ممثلة اسرائيلية ترفض جائزة «نوبل اليهودي»
تتعرض الحكومة الإسرائيلية لضغوط متزايدة من قبل الرأي العام العالمي بعد الأحداث الأخيرة في قطاع غزة، وكان رفض ممثلة شهيرة جائزة تقدمها إسرائيل للفنانين اليهود ضربة قاسية. ووجّه مسؤولون ووسائل إعلام إسرائيلية انتقادات لاذعة لنجمة هوليوود ناتالي بورتمان، لأنها رفضت جائزة «جنسيس» التي تقدر قيمتها بنحو مليون دولار، وتعرف بـ«نوبل اليهودي». وقالت الممثلة الأميركية المولودة في إسرائيل، إنها ترفض تأييد سياسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي اختار العنف ضد المدنيين. وترى الممثلة أن الأحداث الأخيرة في هذا البلد تجعلها غير مرتاحة لحضور حفل تكريم يلقي فيه نتنياهو كلمة رئيسة.
ومع أنها لم تشر إلى أحداث غزة صراحة فإن وسائل إعلامية محلية وغربية قالت إن أعمال العنف ضد المتظاهرين في غزة هي السبب وراء قرار بورتمان. وأثار مقتل عدد من المحتجين والصحافي الفلسطيني ياسر مرتجى في مظاهرات على الحدود بين القطاع وإسرائيل في وقت سابق من هذا الشهر انتقادات عالمية.
وقالت مؤسسة «جنسيس»، ومقرها تل أبيب، إنها ستلغي حفل جوائزها المقرر في يونيو في أعقاب رفض الممثلة الحضور. وقال المنظمون إنهم يخشون من أن قرار بورتمان سيؤدي إلى تسييس مبادرتها الخيرية، فيما عبرت وزارة الثقافة والرياضة الإسرائيلية عن حزنها، ورأت أن قرار الممثلة قد سقط «ثمرة ناضجة» في أيدي مؤيدي مقاطعة إسرائيل، الذين يطالبون بسحب الاستثمارات وفرض العقوبات.
وفيما أشاد المناهضون لإسرائيل بما فعلته بورتمان، التي تحمل الجنسيتين الأميركية والإسرائيلية، وصفها آخرون بأنها «خائنة»، لأنها سلمت الجائزة لأولئك الذين يكرهون إسرائيل. وطالب متشددون بسحب الجنسية الإسرائيلية من بورتمان، التي وجهت ضربة موجعة لحكومة تل أبيب في هذا الوقت الحرج.
وادعى أحد الكتاب الإسرائيليين أن الإعلام لا ينقل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بطريقة صحيحة ومتوازنة، وقال إنه لا يجب أن نصدق كل ما يقال. ويأتي ذلك في وقت تناقلت عدسات المصورين مشاهد لقنص الجنود الإسرائيليين لفلسطينيين عزل. لا شك أن هناك الكثير من هؤلاء الكتاب والسياسيين الذين يريدون ألا يعتقد الناس إلا في ما تنقله الرواية الإسرائيلية الرسمية، كما أن هناك الكثيرين من الإسرائيليين واليهود الذين يرفضون التجاوزات في حق المدنيين الفلسطينيين وممارسات الفصل العنصري.
وطالب أعضاء في الكنيست بسحب الجنسية من الممثلة، بينما وصفوا رفضها التكريم بـ«الخيانة العظمى»، وادعى مسؤولون في الحكومة أن بورتمان وقعت في «فخ» الدعاية الفلسطينية، مؤكدين أن الإعلام «يشوّه الحقائق».
ولطالما اشتكت تل أبيب من تشويه الحقائق وتزييف الوقائع في عصر بات إثباتها بالصورة والصوت أمراً متاحاً وسهلاً. لقد نجح المدنيون العزل في إيصال صوتهم إلى العالم، إذ بدأ العقلاء في الغرب يدركون أن ما يحدث في فلسطين غير أخلاقي. من الصعب أن تُقدم ممثلة بهذا الحجم على رفض الـ«نوبل اليهودي»، وهي تدرك جيداً أن شهرتها ومجدها يمكن أن يتحطما بسهولة، فالمنتجون وأصحاب القرار في هوليوود يقفون في صف إسرائيل دائماً.
ومهما يكن فقد بدأت احتجاجات يوم الأرض تؤتي ثمارها على المستوى العالمي، وهناك توقعات بأن تتبع شخصيات معروفة خطى الممثلة الشهيرة.