أنتوني كوستيلو يرى أن أزمة المناخ أكثر خطورة بكثير من «كوفيد-19»
خبير دولي: بريطانيا سارعت لفتح الحانات قبل المدارس
لاتزال الرؤية غير واضحة في بريطانيا تجاه التعامل مع «كوفيد-19»، في وقت وُجهت انتقادات للحكومة بسبب استجابتها المتعثرة لوباء «كورونا». وكان الخبير الدولي والمسؤول السابق في منظمة الصحة العالمية أنتوني كوستيلو من بين المنتقدين لاستجابة لندن، ويعتقد أن التسرع لن يفيد في هذه المرحلة من تفشي الجائحة. وفي ما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معه صحيفة «الغارديان»:
• ما رأيك في قرار فتح الحانات أخيراً؟
-- حسناً، من الغريب جداً أننا في بريطانيا نفتح الحانات قبل المدارس، وهذا يقول شيئاً عن أولوياتنا، وفي الهواء الطلق تكون المخاطر منخفضة جداً؛ وأقل خطراً بمقدار 19 مرة وفقاً لدراسة يابانية. ربما يكون مناسباً فتح المقاهي والحانات طالما كانت الخدمة في الخارج، والقلق هو أن الناس سوف يتجمعون معاً، للحصول على المشروبات، وبينما يشربون سيفقدون ضبط النفس، وهناك احتمال كبير ليكون الفضاء الداخلي بؤرة انتشار فائقة؛ لذا فأنا أعارض فتح الحانات لكني أتفهم أسباب قيامهم بذلك.
• هل كان ينبغي السماح بتظاهرات «حياة السود مهمة»؟
-- الاحتجاجات في الهواء الطلق؛ وإذا تمت إدارتها بشكل جيد وقام الأشخاص الذين ينظمون الاحتجاجات بمحاولة جادة للسيطرة عليها، فيمكن القول إن الديمقراطية تتجاوز الخطر في الوقت الحالي، لأننا في الجزء السفلي من المنحنى. والمشكلة هي أنه إذا كانت الاحتجاجات كبيرة للغاية فهناك خطر ما، لكن الحانات أكثر خطورة من الاحتجاجات، أو حتى شاطئ بورنماوث، الذي تم انتقاده بشكل غير عادل.
• ما هو تقييمك لتطوير اللقاح ومتى سيكون متاحاً من الناحية الواقعية؟
-- الخبر السار هو أن لدينا مختبرات حول العالم تبحث عن لقاح لهذا الفيروس، ولدى هذه المختبرات تقنيات جيدة لتطوير اللقاحات، وهناك أموال كثيرة تحصل عليها، ومع ذلك لم تتمكن من التوصل إلى لقاح لفيروس «كورونا» إلى حد الآن، وعادةً ما يستغرق تطوير اللقاحات سنوات عدة لأنه يتعين اختبار سلامتها. والأكثر إثارة للقلق، يبدو أن الاستجابة المناعية للفيروس ليست جيدة للغاية، وتتلاشى.
• كان هناك الكثير من التكهنات حول التغيير الاجتماعي بعد «كوفيد-19».. هل تعتقد أن هذا سيحدث؟
-- أتمنى ذلك، وعلى الرغم من أنني طبيب أطفال ومعظم عملي كان في مجال الصحة المجتمعية في البلدان منخفضة الدخل، فقد شاركت في السنوات العشر الماضية في جهود مكافحة التغير المناخي. كنت أتنقل كثيراً عندما كنت في منظمة الصحة العالمية. وما أخشاه هو أنه في غضون سنوات قليلة، إذا انتهى كل هذا أو حصلنا على لقاح، فسوف تعود الأمور إلى حيث كانت، ولكن أزمة المناخ أكثر خطورة بكثير، وليس لدينا الكثير من الوقت لتصحيح هذا الأمر.
• كيف ترى الفيروس التاجي حالياً؟
-- لقد توصل أحد كبار علماء الأعصاب في العالم وهو أستاذ بجامعة كاليفورنيا يُدعى كارل فريستون إلى مقاربة مختلفة تماماً لكل من نيل فيرغسون وآدم كوتشارسكي، وهما من علماء الأوبئة الجيدين، ويعتقد فريستون أن مستوى مناعة القطيع لوقف هذا الوباء قد يكون أقل بكثير من 60٪، ربما 25 أو 30%، وما يقوله هو أن نحو نصف السكان إما معزولون أو محميون، لذلك لا يتعرضون للفيروس، والنصف الباقي ليسوا عرضة للإصابة مثل الأطفال، لأن لديهم مناعة مخاطية جيدة، وقد يعاني البعض الآخر من الأعراض لكن لا ينقل العدوى بسهولة. لقد أرسلنا للتو رسالة إلى مجلة «لانسيت» بشأن هذا الموضوع، وإذا كانت افتراضاتنا صحيحة فقد يعني ذلك أن هذه الأزمة ستنتهي في وقت أبكر مما نتوقع، لكن الفيروس التاجي لن يتم القضاء عليه من دون لقاح.
يستغرق تطوير اللقاحات سنوات عدة لأنه يتعين اختبار سلامتها، وما يثير القلق هو أن الاستجابة المناعية للفيروس ليست جيدة للغاية وتتلاشى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news