عاصمة موزمبيق تعاني وضعاً حرجاً في إمدادات المياه
تعاني عاصمة موزمبيق (مابوتو) أزمة مياه خانقة، نجمت جزئياً عن الجفاف المستمر الذي أثر في جزء كبير من جنوب القارة الإفريقية، وعطل بالفعل التقدم في هذه المدينة الساحلية. وأصدر مجلس إدارة الكوارث في البلاد، في فبراير الماضي، تحذيراً «برتقالياً»، بعد فشل هطول الأمطار، ما أدى إلى فرض قيود صارمة على استخدامات المياه في أنحاء العاصمة، من ضمنها إغلاق صنابير المياه بين يوم وآخر، وحظر الري.
وبما أن فقراء حي «تشامانكولو» غير قادرين، مثل الأثرياء، على تحمل تكاليف حفر الآبار الخاصة، واقتناء خزانات إضافية للالتفاف على القيود المفروضة، وجدوا أنفسهم مرة أخرى يتحلقون حول نقاط المياه المتضائلة، بعد أن نضب معين شبكة المياه. ففي الساعة التاسعة من صبيحة كل يوم، يتشكل صف طويل متعاظم من النساء، يربط معظمهن أطفالهن على ظهورهن، في نقطة مياه «براجوسا»، وهي شركة بناء برتغالية، توفر المياه مجاناً من بئر خاصة إلى السكان خلال الطوارئ، ولمدة ساعة كل يوم. وكثيراً ما تقوم النساء برحلات متكررة إلى المنزل والعودة مرة أخرى. وتصف هيلينا ميتلا (20 عاماً)، وهي أم لطفل يبلغ من العمر ثلاثة أشهر، هذه الرحلات بأنها صراع، ولكن ليس لديها خيار آخر، وتمضي قائلة «شركة البناء بعيدة بعض الشيء عن منزلي، ربما استغرق ساعة كاملة للوصول إلى هناك». ومع عدم ظهور أي حل لمشكلة النقص الحالي في المياه في القريب العاجل، تفكر البلدية في إعادة المضخات اليدوية إلى العمل مرة أخرى، كخيار للتعامل مع الإمدادات المتناقصة.
وعلى عكس مدينة «كيبتاون»، في جنوب إفريقيا المجاورة، حيث تقترب إمدادات المياه من نقطة الانهيار، لم تصل «مابوتو» إلى مرحلة «يوم الصفر» التي توقع المسؤولون بأن تجف فيها المياه تماماً من الصنابير، لكن من دون اتخاذ إجراءات عاجلة، يمكن أن تكون «مابوتو» المدينة التالية في الجنوب الإفريقي، التي ستعاني نقصاً حاداً في المياه. والأسوأ من ذلك أن التوقعات المستقبلية تشير إلى ازدياد حجم سكان المدينة من 1.7 مليون إلى 3.5 ملايين نسمة بحلول عام 2035، ما يؤدى إلى زيادة الطلب على موارد مائية ضئيلة بالفعل.