ميركل: الوحدة الألمانية إنجاز غير مسبوق لشعب بأكمله
بمناسبة الذكرى الـ30 لإعادة توحيد شطري ألمانيا، أعربت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، عن شكرها لنشطاء الحقوق المدنية، والمشاركين في الاحتجاجات بجمهورية ألمانيا الديمقراطية الشرقية، سابقاً، على التظاهرات السلمية.
وقالت ميركل، أمس، في مناقشة عامة بالبرلمان الألماني (بوندستاغ)، بمناسبة ذكرى توحيد شطري البلاد في الثالث من أكتوبر المقبل، إن هؤلاء النشطاء جعلوا إعادة التوحيد ممكنة بفضل جهودهم وشجاعتهم، وأضافت: «هذه الذكرى مناسبة تدعو للشعور بالسعادة والامتنان على نحو كبير، خصوصاً بالنسبة للإنجاز غير المسبوق تاريخياً لشعب بأكمله، خلال هذه الـ30 عاماً في تحقيق إعادة التوحيد من الداخل والخارج».
وذكرت ميركل أنه أمكن، خلال الـ30 عاماً الماضية، تقليل الفوارق في الظروف المعيشية بين الشرق والغرب بشكل كبير، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنه لاتزال هناك اختلافات هيكلية يتعين بذل مزيد من الجهود لتسويتها، وقالت: «الوحدة عملية مستمرة ليس فقط بين الشرق والغرب، لكن أيضاً بين المدينة والريف والمناطق الضعيفة والقوية، هيكلياً، وذلك في جميع أنحاء ألمانيا».
وبخصوص جائحة «كورونا»، قالت ميركل إن هذه «الذكرى الرائعة» لن يتم الاحتفال بها كما كان متصوراً قبل عام، وقالت: «ستكون أهدأ مما كان ينبغي أن تكون عليه في الواقع».
تجدر الاشارة إلى أنه في ليلة تاريخية من نوفمبر 1989، قرر الآلاف من شباب ألمانيا الشرقية تغيير مجرى التاريخ، فاندفعوا لاختراق الجدار بين الألمانيتين. هذا الجدار الذي كان رمزاً لتمزق الأسرة الألمانية، إلا أنه انهار بعد 28 عاماً، لتدق ساعة الوحدة الألمانية.
وخلال ليلة التاسع إلى العاشر من نوفمبر عام 1989، غير المئات من مواطني ألمانيا الشرقية مجرى التاريخ، حينما اندفعوا إلى اختراق جدار برلين وإسقاط السور الاسمنتي والإيديولوجي، الذي كان يفصل بين الألمانيتين لمدة 28 عاماً.
وكانت ألمانيا المهزومة في الحرب العالمية الثانية قد ورثت خلافات الحلفاء والاتحاد السوفييتي حول النفوذ في أوروبا، فانقسمت إلى قطاعين: الأول غربي سمي جمهورية ألمانيا الاتحادية، والثاني شرقي جمهورية ألمانيا الديمقراطية، وبناء عليه تحولت برلين إلى بؤرة النزاع في الحرب الباردة.
وفي أغسطس عام 1961، بنت سلطات ألمانيا الشرقية سوراً يفصل برلين الشرقية عن الغربية بطول 155 كيلومتراً، وبارتفاع يفوق الثلاثة أمتار. كما أقيمت نقاط للمراقبة الأمنية، أشهرها «نقطة مراقبة شارلي».
وظل جدار برلين رمزاً لتمزق الجسد الألماني، وعنوانا لتفريق أواصر العائلات الألمانية. وفي أكتوبر عام 1989، تظاهر عشرات الآلاف في ألمانيا الشرقية ضد نظامها في تحركات شعبية، كانت إيذاناً بميلاد عهد جديد، إذ أعلنت ألمانيا الشرقية، في التاسع من نوفمبر عام 89، سقوط الجدار وفتح الحدود.
أمكن خلال الـ30 عاماً الماضية تقليل الفوارق المعيشية بين الشرق والغرب.. بشكل كبير.