فقدان المساحات الخضراء والفوضى العمرانية تسيطران على بغداد
في كل عام تحصل العاصمة بغداد للأسف على مكان بين المدن التي يستمر فيها التلوث والفوضى وغياب المساحات الخضراء، وكل هذه الظواهر ترتبط بما يسمى التشوّه البصري والبيئي، الذي يطغى على معظم أرجاء العاصمة بغداد من المناطق بأطرافها مروراً بالأحياء الشعبية والمتوسطة، وصولاً إلى المناطق الراقية التي فقدت الكثير من سمات الرقي نتيجة الفوضى والتجاوزات.
عدنان العاني، مهندس مدني، أشار إلى الفوضى التي تضرب معظم أحياء وأرجاء العاصمة والتجاوزات التي كانت نتيجتها تشوّهاً بصرياً وبيئياً جعل من العاصمة «قرية كبيرة»، متابعاً «أما موضوع النفايات فهي مشكلة ذات تشوّهين بيئي وبصري، تركا أثرهما على أن تكون العاصمة بغداد من أسوأ مدن العيش في العالم»، مضيفاً «الأكثر أسفاً في الموضوع، أن الجهات المسؤولة لم تحرك أيّ ساكن لترميم بعض خراب العاصمة، وتجميل بعض تشوّهاتها».
وتحاول أمانة بغداد منذ أشهر أن ترفع بعضاً من التجاوزات من أرجاء العاصمة، لكنها غالباً ما تصطدم برفض بعض المواطنين، الذين يشتكون من أن هذه الإجراءات تؤثر في حياتهم المعيشية، حيث أكدت أمانة بغداد، في العديد من بياناتها الصحافية، أنها تسعى لإيجاد الحلول للمتجاوزين، خصوصاً أنهم لا يستطيعون تسيير أمورهم اليومية، فكيف لهم بمكان سكن.
محمود قاسم، صاحب مكتب لبيع العقارات، أكد أن البناء العشوائي أخذ بالانتشار بشكل لافت، موضحاً «واجهات البنايات تُعد من أكثر المشوّهات الجمالية». وأضاف: «من خلال عملي في بيع البيوت، كنت ألاحظ أن الكثير من الابنية مشوهة بسبب غياب التفاصيل المعمارية، وكذلك بالنسبة لعمليات تقسيم المنازل والمحال، حيث يقوم الأهالي بتقسيم حدائق منازلهم والبناء من جديد على المساحات الخضراء، الأمر الذي أدّى إلى زحام نتيجة التكدس الشديد، وهو ما أفسد الذوق العام بشكل كبير».