سان فرانسيسكو أول مدينة أميركية تؤوي المشردين في الفنادق
أعلن حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسام، الشهر الماضي، أنه سيخصص 150 مليون دولار لمشروع «بروجكت رومكي»، الذي يهدف إلى معالجة مشكلة التشرد خلال جائحة كورونا، ويتم هذا المشروع بالتعاون مع جهود محلية تهدف إلى إيواء 50 ألف شخص من مشردي الولاية البالغ تعدادهم 150 ألف شخص في الفنادق.
مشروع فريد
وعلى الرغم من أن هذا المشروع فريد من نوعه بين الولايات المتحدة من حيث الشمول، فإنه يظل غير كافٍ في هذه الأزمة التي تتطلب تدابير استباقية. وسيترك نيوسام نحو 100 ألف مشرد على حالهم، في حين أن عشرات الآلاف من الأميركيين يمكن أن يفقدوا مساكنهم نتيجة الانكماش الاقتصادي، وسيكون مصيرهم الشوارع أو الملاجئ المكتظة بالسكان، والتي يقول عنها خبراء الصحة إنها مثالية لنقل عدوى كورونا بين المقيمين فيها، لكن الأمر السيئ في هذا المشروع أن غالبية الـ50 ألفاً الذين سيتم إيواؤهم يجب أن يصابوا أولاً بفيروس كورونا ثم يتعافوا، وبعد ذلك يتم إيواؤهم في الفنادق.
ولكن بدلاً من الانتظار لإصابة الأشخاص بمرض كورونا، يجب المباشرة في إيواء جميع المشردين في كاليفورنيا في الفنادق، أو في وحدات سكنية مشابهة خلال فترة أزمة كورونا، وهو الأمر الذي قامت به مدينة واحدة فقط هي سان فرنسيسكو.
ففي الأسبوع الماضي صوت المجلس البلدي للمدينة بالإجماع لاستئجار 7000 غرفة فندقية بهدف إيواء جميع المشردين في المدينة تقريباً، قبل أن يصابوا بالمرض. وبالنظر إلى اندلاع المرض في أحد ملاجئ المدينة، فقد قررت المدينة تنفيذ القرار منذ 28 أبريل الماضي، فهل يمكن تنفيذ هذا النموذج في جميع أنحاء الولاية؟
غرف وفيرة
وتمتلك ولاية كاليفورنيا وفرة من الغرف الفندقية، وبالنظر إلى حظر السفر وإجراءات البقاء في البيت، هناك الكثير من الغرف الفندقية فارغة حالياً. ويوجد في سان فرنسيسكو نحو 30 ألف غرفة فارغة، في الوقت الذي يبلغ تعداد المشردين في المدينة 8000 فقط، ويوجد في مدينة لوس أنجلوس نحو 36 ألف مشرد، ونحو 90 ألف غرفة فندقية، إذ إنه من المتوقع أن تغلق جميع الفنادق أو توقف تقديم خدماتها خلال الأسابيع المقبلة، أما البلدات الصغيرة في ولاية كاليفورنيا فإنها تملك غرفاً فندقية أقل، وبالطبع عدداً أقل من المشردين.
وأصدر نيوسام قراراً تنفيذياً في 12 مارس الماضي، يسمح بفرض سلطة حكومة الولاية على الغرف الفندقية، كما أن حكومات المدن ستتمتع بسلطات مشابهة، وأكد محامو مدينتي لوس أنجلوس وسان فرنسيسكو على صحة القرار، وأكد محافظ لوس أنجلوس إيريك غارسيتي، أنه يمكن استخدام الغرف الفندقية عند الضرورة. وأعلن نيوسام عن خطة لاستئجار الغرف الفندقية في 18 مارس، وبحلول 18 أبريل كانت البلدات الصغيرة التابعة لها قد أعدت 15999 غرفة في حين أنها آوت 4211 شخصاً في هذه الغرف.
ونظراً إلى تسارع تفشي الفيروس، فإن تأمين الغرف بسرعة في هذه الأيام سيؤدي إلى إنقاذ الكثير من الأشخاص وتوفير الأموال، ويرجع ذلك إلى أن احتمال دخول المشردين إلى المشافي يعادل ضعفي أو ثلاثة أضعاف احتمال دخول الأشخاص العاديين الذين يسكنون في منازلهم، كما أن احتمال دخولهم إلى غرف العناية المشددة يساوي ضعفين وأربعة أضعاف الأشخاص العاديين، وفق دراسة ظهرت أخيراً.
علاج مكلف
وإثر تفشي المرض في ملاجئ مدينة نيويورك كان 34% من الأشخاص بحاجة إلى دخول المستشفى، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن تكاليف معالجة المريض في المستشفى لمدة ستة أيام من فيروس كورونا تساوي 73 ألف دولار، فإن ذلك يعني أن معالجة هذه الأعداد يكلف مبالغ طائلة.
وفي واقع الأمر فإن تأمين سرير في الفندق لمنع انتشار المرض اليوم ربما يؤجل استخدام سرير في المستشفى أو جهاز تنفس اصطناعي يمكن استخدامه من قبل الآخرين، وفي الوقت الذي يوجد نقص في الإمدادات الطبية، يتوافر الكثير من الغرف الفندقية الفارغة، ولهذا يجب استغلال المتوافر لمنع مزيد من الإصابات.
• تأمين سرير في الفندق لمنع انتشار المرض اليوم ربما يؤجل استخدام سرير في المستشفى أو جهاز تنفس اصطناعي يمكن استخدامه من قبل الآخرين.
• نظراً إلى تسارع تفشي الفيروس، فإن تأمين الغرف بسرعة في هذه الأيام سيؤدي إلى إنقاذ الكثير من الأشخاص وتوفير الأموال.