المرصد
«فيس بوك» يغلق المواقع الفلسطينية بأوامر إسرائيلية
يواجه موقع «فيس بوك» تهمة إغلاق مواقع الناشطين الفلسطينيين، الذين يحتجون على ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، في الأراضي الفلسطينية.
جاء ذلك بعد أن قال وزير العدل الإسرائيلي، إيليت شاكيد، في ديسمبر الماضي، إن حكومته قدمت 158 طلباً إلى «فيس بوك»، خلال أربعة أشهر، تطلب فيها إزالة محتوى مواقع اعتبرتها «تحريضية»، وأضاف أن «فيس بوك» وافق على 95% من تلك الطلبات.
وقال الصحافي الأميركي، غلين غرينوالد، الذي عرف بانتقاداته لموقع «فيس بوك»، خصوصاً في مقالته الشهيرة، التي قال فيها إن «(فيس بوك) يقول إنه يغلق مواقع معينة، بطلب من الولايات المتحدة وإسرائيل»، إن ممثلين عن «فيس بوك» اجتمعوا مع الحكومة الإسرائيلية، للاتفاق على المواقع الفلسطينية، التي ينبغي على «فيس بوك» إزالتها، باعتبارها تشكل «تحريضاً»، في حين أن الإسرائيليين لهم مطلق الحرية يكتبون ما يشاؤون عن الفلسطينيين، كما أن الدعوات المطالبة بقتل الفلسطينيين تعتبر شيئاً مألوفاً على «فيس بوك»، إضافة إلى الشتائم العنصرية ضد العرب والمسلمين بصورة عامة، إلا أن كل ذلك يمر بلا حسيب ولا رقيب، ولا يفكر أيٌّ من مسؤولي «فيس بوك» بحظره.
وجاء تركيز إسرائيل على قمع الوجود الفلسطيني على «فيس بوك»، إثر اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وفي الوقت الذي يبذل فيه اليمين الإسرائيلي المتطرف كل ما بوسعه، لإفشال حل الدولتين مع الفلسطينيين.
ولا ينكر مسؤولو «فيس بوك» أنهم ينفذون أوامر إسرائيل والولايات المتحدة، في ما يتعلق بحظر المواقع التي لا تعجبهما، فعندما عمد موقع «فيس بوك» إلى إغلاق مواقع الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، الذي يزيد أتباعه على أربعة ملايين شخص، قالت مصادر «فيس بوك» إن سبب إغلاق مواقع قديروف، ليس لأنه دكتاتور مستبد ويعذب خصومه، إنما لأن اسمه موجود على قائمة وزارتي الخارجية والخزانة الأميركيتين، للأشخاص المفروضة عليهم عقوبات أميركية. ونحن نلتزم بما تطلبه منا الولايات المتحدة، ولن نسمح لقديروف باستخدام خدمات «فيس بوك».
وحسب ما أعلنت مصادر «فيس بوك»، فإن الولايات المتحدة وإسرائيل، لهما سلطة الإملاء على «فيس بوك»، مَن المسموح له باستخدام منصة «فيس بوك» للتواصل مع العالم، ومن تحظر مواقعه في شتى أنحاء العالم. وبناء عليه، بات موقع «فيس بوك» يتعاون مع حكومتي إسرائيل والولايات المتحدة، لتحديد من يسمح له، ومن يحرم استخدام «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي.
ويبدو أن «فيس بوك» يرضخ لمشيئة الأقوى، لهذا فإنه يمنع المواقع الفلسطينية، لكنه لا يكترث بما يقال على المواقع الإسرائيلية من عنصرية وشتائم، لأن الفلسطينيين هم الأضعف، في حين أن الإسرائيليين هم الأقوى بلا شك. وقد بات الحديث عن حرية التعبير ممجوجاً، طالما أن هذه الحرية مقتصرة على القوي فقط، إذ إنه يفرض ما يريد في هذا العالم؟ ألا توجد ازدواجية معايير هنا؟
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news