحريات الديمقراطية الأساسية. |
■■ بروكس: النظام الديمقراطي في خطر منذ نحو عقد من الزمن. وهذه آخر حلقة في سلسلة تدهور أسس الديمقراطية في تايلاند. لأن هذا الدستور يحول برلمان تايلاند إلى هيئة يتم تعيينها بالكامل، ويتضمن ذلك قادة الجيش والأجهزة الأمنية، الأمر الذي يفرض دوراً دائماً للجيش على الحكومة.
■ كاونسل: كيف تقيّمين دور الجيش في قيادة الدولة منذ انقلاب مايو 2014؟
■■ بروكس: خلال السنتين الماضيتين تمكن المجلس العسكري الذي يقود البلاد برئاسة برايوث تشان أوكا، من استعادة الأمان للبلاد، وعن طريق قمع التظاهرات تم القضاء على ملامح الحياة اليومية في تايلاند، اذ جاء الاستقرار على حساب حقوق الإنسان والحريات الديمقراطية الأساسية، وتم اعتقال قادة المعارضة بصورة عشوائية.
وعلى الصعيد الاقتصادي، فإنه على الرغم من أن سوق الأسهم التايلاندي أثبت مرونته منذ انقلاب عام 2014، إلا أن الاقتصاد الحقيقي كان يتميز بنمو هزيل. وألقت الحكومة التايلاندية باللوم على الأداء الاقتصادي الإقليمي، إضافة إلى عوامل دولية خارجة عن السيطرة، لكن الأرقام تظهر أن أداء اقتصاد تايلاند كان الأسوأ في المنطقة.
وفي عام 2015 كان إجمالي الناتج القومي في تايلاند 2.82%، مقارنة بـ4.8% في إندونيسيا، و5.8% في الفلبين، و6.7% في فيتنام.
■ كاونسل: لماذا تعاني تايلاند الاضطرابات منذ أمد بعيد؟
■■ بروكس: عام 2005 أصبح حزب رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا، أول حزب في تاريخ هذا البلد الذي يحقق أغلبية مطلقة في البرلمان. وكانت السيطرة على السلطة بهذا الشكل، قد ظهرت بمثابة تهديد للنخبة التقليدية في تايلاند، بما فيها الجيش والموظفون، وعلى رأسهم العائلة الملكية، الأمر الذي أدى إلى حدوث انقلاب عسكري عام 2006، وساعد على تأجيج الصراع الذي لاتزال تايلاند تعانيه.
■ كاونسل: الملك بومبيول أدولياديج يعاني مرضاً شديداً. لماذا كل هذا القلق الشديد على من سيخلفه ومستقبل دور العائلة الملكية؟
■■ بروكس: الملك بومبيول يعتبر أطول الملوك حكماً في العالم، حيث وصل إلى العرش عام 1946، وخلال 70 عاماً من حكمه قاد البلاد عبر مجموعة كبيرة من التحديات، بدءاً من الحرب العالمية الثانية إلى حرب فيتنام والحرب الباردة وغيرها. ومعظم التايلانديين لا يعرفون ملكاً غيره، وبناء عليه فإن صحته المتدهورة تثير القلق لدى معظم التايلانديين، وتفاقم هذا القلق نتيجة التساؤلات المطروحة، بشأن من سيخلف الملك، خصوصاً الخوف من انتقال الحكم إلى أحد أبنائه غير المحبوبين من الشعب.
■ كاونسل: كيف يتعين على واشنطن أن تتجاوب مع التغير السياسي في بانكوك؟
■■ بروكس: القصة التايلاندية لم تتكشف بعد بكل تفاصيلها، فمع الاستفتاء المقرر ثمة خطط للانتخابات عام 2017، كما أن قضية خلافة الملك تحت المراقبة. وبناء عليه يتعين على الولايات المتحدة أن تظل متمسكة بدعم عودة النظام الديمقراطي إلى تايلاند.