مزارعو الأرز في فوكوشيما يكافحون لاستعادة الثقة
كانت السنوات، التي تلت كارثة المفاعل النووي في محطة فوكوشيما، قبل سبع سنوات، شاقة جداً بالنسبة لمزارعة الأرز، إيمي كاتو، البالغة من العمر 36 عاماً. وبسبب المخاوف من التلوث الإشعاعي، ألغى العديد من العملاء عقودهم الخاصة بتوريد الأرز الذي كانت تحصده إيمي وزوجها كوجي، في مناطق داخلية بالقرب من مدينة فوكوشيما. كما شاهدت تعليقات على الإنترنت تنتقد المزارعين المحليين، رغم حقيقة أنه لم يتم الكشف عن أي مواد مشعة في منتجاتها، لكن مع مرور الوقت تحسن الوضع تدريجياً.
أرز دون ملصق يقول رئيس قسم توزيع المنتجات الزراعية في مقاطعة فوكوشيما، هيدياكي سوزوكي، إن بعض المتاجر في طوكيو تبيع أرز فوكوشيما دون ملصق، «أحد أصحاب المحال أخبرني بأنه يخفي اسم المقاطعة، لأنه لايزال هناك أشخاص ينتقدونه لبيع منتجات فوكوشيما». ويضيف سوزوكي أنه من أجل زيادة قيمة الأرز، الذي مثل 33% من إجمالي الإنتاج الزراعي في فوكوشيما عام 2016، «يجب التعامل مع المزيد من العلامات التجارية على أنها ذات جودة عالية، من الجيد أن هناك طلباً مستمراً على أرز فوكوشيما للاستخدام التجاري، لكن إعادة ثقة اليابانيين أمر يتطلب بعض الوقت». |
لقد بات أرز المزارعين اليابانيين محل إقبال متزايد من قبل المستهلكين، في الآونة الأخيرة. ولاحظت إيمي أن العديد من الناس كانوا يفضلون شراء أرز فوكوشيما، مقارنة بالعلامات التجارية من مناطق أخرى، «كنا نعيش حالة من اليأس التام بعد الأزمة النووية»، متابعة «كنت أتساءل ما إذا كان إنتاج الأرز هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله، لكن بالنظر إلى الكيفية التي تغيرت بها الأمور، أنا سعيدة لأننا مستمرون. إن الدعم الذي تلقيناه من الكثيرين ساعدنا في أن نبذل قصارى جهدنا».
في الواقع، وجدت نتائج استطلاع على الإنترنت، نشرت أخيراً، أن هناك تغييراً في المواقف تجاه الغذاء المنتج في فوكوشيما.
ووفقاً لما يقرب من 5000 مشارك في الاستطلاع، انخفضت نسبة المستهلكين الذين يترددون في شراء منتجات فوكوشيما، بسبب المخاوف من الإشعاع إلى مستوى قياسي بلغ 12.7٪، في فبراير الجاري، مقارنة بـ19.4٪، في الشهر نفسه من عام 2013، عندما بدأ المسح.
وأكد الفحص الشامل - الذي تم إجراؤه لكشف الإشعاعات - سلامة أرز فوكوشيما. ومنذ عام 2015، أصبح أرز المقاطعة مطابقاً للمعايير الصحية. وخلال موسم الحصاد، العام الماضي، لم يتم الكشف عن أي مواد مشعة في هذا المنتج الحيوي. ومع ذلك، أمام فوكوشيما طريق طويل لإعادة بناء سمعتها كمنتج رئيس للأرز؛ رغم العودة التدريجية لثقة المستهلك، والبيانات الرسمية التي تثبت السلامة. وكانت المقاطعة رابع أكبر منتج للأرز في اليابان، قبل «تسونامي»، والحادث النووي الذي أعادها إلى المركز السابع.
وبعد سبع سنوات، لاتزال الأسعار دون مستويات ما قبل الكوارث، ويواجه مزارعو ومسؤولو المقاطعة صعوبة في العثور على تجار تجزئة مستعدين لبيع الأرز مع المحافظة على ملصق «أنتج في فوكوشيما». ووفقاً للسلطات المحلية، فإن العلامة التجارية، التي كانت تعتبر في السابق الأرز الفاخر، تُباع الآن كعلامة تجارية رخيصة في المطاعم والمتاجر.
لقد أضرت الكوارث، ودمرت الإنجازات التي حققها المزارعون، خلال عقود طويلة. وفي ذلك يقول المسؤول في الجمعية اليابانية للتعاونيات الزراعية، موشو فوجيتا، إن أرز فوكوشيما غالباً يوضع في نهاية الخط، «مثل هذا الموقف ليس له تأثير كبير في سعر السوق، طالما أن الطلب يفوق العرض، لكن عندما يتجاوز العرض الطلب كما رأينا عام 2014، فإن ذلك له تأثير هائل».