تزايد عدد المشرَّدين النائمين في شوارع بريطانيا
بلغ تعداد المشردين النائمين في شوارع بريطانيا رقماً قياسياً، بعد زيادة بلغت 73%، خلال السنوات الثلاث الماضية. وتُظهر الأرقام الرسمية أنه في أي ليلة من ليالي خريف العام الماضي، كان هناك على الأقل 4751 شخصاً ينامون في الشوارع، وهو رقم يبلغ ضعف ما كانت عليه الحال منذ عام 2010.
خُمس النائمين بالشوارع العام الماضي كانوا من غيرالبريطانيين، في حين أن 14% منهم كانوا من النساء، و8% كانت أعمارهم تحت 25 عاماً. ارتفاع متواصل في تعداد المشردين وصف الناشطون الارتفاع الكبير في عدد المشردين بـ«الكارثة»، إثر تواصل هذا الارتفاع منذ عام 2010، ودعوا الحكومة إلى اتخاذ «إجراءات سريعة» لمعالجة المشكلة. وتزايد تعداد النائمين في الشوارع بنسبة 15% خلال عام واحد، من 617 منذ خريف 2017. ويوجد في لندن نحو ربع المشردين، وبالضبط 24% من جميع النائمين في شوارع بريطانيا، حيث يبلغ هذا العدد 1140 مشرداً، في أي ليلة من ليالي الخريف الماضي في لندن، بعد أن كانت هذه النسبة 23% في العام الذي سبقه. |
وأشارت الإحصاءات إلى أن خُمس هؤلاء النائمين في الشوارع العام الماضي، كانوا من غير البريطانيين، في حين أن 14% منهم كانوا من النساء و8% كانت أعمارهم تحت 25 عاماً. وقالت منظمة «كرايسيز» الوطنية الخيرية لمساعدة المشردين إن الرقم الحقيقي، للذين ينامون في الشوارع، أكبر بكثير مما ذكرته الإحصاءات السابقة، وذلك بعد أن أشار بحث قامت به هذه المنظمة إلى أن تعداد الذين ينامون في شوارع بريطانيا يزيد على 8000، إضافة إلى نحو 9000 مشرد ينامون في الخيم، والسيارات والقطارات والحافلات.
وأشارت دراسات سابقة إلى أن الذين ينامون في العراء، من المرجح أن يكونوا ضحايا العنف بمعدل 17 مرة، في حين أنهم يمكن أن يكونوا قد عانوا الإساءة اللفظية بمعدل 15 مرة. وعلى الرغم من تفاقم هذه الأزمة، التي اعتبرها أعضاء البرلمان من حزب المعارضة «فضيحة وطنية»، فإن الحكومة لم تقدم الاهتمام اللازم بقضية هؤلاء المشردين.
وفي رده على الأرقام الصادرة عن الإحصاءات، قال وزير الإسكان في حكومة الظل جون هيلي، إن «هذه الأرقام المخزية تشكل ناقوس خطر، حول النتائج التي يمكن أن تتمخض عن بقاء الحكومة المحافظة في السلطة». وأضاف «أنها نتائج مباشرة للقرارات التي اتخذها وزراء الحكومة المحافظة، إذ انخفض الاستثمار في بناء المنازل الرخيصة بصورة كبيرة جداً، الأمر الذي جعل كثيرين يجدون أنفسهم يعيشون في الشوارع». وقال جون سباركز، المدير التنفيذي لمنظمة كرايسيز، إنها «لكارثة حقاً تحدث في دولة مزدهرة مثل بريطانيا، وشيئاً فشيئاً يجد السكان أنفسهم ينامون في العراء وفي الطقس المتجمد، في الوقت الذي نستطيع فيه أن نغير هذا الوضع بسهولة».
وتقول الرئيسة التنفيذية لمنظمة شلترز الخيرية، بولي نيت، إن الأرقام تكشف عن «أسوأ أزمة إسكان تضرب بلدنا»، مضيفة «لقد فشلنا كمجتمع عندما اضطر الكثير من الأشخاص إلى النوم في الشارع». وأضافت نيت «في الوقت الذي تكون فيه نيات قانون تخفيض المشردين أمراً (طيباً)، إلا أنها لا يمكنها حل هذه المشكلة، ولحل الأزمة يجب على الحكومة أن تعمل على بناء جيل جديد من المباني التجارية الرخيصة حقاً، إضافة إلى ضمان فوائد الإسكان التي يجب أن تكون جاهزة خلال وقت قريب».
أمر مرعب
وقال الرئيس التنفيذي لمنظمة «هوملس لينك» الخيرية، ريك هندرسون، إن ارتفاع أعداد المشردين أمر مرعب ومحزن، ودعا إلى مزيد من الاستثمار في الخدمات الحيوية. وأضاف «أمامنا طريق طويل علينا المضي فيه، إذا أردنا التخلص من قضية المشردين».
من جهته، قال متحدث باسم وزارة الإسكان والمجتمعات والحكم المحلي: «يجب ألا يكون هناك أشخاص ينامون في العراء. لهذا فإن هذه الحكومة ملتزمة بتخفيض عدد المشردين إلى النصف بحلول عام 2022، وحل هذه المشكلة تماماً بحلول عام 2027». وأضاف «للتخلص من هذه المشكلة استثمرنا مليار جنيه إسترليني، من أجل دعم المشردين عن طريق خطة الإسكان الجديد أولاً، وإصدار أكثر القوانين طموحاً، بهدف إيصال الدعم إلى هؤلاء الناس في أقرب وقت ممكن».