مشكلات عدة يعانيها مرضى الكلى بالسودان
أوردت بعض الدراسات التي أجرتها إحدى الجامعات بالخرطوم أن 90% من أسر المرضى المصابين بالفشل الكلوي تأثرت نفسياً واجتماعياً جراء المرض، ومعظمها يعيش تحت وطأة الفقر، ويعاني ما يعاني، الأمر الذي أدى إلى تفكك أسري بنسبة 25%، وتسبب في حالات طلاق بنسبة 40%، لعجز هذه الأسر تحمل المسؤولية وكلفة العلاج الكبيرة. ويكشف الدخول إلى مراكز غسيل الكلى عن مأسٍ ومشكلات عديدة تدمي القلوب.. فأبناء تركوا التعليم، وأسر أصابها التفكك، بسبب إصابة الوالد أو أحد أفراد الأسر بالمرض.
كما يواجه المرضى مشكلة في توقيت الغسيل، فإذا تأخر المريض عن الحضور، بسبب زحمة المواصلات، تضيع عليه الفرصة. وتأكد لصحيفة «الصيحة» من خلال جولتها داخل المراكز أن 85% من المرضى لا يعملون، وليس لديهم دخل ثابت، ومعظمهم يأتي إلى المراكز بواسطة المواصلات، وأخطر مشكلة يعانونها عدم المتابعة من الاختصاصي للمريض، خصوصاً في النوبة الثالثة التي تنتهي في العاشرة مساء، وحتى الأطباء الموجودين في المراكز غير مؤهلين. وحسب تقارير طبية، فإن في ولاية الخرطوم 13 مركزاً حكومياً لغسيل الكلى، يقال إن الغسيل فيها مجاناً، إلا أن ما كشفته جولة «الصيحة» يشير إلى أن المجانية تتمثل في معدات الغسيل والطاقم الطبي العامل فقط، وحسب المريض، عمر الأمين، فإن المريض يقوم بشراء احتياجات الغسيل، وهي عبارة عن: الهبرين ـ أيودين، مواد مطهرة، والحقن الضرورية، وهي الحديد والابريكس، إضافة إلى الأدوية الشهرية الثابتة، كحبوب الكالسيوم ـ وان الفا، وأدوية الضغط، هذا إلى جانب تحمله كلفة الفحوص الشهرية لوظائف الكلى والدم، مع النظر إلى أن المريض يخضع لفحص الفيروسات، مثل التهاب الكبد الوبائي (ب)، وفيروس الكبد (سي)، وفحص الإيدز، وهذه الفحوص تجرى في معمل «إستاك»، ويدفع المرضى مقابلها مبالغ مرتفعة.