إدانة أسانغ.. سابقة على الصحافيين في العالم

يتساءل كثيرون عما إذا كانت إدانة مؤسس موقع ويكيليكس، جوليان أسانغ (47 عاماً)، بموجب قانون التجسس الأميركي، لنشره وثائق عسكرية ودبلوماسية، تهدد الحق الدستوري لحرية الصحافة. ويخشى العديد من خبراء القانون من أنها فعلاً ستشكل خطراً حقيقياً، ويقولون إن الصحافيين سيجدون أنفسهم في مواجهة تهم مشابهة، إذا حاولوا حماية مصادرهم. ويؤكد هؤلاء أن أسانغ متهم بالقيام بفعل يقوم به الصحافيون المحترفون بصورة يومية، حيث يعملون على نشر معلومات تهم المجتمع.

وتتعلق 16 تهمة من ضمن التهم الجديدة التي وجهتها وزارة العدل الأميركية إلى أسانغ، والبالغة 17 تهمة، بالحصول على معلومات سرية. وكانت الوثائق العسكرية والبرقيات الدبلوماسية قد حصل عليها من المحللة الاستخباراتية تشيلسي مانينغ، التي تم حكم عليها بالسجن عام 2013 لمدة 35 عاماً، بموجب قانون التجسس.

وفي مسعى منه لاستباق الانتقادات التي يمكن أن تطاله من مجموعات حرية التعبير، قال نائب المدعي العام الأميركي، جون ديميرز، إن جوليان أسانغ ليس صحافياً. وقال مسؤول من دائرة الرئيس السابق، باراك أوباما، إن أسانغ كان يعمل لمصلحة المخابرات الروسية. ولكن بن وزنر من اتحاد الحقوق المدنية في الولايات المتحدة يقول إنها المرة الأولى في تاريخ أميركا التي توجه فيها الحكومة اتهامات جنائية ضد نشر معلومات حقيقية.

وكانت إدارة أوباما قد كافحت تسريب المعلومات من داخل الحكومة بصورة لم تسبقها إليها أي إدارة أميركية أخرى، بيد أنها لم توجه التهم لأي صحافي بموجب قانون التجسس، كما أنها لم تقرر توجيه تهمة التجسس ضد أسانغ. وقبل وصول إدارة أوباما إلى الحكم، واجه عدد من الأشخاص، بمن فيهم صحافي واحد على الأقل، تهمة انتهاك قانون التجسس، لقيامهم بامتلاك ونشر معلومات سرية، ولكن في كل مرة كان يتم إلغاء مثل هذه القضية، وإبطالها. ولم تتم إدانة أي صحافي أو محرر.

وحذر ناشطون يؤيدون حرية التعبير من أنه إذا قامت الولايات المتحدة بمقاضاة ناشر أجنبي لانتهاكه قوانين السرية، فلن يكون هناك أي شيء يمنع الصين أو روسيا من ارتكاب الأمر ذاته.

ولكن، وإن كان في الولايات المتحدة من يعتقد أن قضية أسانغ يمكن أن تنتهي عندما تصل إلى المحكمة العليا الأميركية، إلا أن الأمر المقلق بالنسبة لأسانغ أن هذه الإدارة التي أصدرت التهم ضده، قد تكون الأكثر تطرفاً في تاريخ الولايات المتحدة، كما أنها تعادي الصحافيين أصلاً، وتعتبرهم من ألد أعدائها، على الرغم من قانون حرية التعبير، ناهيك عن شخص يواجه تهمة التجسس على الولايات المتحدة.

ولن تتهاون هذه الإدارة مع أسانغ بعد صدور 17 تهمة ضده، وستعتبره عدواً للولايات المتحدة، خصوصاً بوجود شخص مثل مستشار الأمن القومي جون بولتن في الإدارة، فإن أسانغ يمكن أن يواجه مصاعب كثيرة، لأنه من غير المستبعد أن يتم تفصيل قوانين تناسبه تماماً، هذا إذا لم تتم زيادة التهم الموجهة ضده، حتى يصبح من المستحيل التملص منها.

الأكثر مشاركة