إنترفيو
قيادي بالحركة الشعبية: المصالحة في جنوب السودان ثمرة وعي شعبي
أكد مسؤول الشباب بالحركة الشعبية لتحرير السودان بمصر، ديفيد خميس شول، أن المصالحة التي تم التوصل لها، أخيراً، بين الفرقاء في جنوب السودان، بعد حرب استمرت خمس سنوات، هي ثمرة وعي شعبي انتهى بجميع أبناء شعب جنوب السودان، إلى الاقتناع بأن الحرب لن تنتهي إلا بالدم والخراب. وفي ما يلي مقابلة أجرتها معه «الإمارات اليوم»:
- هل هناك جهة خارجية مارست ضغوطاً، من أجل التوقيع على اتفاق السلام الأخير في الخرطوم؟
-- اتفاق السلام، الذي أبرم أخيراً بين الحكومة والمعارضة بكل أطيافها، جاء نتيجة توافر إرادة وطنية من جميع سكان جنوب السودان، بعد أن تكونت لديهم قناعة راسخة بأن الحرب والدم لن يقدما أي نتيجة سياسية سوى ضياع البلاد والخسارة للجميع. كما أن الاتفاقية توفر مساحة حقيقية نحو استقرار جنوب السودان.
- هل أبدت أي جهة تحفظات على هذه الاتفاقية؟
-- هناك شيء لافت للنظر في الاتفاق هذه المرة، هو أن جميع الأطراف، بما فيها مجموعة المعتقلين السابقين، وكل أطياف المعارضة وقعت عليه، رغم ما تردد حتى اللحظات الأخيرة أن هناك من يتحفظ، كما أن الولايات المتحدة وقعت عليه كشاهد، هذا بالإضافة إلى دول الترويكا (الولايات المتحدة، بريطانيا، والنرويج)، وزعماء الهيئة الحكومية للتنمية (الإيغاد).
- هناك من يقول إن الاتفاق جاء كرشوة للأطراف المتنازعة؟
-- لم يهدف اتفاق تقاسم السلطة، الذي تضمن توسيع مجلس الوزراء والبرلمان وعدد نواب الرئيس، إلى التوظيف السياسي لرشوة المتنازعين، أو لمجرد توسيع الإطار السياسي. بل إن التوسيع يستهدف استيعاب كل القوى السياسية، وضمان مشاركتها الفعلية في الإدارة والسلطة، وأن مبدأ المشاركة طرح من الحركة الشعبية قبل قيام الدولة ذاتها عبر الحوار الجنوبي – الجنوبي بين كل الأطراف.
- ما مدى صحة الحديث الذي يؤكد أن مجموعة قبلية تسيطر على السلطة دون غيرها من القبائل؟
-- هذا الكلام لا أساس له من الصحة، فمثلاً نائب رئيس الجمهورية، جيمس واني إيغا، من ولاية الاستوائية، ورئيس البرلمان أنتوني ماكان، وعشرات المناصب، بدءاً من الهيكل الإداري إلى الجامعات، تتوزع علي كل ألوان الطيف الجنوبي القبلي، ونحن نسعى لبناء دولة ديمقراطية حديثة.
- ما تقييمك للمردود من هذا الاتفاق؟
-- الاتفاق الجديد سيحمل معه أفقاً جديداً للاستقرار والتطور في جنوب السودان، كما أنه سيفتح صفحة جديدة مشرقة في العلاقات بين جنوب السودان والسودان، الدولة الأم التي كنا جزءاً منها، سواء من حيث إعادة ضخ النفط الذي سيعود بالخير علي البلدين، أو التبادل التجاري الذي يمكن أن يرتفع إلى درجات غير مسبوقة، كما سيمكن جنوب السودان من تعزيز علاقته بكل دول المنطقة، سواء محيطها الإقليمي أو المحيط العربي.
- نلاحظ أن هناك علاقة خاصة بين مصر وجنوب السودان.. ما تعليقكم على ذلك؟
-- جنوب السودان تجمعه علاقة خاصة بمصر منذ تكوينه، ولك أن تتخيل أن هناك 9000 طالب جنوب سوداني، يحصلون على منح كل عام للدراسة في الجامعات المصرية، وأن 90% من قادة الحركة الشعبية وتسعة وزراء في الحكومة الحالية درسوا في مصر، وأن نائب الرئيس الحالي خريج جامعة الزقازيق، ووزير الصحة الحالي، والسفير بمصر وزميله في الصين خريجو جامعة الإسكندرية، ورئيس كتلة الحركة الشعبية بالبرلمان خريج جامعة عين شمس، هذا قبل الحديث عن العلاقات السياسية والاجتماعية والثقافية.
- ماذا عن العلاقة مع العالمين العربي والإسلامي؟
-- هناك انفتاح في جنوب السودان على العالمين العربي والإسلامي، وجنوب السودان تعتز بمواطنيها المسلمين، شأنهم شأن بقية المواطنين. والمجلس الإسلامي لجنوب السودان يقوم بدور مهم جداً في تعزيز الحياة الروحية للمسلمين الجنوبيين، بما في ذلك تحمل نفقات 1500 حاج مسلم كل عام لأداء الفريضة المقدسة.
• هناك انفتاح في جنوب السودان على العالمَيْن العربي والإسلامي، وجنوب السودان تعتز بمواطنيها المسلمين..
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news