أعداد كبيرة من المحال التجارية في نيويورك مغلقة
عندما يتنقل المرء في أحياء مدينة نيويورك، خصوصاً التي تحوي أكثر متاجر التجزئة ارتفاعاً في الأسعار على مستوى العالم، فإنه سيفاجأ بوجود متاجر فارغة. آخرها مجموعة بلازا سينما لدور عرض الأفلام الشهيرة في نيويورك، التي أعلنت أنها ستغلق أبوابها الشهر المقبل، الأمر الذي يعتبر ضربة للعاملين بهذا المجال، وإشارة إلى آثار التغيير السريع، مقروناً بالابتكارات التقنية، على مدينة نيويورك.
أسباب المشكلة يرجع أحد أسباب مشكلة إغلاق المتاجر في نيويورك إلى تغير تركيبة ملاك العقارات بها، إذ إن العديد من هذه العقارات لم تعد مملوكة للعائلات، وإنما لمؤسسات استثمارية وصناديق التحوط غير المستعدة لخفض أسعار الإيجارات، بما يتماشى مع ظروف تجار التجزئة. • خلال أكتوبر الماضي، كان تعداد المتاجر المغلقة أكبر مما كانت عليه إبان الأزمة المالية عام 2008. وكان السبب الشائع لهذا الإغلاق هو توجه السكان إلى شراء احتياجاتهم من شبكة الإنترنت، إذ تعتبر شركة «أمازون» السبب الأساسي لكل ما يحدث، لكن ذلك يبدو أنه تبسيط مبالغ فيه للموضوع. |
وخلال السنوات الماضية، أغلقت الآلاف من متاجر التجزئة الصغيرة، وتم استبدالها بمتاجر السلاسل الكبيرة. لكن عندما فشلت هذه الأخيرة، أيضاً، بقيت هذه المتاجر فارغة، كما أن ملاكها، وهم في الأغلب مؤسسات استثمارية، غير مستعدين لخفض أسعار الإيجار.
وأشارت دراسة، أجرتها عضو مجلس المدينة، هيلين روزنثال، إلى أن 12% من المتاجر في منطقة آبار ويست سايد فارغة، ومعروضة للإيجار. وينسحب الأمر على مجمل المناطق الأميركية.
وفي أكتوبر الماضي، كان تعداد المتاجر المغلقة أكبر مما كانت عليه إبان الأزمة المالية عام 2008. وكان السبب الشائع لهذا الإغلاق، هو توجه السكان إلى شراء احتياجاتهم من شبكة الإنترنت، إذ تعتبر شركة «أمازون» السبب الأساسي في كل ما يحدث، لكن ذلك يبدو أنه تبسيط مبالغ فيه للموضوع.
يقول الكاتب جيرميا موس، في موقع يحمل اسم «نيويورك المندثرة»: «ليست شركة أمازون هي السبب، وإنما أسعار الإيجارات» وأضاف موس: «خلال العقود الماضية، أدت الأعمال الصغيرة إلى تغيير نيويورك في سبعينات القرن الماضي، إلى شبه الإفلاس وزيادة تفشي الجريمة، وهذه الأعمال يمكن أن تتغلب على موضوع البيع عبر الإنترنت، لكن يجب أن يحصل التجار على أسعار معقولة لإيجارات متاجرهم».
ويقول إنه إضافة إلى ما سبق، فإن المصارف تعمل على خفض قيمة العقار إذا كان مؤجراً لأحد أنواع الأعمال الصغيرة، وتزيد قيمتها إذا كانت مؤجرة لمتاجر السلاسل الضخمة.
ويكتب موس في كتابه «نيويورك المندثرة»: يمكن مشاهدة العديد من واجهات المتاجر الفارغة، نظراً إلى المبالغة في أسعار الإيجارات في نيويورك. ويقول إن ذلك «يؤدي إلى تغيير شخصية المدينة، حتى لو قدم أصحاب العقارات أسعار إيجارات جيدة، فإنها تكون لعقود تبلغ عامين أو خمسة أعوام، وليست 10 أعوام كما هو مألوف». وقال «أصبحنا نرى مزيداً من المتاجر الفارغة، كما أننا بتنا نرى متاجر أخرى تكون مشغولة لفترة قصيرة، ومن ثم تصبح فارغة، الأمر الذي يدفع الوضع التجاري في المدينة نحو الأسوأ».
واستناداً إلى تحركات السوق التجارية، فإن الأزمات في العقارات التجارية تؤدي عادة إلى حدوث اندماج بين الشركات. وفي بداية الشهر الجاري، اتفقت شركة «يونيبيل - رودماكو»، و«ويستفيلد» الأسترالية، على الاندماج في صفقة تبلغ قيمتها 24 مليار دولار، لتشكيل ثاني أكبر مالك للمراكز التجارية في العالم، بما فيها «بروكفيلد بليس» في ضاحية منهاتن.
وفي حقيقة الأمر، فإن فراغ العقارات ليس الأثر الوحيد الناجم عن المبالغة في ارتفاع أسعار الإيجارات، وإنما هناك الازدهار في أعمال شركة «وي ورك»، العاملة بمجال المحال التجارية، التي تبلغ قيمتها نحو 20 مليار دولار، وزيادة انتشار محالها التجارية، التي يتم استئجارها لفترات قصيرة.
لكن البعض يعتقدون أن السوق يمكن أن تصل إلى نقطة تحول، ويقول دليل عقارات التجزئة في نيويورك، روبن زنديل: «إذا كان المرء ذكياً ومبدعاً، فإنه يمكنه التغلب على هذه السوق، ويجب على ملاك العقارات وتجار التجزئة الاستماع إلى جيل جديد من المتسوقين».
وكما هي حال موس، يعتقد زنديل أن وضع اللوم كله على شركة أمازون يعتبر مبالغة في تبسيط الموضوع. ويمكن مشاهدة المبالغة في رفع الإيجارات بجميع أنحاء الولايات المتحدة، بما فيها العقارات السكنية.