مراكز الاستقبال
الغموض نفسه حول الأشخاص الذين هم من دون منازل لايزال قائماً حتى اليوم. ويبدو أن البريطانيين على استعداد لدعم المتسولين في الشوارع بالتبرعات، على الرغم من حملات مكافحة التسول من قبل المجالس المحلية. وشهد العقدان الماضيان إدراكاً تدريجياً أن السلطات المحلية والوطنية يجب أن تعمل، بالتعاون مع القطاع التطوعي، لتوفير استجابة متعددة للتشرد. في الواقع، لم تكن الدولة البريطانية الحديثة هي المسؤولة وحدها عن المشردين. ففي العصر الفيكتوري، كان يمكن لشخص بلا مأوى أن يطلب من خدمات العنابر المؤقتة التي أنشئت بموجب قانون «بورز»، والتي عرفت باسم مراكز الاستقبال. إن التحدي المتمثل في فهم التشرد يتعاظم بسبب غياب أصوات الأشخاص المشردين من التاريخ. وفي كثير من الأحيان نسمع ونقرأ روايات التشرد وفقاً لتصور الآخرين، مثل المحققين الاجتماعيين، والجمعيات الخيرية، والسياسيين والكتاب والسلطة القضائية؛ في حين يظل المشردون مجهولين ولا صوت لهم.
وفي كل مرة يتم الإعلان عن أزمة، تتصاعد المطالبات بالحصول على معلومات أفضل حول أسباب التشرد. وعلى الرغم من التركيز بشكل أقل على الأرقام التي يجب التعامل معها على أنها مشكلة كبيرة على أي حال، فيمكننا استخدام هذه المخاوف لفهم المواقف المجتمعية تجاه المشردين.
وينظر المجتمع دائماً إلى أولئك الذين يعانون غياب المأوى نظرة أكثر تعاطفاً، لكن هذا التعاطف غامض، ومن الواضح أن أولئك الذين أعربوا عن دهشتهم وعدم ارتياحهم بشأن إعادة إسكان الناجين من برج «غرينفيل»، الذي احترق بالكامل، في أماكن إقامة مؤقتة خاصة بحالات الطوارئ، يبدو أنهم غير مدركين أن هذا هو المعيار المقبول للعائلات الحديثة، من قبل مجالسها المحلية، باعتبارها بلا مأوى.