شركات يابانية تحظر على موظفاتها وضع النظارات خلال العمل
يقول المثل «العينان بمثابة النافذة على الروح»، ولكن البعض يرى أن هذه النوافذ بحاجة إلى المساعدة كي تعمل كما ينبغي، ولهذا فإن كثيرين يستخدمون النظارة لتعزيز قدرتهم على الرؤية، وهو أمر طبيعي يقوم به الناس. ولكن في بداية الأسبوع الماضي، اندلعت ضجة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي نتيجة قيام بعض الشركات اليابانية بمنع النساء من استخدام النظارات. ومن الأمثلة على ذلك امرأة تعمل ممرضة في عيادة تجميل، إضافة إلى نساء عاملات في تجميل الزبائن. وفي حالة الممرضة، فقد أبلغتها الإدارة أن تستخدم العدسات اللاصقة بدلاً من النظارة. وأدى استخدام العدسات اللاصقة لفترة طويلة إلى إصابة عينيها بالجفاف.
نظر ممتاز
وفي الحقيقة إذا جاءت ممرضة تريد أن تعطيني حقنة في يدي أو أي مكان في جسمي فأنا أفضل أن يكون نظرها في حالة ممتازة، وأن ترى بالضبط أين تضع هذه الحقنة. وينطبق الأمر ذاته على المرأة التي تعمل في مجال التجميل، فاذا كانت تريد أن تظهر لي مدى جودة المنتج الذي ستبيعه لي فإنها ستنظر إلى وجهي أولاً، وترى ما إذا كان يناسب وجهي.
ويبدو أن الأمور تذهب نحو الأسوأ، إذ ثمة تقارير تقول إن بعض النساء يعملن موظفات استقبال في اليابان طلب منهن عدم استخدام النظارة، واستخدام العدسات اللاصقة بدلاً منها، في حين أن الموظفين الذكور في المكان ذاته مسموح لهم بارتداء النظارة كما يشاؤون.
وبالطبع فإن الشركات في اليابان، لها تاريخ في هذا المجال، إذ بدأت حركة «أنا أيضاً» هناك رداً على الطلب من النساء ارتداء أحذية ذات كعب عالٍ في العمل. وبدأت الممثلة والكاتبة اليابانية يومي ايشيكاورا حملة رفض لذلك في يونيو الماضي، لإنهاء هذه الممارسات البالية، حيث ذكرت معاناتها من ألم الظهر نتيجة ارتداء الكعب العالي في العمل. وفي غضون بضعة أيام ردّ عليها وزير العمل الياباني قائلاً إن الكعب العالي في مكان العمل «ضروري وملائم من الناحية المهنية».
وفي تقرير صدر عام 2018 عن الندوة الاقتصادية العالمية، كانت اليابان في المرتبة 110 من حيث انعدام المساواة بين الجنسين ضمن 149 دولة شملتها الإحصائية. وجاءت بعد دول مثل ليبيريا، وأذربيجان، وميانمار، فضلاً عن أنها جاءت تحت المعدل العالمي. وجاءت الأخيرة بين الدول السبع الغنية في المساواة بين الجنسين.
ومن السهل الاعتقاد أن اليابان، التي تبعد عن المملكة المتحدة نحو 6000 ميل، مختلفة تماماً عنها، وأن البريطانيين لا يفكرون في هذا النوع من القضايا. ولكن واقع الأمر قبل نحو ثلاث سنوات، أي عام 2016، اتضح أن الموظفة البريطانية العاملة في الاستقبال، نيكولا ثورب، قد تم طردها من عملها في شركة محاسبة، لأنها رفضت ارتداء حذاء بكعب عالٍ، وقامت ثورب بحملة وحصلت على نحو 150 ألف توقيع من المؤيدين لها، وتمت مناقشة قضيتها في البرلمان البريطاني. ولكن في عام 2017 توجت أول محاولة لإصدار قانون لحماية حقوق الموظفين في ما يتعلق باللباس وما شاكله، بالفشل.
ولكن في عام 2018 نشر مكتب المساواة الحكومي البريطاني دليلاً جديداً، لكن لغته لم تكن حاسمة حول الموضوع. وبقي موقف القانون من القضية مراوغاً، ولم يحدد صراحة ما إذا كان إجبار الموظفة على ارتداء حذاء عالي الكعب يعتبر تمييزاً بين الجنسين.
ومن الضروري أن تكون هناك أنظمة واضحة بشأن الملابس، لا تقل أهمية عن تلك المهتمة بسلامة الموظف. ولكنني لا أعتقد للحظة أن الشخص الذي يرتدي حذاء بكعب عالٍ يمكن أن يكون أكثر أماناً.
كفاح
وقد كافحت لنحو عقد من الزمن حول لباس التنورة في المدرسة كجزء من اللباس الرسمي، وكنت أكرهه، ففي الشتاء يكون بارداً جداً، بغض النظر عن عدد الجوارب التي ارتديها.
ولحسن الطالع تم تعديل هذه الأنظمة، أو تغييرها في العديد من المدارس من أجل السماح للطالبات بخيار ارتداء البنطلون، وارتداء التنورة بالنسبة للذكور إذا اختاروا ذلك. ومع ذلك فإن المواقف التي تتمتع فيها النساء بحق الاختيار تكون محدودة جداً.
لوسي ماكانيرني : كاتبة في «الإندبندنت»
- في تقرير صدر عام 2018 عن الندوة
الاقتصادية العالمية، كانت اليابان
في المرتبة 110 من حيث انعدام
المساواة بين الجنسين ضمن
149 دولة شملتها الإحصائية.