فانيسا بيري ناشطة حقوق الإنسان:
نأمل أن تتحسن أوضاع إريتريا ما بعد السلام مع إثيوبيا
تحدثت الدكتورة فانيسا بيري، من كلية القانون في جامعة كيل في المملكة المتحدة، عن عملية السلام في إريتريا وإثيوبيا. وقالت في مقابلة مع المذيعة امي غودمان من موقع «ديمكراسي ناو» إن الحياة في إريتريا صعبة جداً، نتيجة الحروب المتواصلة في هذا البلد، ناهيك عن أن الشبان يبقون فترات طويلة في الخدمة الوطنية، وأوضحت أنه يجب أن تحدث تغييرات إيجابية إثر الاتفاق مع إثيوبيا. وفيما يلي نص المقابلة:
* أنت إريترية وناشطة في الدفاع عن حقوق الإنسان، حيث تم سجن عمك الذي يعمل مصوراً صحافياً عام 2001، ولايزال في السجن حتى الآن، أي 17 عاماً، فما رأيك بهذه اللحظة التاريخية بين إريتريا وإثيوبيا؟
** بالنسبة لي فإن الحرب مع إثيوبيا، أو الوضع مع هذا البلد كان يعقد الحياة في إريتريا، ولذلك فإن الحكومة كانت تجعل الحرب مع إثيوبيا مبرراً لأي شيء تقوم به. وبناءً عليه، فإن السلام بالنسبة لي لا يعني بين إريتريا وإثيوبيا وإنما السلام في إريتريا نفسها، وهي الأولوية الأكثر أهمية بالنسبة لي، وللشعب الإريتري، إذ إنها يجب أن تؤدي إلى سلامة الشعب الإريتري، وكذلك تطور التعليم والخدمة الوطنية، وحرية التنقل، وحرية العبادة. وحتى تحقق كل هذه الأولويات فإننا نستطيع أن نشعر بالفرح الحقيقي.
* هل يمكنك الحديث عن عمك، وما الذي حدث له؟
** بعد الحرب التي استمرت بين 1998 و2000 صار هناك تضييق على الصحافة، وكان عمي أحد الصحافيين الذين تم حبسهم في حينه، ولم يتمكن أحد من زيارته، وأحاول الدفاع عنه من الخارج. وفي كل مرة نقدم وثائق نطالب فيها بإطلاق سراحه، يقول لنا المسؤولون: إن الأولوية الأهم بالنسبة لنا هي الحرب مع إثيوبيا، وعندما ننتهي من كل هذه المتاعب سيتم إطلاق سراح عمك. * عمك سيوم تسيهاي كان من مؤسسي التلفزيون الحكومي ومديره أيضاً لفترة؟
** نعم خلال الحرب كان مصوراً حربياً، وكان من أهم مصوري الحروب. وقد تدرب كثيراً في حروب أخرى، ووثّق الكثير من أحداث الحرب الإثيوبية الإريترية، وبعد الحرب أصبح من مؤسسي التلفزيون الحكومي، وتولى إدارته، وبعد ذلك أصبح مخرج أفلام وثائقية. ولاتزال الحكومة الإريترية تستخدم الكثير من الأفلام التي أخرجها، كما أن الكثير من صوره معلقة في المتاحف، ويتم بيعها بطاقات بريدية، والناس يحبونه في إريتريا.
* قالت منظمة غير حكومية تُعنى بحقوق الإنسان إن الحكومة الإريترية تجبر المجندين على البقاء في الجيش أكثر من المدة المحددة، ما رأيك؟
** أخبرتك منذ البداية أننا ننتظر ما ستتمخض عنه اتفاقية السلام بين إثيوبيا وبلدنا، كي نعرف كيف ستصبح الحياة في إريتريا بالنسبة للشعب، إذ إنه لن يكون هناك أي مبرر للحفاظ على المجندين فترة أطول من المحددة. والخدمة الإجبارية هي 18 شهراً، ولكنها تكون بلا نهاية، بسبب الحرب، وهذا أحد الأسباب الرئيسة التي تجعل كثيرين يغادرون البلاد، وقالت منظمة تابعة للأمم المتحدة إن نحو 5000 آلاف شخص يغادرون البلد شهرياً، والكثير من هؤلاء من الشبان. وفي الحقيقة، فإن موضوع الخدمة الإجبارية ليس هو الأمر السيئ الوحيد، ولكن الحياة برمتها صعبة، بل إنها رهيبة ولا تطاق، ولذلك فإن منظمة تابعة للأمم المتحدة انتقدت هذه الخدمة الإجبارية.
* أريد أن اسمع منك رأيك عما يمكن أن تخلص إليه اتفاقية السلام بين إريتريا وإثيوبيا. هل تعتقدين أن هذه الاتفاقية يمكن أن تحسن الوضع المعيشي في إريتريا، وما الأشياء التي تطالبين بها؟
** أتمنى أن تؤدي الاتفاقية إلى تحسن شكل الحياة في إريتريا، كما أنني أطالب في المرحلة المقبلة بتطبيق الدستور، فمنذ نهاية الحرب تتردد الحكومة في تطبيقه، بذريعة تداعيات الحرب، فالشعب الإريتري يستحق حياة أفضل من التي يعيشها بكثير. ويجب إطلاق سراح السجناء، وينبغي أن يتم إلغاء الخدمة العسكرية، وترك الشبان يعيشون حياتهم التي يريدونها.
• أتمنى أن تؤدي الاتفاقية إلى تحسن شكل الحياة في إريتريا، كما أنني أطالب في المرحلة المقبلة بتطبيق الدستور.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news