ربع النساء الأميركيات يرجعن إلى العمل بعد أسبوعين فقط من الولادة
نصح الأطباء جيسيكا ريبيشيني أن تأخذ إجازة لمدة شهر ونصف الشهر على الأقل كي تتعافى من عملية ولادة قيصرية، وللبقاء مع طفلها المولود كارتر. ولكن نظراً لعدم حصولها على إجازة أمومة مدفوعة الأجر اضطرت جيسيكا (26 عاماً)، للبدء في العمل بعد أسبوعين من ولادتها، حيث تعمل لمدة 45 ساعة أسبوعياً كنادلة خاصة في الفترة المسائية. وهي تكسب من عملها 4.35 دولارات في الساعة، وتحمل الأطباق الثقيلة، وتمشي لأميال عدة في كل يوم عمل، وتعيش جيسيكا تحت هواجس الخوف من أن يفتح جرح عمليتها. وتقول جيسيكا، وهي أم لثلاثة أطفال من بوندرانت، بولاية أيوا: «أسوأ ما في الأمر أني كنت أشعر بالخوف، فعندما يكون لديك جرح كبير بسبب عملية، ومع ذلك تقوم بدفع جسمك بقوة»، وعندما تعود إلى المنزل فإنها تأخذ واجب العناية بأطفالها بدلاً من زوجها رون (33 عاماً)، وهو أخصائي صناعة نظارات، كي يتمكن من الذهاب إلى عمله. وتضيف جيسيكا عن الجرح الذي في بطنها: «أتذكر كل مرة أذهب فيها إلى العمل، كنت أتحدث مع نفسي قائلة للجرح (من فضلك لا تنفتح) وأنا في الحقيقة أخاطر بحياتي».
معاناة
وفي الحقيقة فإن معاناة جيسيكا ليست الوحيدة ضمن الأمهات في الولايات المتحدة، إذ إن ربع النساء في الولايات المتحدة يرجعن إلى العمل في غضون أسبوعين من ولادتهن، وتقول كلية أطباء الولادة والأمراض النسائية الأميركية إنها توصي النساء بأخذ ستة أسابيع على الأقل بعد الولادة. ولكن نظراً لعدم وجود إجازة مدفوعة توافق عليها الحكومة الفيدرالية، فإن العديد من النساء يعتبرن إجازة الوضع ترفاً لا يستطعن تحمّله.
وتعتبر الولايات المتحدة إحدى ثلاث دول في العالم لا تمنح إجازة أمومة مدفوعة الأجر وفق تحليلات قدمتها منظمة العمل الدولية، كما أن 17% من النساء العاملات يملكن إجازة أمومة مدفوعة الأجر، وفقاً لإحصاءات وزارة العمل. وتقول مسؤولة السياسة في «منظمة تنمية الطفل» غير الربحية، ميرا جونز تايلور: «إذا نظرت إلى معدلات إجازات الأمومة المدفوعة بين العائلات البيضاء وتلك الملونة فإن الوضع يكون أكثر سوءاً. ولا يستطيع الآباء تحمل البقاء في المنزل مع أطفالهم».
وتقول جيسيكا إنه من الناحية المالية فإنها لا تملك أي خيار سوى العمل. وتضيف: «لم يبقَ سوى دولارين في حسابنا في البنك. وأتذكر وأنا أفكر مع نفسي عما إذا كنت قد قدمت شيك أجرة المنزل، أم أنه أصبح مرتجعاً، وليس لدينا مكان نعيش فيه».
ونظراً إلى أنها تعمل لفترة تصل إلى 12 ساعة، فقد وجدت أن البعد عن طفلها المولود حديثاً يعذبها كثيراً، وتضيف: «عندما أعود إلى المنزل كان أول شيء أقوم به هو التأكد من أنه لايزال على قيد الحياة، وعندما أكون في العمل لابد من الوثوق من أنه بصحة جيدة». وتشعر بالقلق من أن لا يتعرف إليها طفلها بعد الغياب عنه لفترة طويلة. وهي تقول إنها لا تجرؤ على إبلاغ رئيسها الجديد في العمل كيف أنها ولدت قبل فترة قصيرة، خشية أن ينظر إليها باعتبارها عائقاً أمامه.
وأصبح الطفل كارتر الآن في الرابعة من العمر، ولكن جيسيكا تخشى عليه من تأثير غيابها الطويل خلال بداية حياته. وهي تقول: «يعاني من إعاقة، ونحن لم نكتشف ذلك إلا بعد أن أصبح عمره نحو عام. ولا أدري ما إذا كنت سأكتشف هذه الإعاقة على نحو أبكر، لو كنت أعيش معه باستمرار».
وفي هذه الأيام لاتزال تعاني الألم في بطنها، والذي تعزوه إلى عودتها للعمل بسرعة قبل الحصول على الاستراحة المناسبة.
• نظراً لعدم وجود إجازة مدفوعة توافق عليها الحكومة الفيدرالية، فإن العديد من النساء يعتبرن إجازة الوضع ترفاً لا يستطعن تحمّله.
• %17 من النساء العاملات يملكن إجازة أمومة مدفوعة الأجر، وفقاً لإحصاءات وزارة العمل.