المرصد
البابا فرنسيس: الإعلام الاجتماعي يجلب الكراهية
حذّر قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، من أن العالم الافتراضي ووسائل الإعلام الاجتماعي التي تسيطر عليه تجلب الكراهية، كما أنها تصب الزيت على النار في ما يتعلق بالعلاقات بين الناس. وعبر البابا عن رأيه بوسائل التواصل الاجتماعي، يوم الخميس الماضي، حيث قال إن هذا النوع من الإعلام يعتمد عادة على معارضة الآخر مهما كان رأيه، حيث يتم التركيز عادة في هذا الإعلام على ما يفرق الناس وليس ما يوحدهم.
وعلى الرغم من أن شبكة الإنترنت أسهمت في جعل العالم قرية صغيرة وسهلت التواصل بين البشر على نحو غير مسبوق من قبل، إلا أنها أوجدت فرصة استثنائية للجميع من أجل نشر كل ما يريدونه على هذه الشبكة، حتى لو سبب ذلك غضب أشخاص آخرين من الجيران أو الأقارب أو حتى من بلد آخر.
وتحدث البابا أيضاً عن الأخبار الكاذبة والدعاية المضللة التي تتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعن أثرها السلبي على المجتمع والعلاقات بين الناس والدول. وقال إذا كانت شبكة الإنترنت تمثل إمكانية جيدة في الوصول إلى المعرفة، إلا أنه ثبت أنها أحد الأماكن التي يمكن أن تقدم المعلومات المغلوطة، التي يقصد بها تشويه الحقائق والعلاقات الاجتماعية. وحذر البابا من أنه ينبغي على الجميع التعامل مع إعلام التواصل الاجتماعي بحذر، وعدم نشر الأخبار المضللة عن الآخرين، سواء كانت سياسية أو اقتصادية، دون احترام كامل للأشخاص والفئات التي يتم ذكرها.
وعلى الرغم من الفائدة التي قدمتها وسائل التواصل الاجتماعي للبشر، سواء على صعيد التقارب بين الناس، ونشر الإعلانات، وإيجاد منصات لبيع المنتجات، وأخرى لطرح وجهات النظر أو نشر الأعمال الأدبية وحتى الفنية، إلا أن هذا الابتكار الذي يعتبر الأحدث في عصرنا يمثل سلاحاً ذا حدين، لأن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن استخدامها أيضاً لأغراض أخرى، مثل الصراعات والتراشق بالشتائم التي تعزز الكراهية بين الناس.
ومن الأمثلة الحقيقية على ذلك، ما يحدث في المسابقات التي تتنافس فيها المجتمعات أو الدول أو حتى المدن داخل الدولة الواحدة، في مجال الرياضة او أي شيء آخر يمكن التنافس حوله، فيجري استخدام مواقع التواصل الاجتماعي كمنصات لحشد العداوات وإطلاق الشتائم للنيل من الخصم. وعلى الرغم من أن المسابقات الرياضية يقصد بها عادة تقريب الناس من بعضها بعضاً، وتعارف الأمم، إلا أنها تكون لدى البعض فرصة لاستعداء أقرب الناس لأسباب واهية، مثل الخسارة أمام طرف معين.
وقبل منصات التواصل الاجتماعي كانت المسابقات الرياضية تنتهي عادة آخذة معها ذكرياتها وينتهي الموضوع، أما الآن فعندما تنتهي المنافسات، تبدأ منافسات من نوع جديد عبر وسائل التواصل، وهي التفنن في إطلاق الكلام البذيء والشتائم والكلام الهابط، والتي تؤدي إلى إحداث عداوات بين الناس وبين الدول المتنافسة، وتحتاج إلى بذل الكثير من الجهود، وربما الأموال، لإعادة الوئام بين المتخاصمين من جديد، وإن كان ذلك مستحيلاً.
• إذا كانت شبكة الإنترنت تمثل إمكانية جيدة في الوصول إلى المعرفة، إلا أنه ثبت أنها أحد الأماكن التي يمكن أن تقدم المعلومات المغلوطة، التي يقصد بها تشويه الحقائق والعلاقات الاجتماعية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news