آندرو ميللر: بولسونارو يشجع على تدمير الأمازون وطرد سكانها
تحدث المدير العام لمنظمة «أمازون واتش» الأميركية المتخصصة في حماية الغابات المطرية في الأمازون آندرو ميللر، عن الحرائق التي تنتشر في الأمازون مشيراً إلى أنها مفتعلة. وقال ميللر في مقابلة مع موقع «ديمكراسي ناو» إن الرئيس البرازيلي اليميني المتطرف غاير بولسونارو شجع على تدمير غابات الامازون لمصلحة الشركات والاستثمار في الغابات والمناجم، كما أنه شجع على طرد السكان الأصليين، وفي ما يلي نص المقابلة:
• اشرح لنا مدى هذه المشكلة الآن في البرازيل.
- المشكلة الآن في البرازيل ليست الحرائق التي نراها، والتي جذبت انتباه العالم أجمع، ولكن المشكلة أكبر من ذلك، وتتمثل في السياسات والخطاب الذي تتبناه إدارة الرئيس بولسونارو. وبالطبع هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها منطقة الأمازون لمثل هذه الهجمات، وليست المرة الأولى التي يتعرض فيها السكان الأصليون للتهديد، ولكننا نشهد الكثير من التسارع في عملية القضاء على الغابات.
• تحدث عن خريطة الأماكن التي يسيطر عليه السكان الأصليون، وأين تقع هذه الحرائق؟
- شهدنا 10 آلاف حريق الأسبوع الماضي، وإذا نظرت الى البرازيل من السماء فإنك سترى في بعض الحالات أين تقع المناطق التي يسيطر عليها السكان الأصليون، حيث لاتزال الأشجار باسقة، ولهذا فإن هذه الحرائق وقعت في مناطق للقيام بمشاريع زراعية فيها، وهذه سياسات تتبعها إدارة الرئيس بولسونارو، التي قالت مرات عدة إنه يجب فتح المناطق المحمية ومناطق السكان الأصليين من أجل إقامة مشاريع فيها.
• تحدث عن الموضوع في الإطار الدولي، إذ قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن «بيتنا يحترق الآن»، ولماذا رد عليه بولسونارو بغضب؟ واشرح لنا أهمية الأمازون بالنسبة لدول مثل النرويج، ولماذا بولسونارو غاضب؟
- الأمازون منطقة بيئية مهمة نتيجة تنوع الأحياء فيها، ولما تنتجه من ماء عذب وما تقدمه من أوكسجين للعالم، فهي تؤثر على الطقس والبيئة في القسم الغربي من العالم. والمعروف أنه كثر الحديث في السنوات الأخيرة عن تغير المناخ، وبالطبع هناك أنظمة بيئية أخرى حول العالم لكن هنا في الامازون ثمة قلق كبير، ولاحظنا ذلك في وسائل الإعلام. وهناك قلق من الانتقادات الدولية إذ يقول البرازيليون إن العالم يمكن أن يعلن الأمازون منطقة دولية، ولهذا فإن ثمة انتقادات واسعة لذلك، خصوصاً من اليمين المتطرف الذي يمثله بولسونارو، والذي يقول «إنها بلادنا ولا نريد من أحد أن يتدخل»، وفي الحقيقة فإن بولسونارو يريد من العالم أن يتدخل لكن على شكل استثمارات لدعم الاقتصاد.
• تحدث عن الاتفاق التجاري بين الاتحاد الأوروبي والبرازيل، وما الذي يعنيه بالنسبة للغابات المطرية؟
- نعم في السنوات الأخيرة أصبحت علاقات البرازيل الاقتصادية قوية مع الاتحاد الأوروبي من ناحية تصدير مختلف البضائع والسلع، مثل لحم البقر وفول الصويا كعلف للأبقار، وهذه العلاقة تتواصل. وفي ظل رئاسة بولسونارو ثمة توجه للسياسة الخارجية البرازيلية نحو الولايات المتحدة، ويرجع ذلك إلى نوع من الالفة التي يشعر بها بولسونارو إزاء ترامب، وبالطبع فإن بولسونارو يطلق عليه «ترامب الاستوائي» في بعض الأحيان. ولكن إذا نظرنا الى البرازيل خصوصاً منذ وصول بولسونارو إلى سدة الرئاسة بداية العام الجاري، فإننا سنرى أن ثمة أشياء متوازية مع ما يقوم به ترامب في الولايات المتحدة من ناحية إيجاد تغييرات في القوانين، بهدف إضعاف حماية البيئة وحماية حقوق الإنسان، وفي حالة البرازيل هناك حقوق السكان الأصليين، وهذا النوع من الحكام يؤدي إلى وصول أشخاص سيئين إلى مراتب وزراء، خصوصاً في البرازيل، حيث إن وزير البيئة البرازيلي هو مجرم بحق البيئة.
• حسب رأيك ما هو أفضل رد يجب أن يتخذه العالم رداً على ما يحدث الآن؟
- هناك كثير من الردود المهمة، فالعالم بحاجة إلى إظهار تضامنه مع السكان الأصليين، ويجب على العالم أن يشارك في التعبئة العالمية التي تحدث الآن حول الأمازون، ويتعين عليه أيضاً إعادة تقييم أنظمته المتعلقة بحماية البيئة.
منذ وصول بولسونارو إلى سدة رئاسة البرازيل بداية العام الجاري، نرى ثمة أشياء متوازية مع ما يقوم به ترامب في الولايات المتحدة.