المرصد
ترامب.. ومايكروسوفت.. ومعركة «تيك توك»
باتت الشبكة الاجتماعية لمشاركة مقاطع الفيديو الموسيقية (تيك توك)، محل خلاف حاد بين الولايات المتحدة والصين. وفي وقت هدد فيه الرئيس دونالد ترامب بحظرها، قدمت شركة «مايكروسوفت» عرضاً لشراء أصول الشركة الصينية، في الولايات المتحدة. وهدف عملاق البرمجيات هو مئات الآلاف من المراهقين والشباب الذين يستخدمون الشبكة الاجتماعية. ورغم عدم تشجيع ترامب لأي من الشركات الأميركية على مثل هذه الصفقة، أكد مسؤولو «مايكروسوفت» أن المشاورات مستمرة بخصوصها.
ويقول القائمون على «تيك توك»، الذي تم تنزيله أكثر من 180 مليون مرة، في الولايات المتحدة، إنهم سيرفضون أي محاولة للوصول إلى بيانات مواطني الولايات المتحدة، لكن خبراء القانون الصيني يقولون إن بكين تتمتع بسلطات واسعة لإجبار الشركات الخاصة على الامتثال لطلبات الحكومة للحصول على معلومات، إذا تم تقديم أي طلب من هذا القبيل.
ودخلت «تيك توك» على خط المواجهة بين واشنطن وبكين، اللتين تخوضان معركة تجارية، منذ فترة، وحملة اتهامات متبادلة، في أعقاب تفشي فيروس «كورونا» المستجد. لكنها تحولت منذ ذلك الحين إلى معركة أكبر، خوفاً من أن تحاول الصين توسيع نطاقها العالمي من خلال سرقة الأسرار التكنولوجية والطبية من الولايات المتحدة.
وأكدت «مايكروسوفت» أنها ستضمن بقاء البيانات الخاصة لمستخدمي الشبكة الاجتماعية، في الولايات المتحدة. في المقابل، تقول شركة «تيك توك» إنه لا يتم تخزين أي من بياناتها عن مواطني الولايات المتحدة، في الصين. وبدلاً من ذلك، تقول الشركة إنها تحتفظ بخوادم في ولاية فيرجينيا مع تخزين احتياطي، في سنغافورة. وتؤكد أن الشركة الأم، في بكين، ليس لديها وصول مباشر إلى البيانات المرتبطة بمستخدميها الأميركيين. ولايزال البعض في إدارة ترامب متشككاً بشأن صفقة استحواذ «مايكروسوفت».
إلى ذلك، قال مستشارون في البيت الأبيض إن ضم عملاق البرمجيات للشبكة الاجتماعية المثيرة للجدل، لن يُزيل مخاوف الأمن القومي للإدارة. وتنتشر المخاوف في الولايات المتحدة من أن بكين، بفضل قوتها التكنولوجية المتزايدة، قد تجمع كماً هائلاً من المعلومات، التي يمكن استخدامها لتهديد أو ابتزاز المواطنين الأميركيين، أو لأغراض غير معروفة. ويكمن القلق في أن «تيك توك» يمكن أن تمثل فراغاً، يتم استخدامه للوصول إلى صور وتفاصيل عن أميركيين غير حريصين بشكل كافٍ.
وفي حين يبدو أن بكين نجحت في نقل المعركة إلى عقر دار الأميركيين، قد تكون «تيك توك» مجرد شبكة اجتماعية كغيرها من الشبكات التي يستخدمها الناس في جميع أنحاء العالم، لكن انعدام الثقة بين القوتين العالميتين قد يسهم في اتساع الهوة والمزيد من الاشتباك.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news