تزايد أعداد الفقراء في إيطاليا
يعتبر مستوى الفقر في إيطاليا مرتفعاً، وربما زاد قليلاً في عام 2015، حيث عانت العائلات الكبيرة العدد وطأته. واستناداً إلى الأرقام التي نشرها معهد الإحصاء الإيطالي عام 2016، كان هناك 1.619 مليون عائلة تعيش في حالة فقر تام عام 2016، يبلغ عدد أفرادها 4.742 ملايين شخص، أي بزيادة قدرها 144 ألفاً على عام 2015. ومن ضمن الأسر الإيطالية البالغ تعدادها 25.7 مليون أسرة، وعدد السكان البالغ 60 مليون نسمة، تعيش 6.35% من العائلات في حالة فقر تام، في حين كانت هذه النسبة 6.1% عام 2015، ما يعادل 7.9% من تعداد السكان حيث كانت هذه النسبة 7.6% عام 2015.
من ضمن الأسر الإيطالية البالغ تعدادها 25.7 مليون أسرة، وعدد السكان البالغ 60 مليون نسمة، تعيش 6.35% من العائلات في حالة فقر تام، في حين كانت هذه النسبة 6.1% عام 2015، ما يساوي 7.9% من تعداد السكان، حيث كانت هذه النسبة 7.6% عام 2015. |
ويعرف معهد الإحصاء الإيطالي مصطلح «الفقر التام» بأنه الحالة التي تعجز فيها الأسرة عن شراء سلة من البضائع والخدمات الضرورية، استناداً إلى ما هو مقبول في أدنى مستويات المعيشة، ويختلف هذا الفقر استناداً إلى حجم العائلة وأعمار أفرادها وموقع سكنها الجغرافي. ويتجلى أكبر مظاهر الفقر، مقارنة مع عام 2015، في العائلات التي تتضمن ثلاثة أطفال أو أكثر تقل أعمارهم عن 18 عاماً. وكان معدل «الفقر التام» في هذه العائلات 26.8%. وكانت حالة الفقر مرتفعة أيضاً في وسط إيطاليا، خصوصاً في المدن الصغيرة والمتوسطة، التي يصل تعداد سكانها إلى نحو 50 ألف نسمة. ويؤكد البحث العلاقة العكسية بين «الفقر التام» والعمر، بالنظر إلى أن الباحثين لاحظوا أن معدل الفقر كان يتناقص مع زيادة العمر.
وتبدو أدنى معدلات الفقر لدى العائلات التي يزيد عمر عائلها على 64 عاماً، إذ بلغت نسبة الفقر 3.9%. أما أعلى معدلات الفقر فشوهدت في العائلات التي يقل عمر عائلها عن 35 عاماً، حيث بلغت نسبة الفقر 10.4%. وكانت نوعية العمل الذي يزاوله الفرد هو العامل الأساسي الذي يشكل فرقاً كبيراً في مستوى المعيشة، ففي عائلات الطبقة العاملة بلغ «الفقر التام» ضعف المعدل المعتمد، وكانت النسبة 12.6%، في حين أنه في مجال العاملين في العمل المكتبي والمواقع الإدارية المتوسطة هبطت النسبة السابقة إلى 1.5%. وتحدث المعهد الإحصائي الإيطالي عن «الفقر النسبي»، الذي عرفه بأنه كمية الطاقة التي تنفقها العائلة الإيطالية، والتي لا تزيد على نصف المعدل المعتمد. وعلى سبيل المثال، فإن هذه الكمية بالنسبة لعائلة مؤلفة من فردين، لا تزيد على نصف معدل الطاقة التي ينفقها شخص يعيش بمفرده حياة عادية، حيث بلغت قيمة هذه الكمية من الطاقة ما يعادل 1061 يورو شهرياً عام 2016.
ويؤثر «الفقر النسبي» في 10.6% من العائلات الإيطالية، كما أنه يؤثر في 14% من تعداد المقيمين بإيطاليا. وكما هي الحال بالنسبة للفقر التام، يتزايد «الفقر النسبي» مع تزايد حجم العائلة، ويصل إلى 30.9% في العائلات التي تتألف من أربعة أو خمسة أشخاص. وهو يؤثر في العائلات الفتية، حيث تصل نسبته في العائلات التي يقل عمر المعيل الرئيس فيها (أي رب العائلة) عن 35 عاماً. وتصل هذه النسبة في العائلات من الطبقة العاملة إلى 18.7 و31%، إذا كان المعيل الرئيس للأسرة عاطلاً عن العمل.
لكن بعد الإصلاحات التي أدخلها رئيس الحكومة الإيطالية السابق، ماتيو رينزي، والتي استمرت في الفترة ما بين 2014 إلى 2016، والتي كانت تهدف إلى مكافحة الفقر، من المقرر أن يدخل برنامج جديد لدعم الدخل بكلفة تصل إلى 1.7 مليار يورو، حيز التنفيذ في عام 2018، حيث يتوقع أن تستفيد كل واحدة من العائلات الفقيرة بما بين 19 إلى 485 يورو. وقال وزير العمل والشؤون الاجتماعية، جوليانو بوليتي، إنه مع نهاية عام 2017 «سيرتفع تعداد الأسر التي يحق لها الحصول على الدعم المالي من 100 إلى 200 ألف، حيث يقدر أن يبلغ تعداد هذه الأسر نحو 800 ألف شخص، بينهم نحو 400 ألف من الأطفال تقريباً».