عصابات منظمة تسرق الماشية والآلات الزراعية
المزارعون في بريطانيا يستخدمون وسائل بدائية لمكافحة اللصوص
لجأ المزارعون في الريف البريطاني، في الآونة الأخيرة، إلى أساليب القرون الوسطى لمكافحة الجريمة الريفية التي ارتفعت إلى أعلى مستوى لها في أربع سنوات، بسبب تزايد العصابات الإجرامية المنظمة وسياسة خفض أعداد الشرطة.
وبلغت كُلفة الاعتداءات ضد المزارعين والشركات الريفية الأخرى 44.5 مليون جنيه استرليني، العام الماضي، بزيادة قدرها 13.4٪ على عام 2016، وفقاً للنقابة الوطنية للمزارعين.
وكانت أكبر زيادة في مقاطعة «ويلز»، حيث ارتفعت بنسبة 41٪، تليها «ميدلاندز» بنسبة 32٪، والجنوب الشرقي بزيادة 30٪. وأظهر كل من اسكتلندا وشمال شرق إنجلترا، فقط، انخفاضاً مقارنة بعام 2016.
وكانت أكثر الأشياء المستهدفة، من قبل اللصوص، هي الدرّاجات الرباعية، تليها الأدوات والآلات، غير أن أنشطة مثل رمي النفايات وصيد الأرانب بواسطة الكلاب المدربة، يمكن أن تكون مدمرة للمزارعين، لأنها تؤذي الماشية وتلوث البيئة.
وقال المتخصص في الشؤون الريفية في نقابة المزارعين، تيم برايس «لا شك في أن الجريمة الريفية قد تغيرت بشكل كبير في العقد الأخير. قبل 10 سنوات، كانت غير منظمة إلى حد كبير»، وتابع «الآن نرى مجرمين منظمين لهم صلات بالمخدرات وقضايا دولية، وغسيل الأموال، وحتى في بعض الحالات الاتجار بالبشر».
وفي محاولة لإحباط المعتدين، يستعين المزارعون بطرق القرون الوسطى لتأمين ممتلكاتهم، وفقاً لتقرير سنوي عن الجريمة الريفية. ويقول برايس إن المزارعين يقومون بحفر خنادق لمنع المجرمين الذين يستخدمون سيارات رباعية الدفع من الوصول إلى الأراضي الزراعية. وفي منطقة كينت، أمضى أحد المزارعين 18 شهراً في حفر خنادق وحواجز لردع الغرباء من صيد الأرانب ورمي المخلفات.
ويستخدم آخرون الحيوانات، بما في ذلك الأوز واللاما والكلاب، كنظام إنذار بدائي، مثلما فعل ملاك الأراضي قبل مئات السنين. وقالت النقابة، التي استندت إلى بيانات مطالبات المزارعين، إن سرقة المركبات الزراعية تمثل 13٪ (5.9 ملايين جنيه استرليني) من الكُلفة الإجمالية للجريمة الريفية.
وفي كثير من الحالات، كانت العصابات المنظمة تأخذ آلات باهظة الثمن وتقوم بشحنها إلى جميع أنحاء العالم، وفي بعض الحالات تنقل المركبات مباشرة إلى الميناء. وكما كانت هناك حالات تم فيها سرقة معدات التحميل واستخدامها في تحطيم المحال التجارية، وسرقة ماكينات توزيع النقد.
وقال برايس إنه في الوقت الذي أصبح فيه اللصوص أكثر تطوراً، خفضت قوات الشرطة الموارد بسبب تخفيضات الميزانية. وأضاف أن التأثير لم يكن مجرد الكُلفة، التي يمكن استردادها من خلال التأمين، ولكن تعطيل عمل المزارعين والخوف من استهدافهم كل مرة. وأوضح أن «مجيء الغرباء لمشاهدة المنازل والمزارع، وما هي الآلات الموجودة، يسبب الكثير من القلق بين المزارعين».
نقابة المزارعين تطلق خطاً ساخناً للتبليغ عن الجرائم
هناك مناطق في بريطانيا قرّر فيها المزارعون التوقف عن تربية الماشية، أو التوقف عن استغلال الحقول لأن «القلق النفسي كان كبيراً للغاية».
وبلغت الكُلفة التقديرية لسرقة الماشية، خلال العام الماضي، التي تم الإبلاغ عنها، أكثر من 2.4 مليون جنيه استرليني. وأثارت سرقة أعداد كبيرة من الضأن مخاوف من استخدام اللحوم بشكل غير قانوني.
وقال نائب رئيس الاتحاد الوطني لنقابات العمال، جاي سميث، إن الجريمة «واحدة من أكثر القضايا إلحاحاً وتأثيراً وتدميراً، والتي يتعامل معها المزارعون في الوقت الراهن». ورداً على ذلك، أطلقت نقابة المزارعين في المملكة المتحدة خطاً ساخناً للتبليغ عن الجرائم الريفية في مختلف مناطق البلاد.
المزارعون يستعينون بطرق القرون الوسطى لتأمين ممتلكاتهم. غيتي
• كُلفة الاعتداءات ضد المزارعين والشركات الريفية الأخرى بلغت 44.5 مليون جنيه إسترليني، العام الماضي، بزيادة قدرها 13.4٪ على عام 2016، وفقاً للنقابة الوطنية للمزارعين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news