أزواج يعانون الفراق بسبب تدابير «كورونا» في روسيا
التقى ألكسندر، وهو مواطن ألماني، المواطنة الروسية آنا، لأول مرة، يوم عيد الحب، أثناء استراحة من دراسته، في سانت بطرسبرغ. وبعد أن تناولا العشاء في مطعم على الطراز السوفييتي، وذهبا للتزلج على الجليد، وتحدثا عن ثقافاتهما المختلفة، وأحلامهما المستقبلية، أدركا أنهما متناغمان للعيش معاً.
لكن بعد فترة وجيزة من عودة ألكسندر إلى ألمانيا، أوقفت جائحة الفيروس التاجي جميع الرحلات الدولية تقريباً، ما أدى إلى وضع مستقبل الخطيبين في حالة من عدم اليقين.
«كنا متفائلين للغاية، واعتقدنا أن الوضع سيتغير قريباً»، تروي آنا وتضيف: «أعتقد أننا أدركنا، في مايو فقط، مدى خطورة الأمر».
وفي حين سمحت 12 دولة أوروبية وكندا بدخول الأزواج من جنسيات أخرى، والذين يمكنهم إظهار دليل على أنهم على علاقة طويلة الأمد، تظل روسيا مغلقة أمام الشركاء الأجانب غير المتزوجين. ويصف العديد منهم قواعد دخول البلاد بأنها غامضة ومربكة ومقيدة. ومع عدم ظهور نهاية للوباء في الأفق، يدعو هؤلاء الأزواج روسيا إلى السماح لهم بلم شملهم.
بالإضافة إلى الاتصال بالسلطات الروسية وتواصلهما بالبريد الإلكتروني، أطلق الزوجان عريضة عبر الإنترنت، تحث الحكومة على فتح الحدود للأزواج والعائلات الثنائية الجنسية. وقد جمعت حتى الآن أكثر من 16 ألفاً و500 توقيع.
وقالت مستشارة الأسرة، يانا كاتيفا: «لقد رأينا، بالفعل، الآثار الضارة على الصحة العقلية للوباء، المكتسبة حديثاً: تزايد معدلات الاكتئاب، والرهاب الجديد، واضطرابات الوسواس القهري والقلق». وأضافت: «بينما لم أطلع على دراسات حول الأزواج المحرومين من فرص مقابلة بعضهم بعضاً، أعتقد أن هؤلاء معرضون لخطر أكبر من الأزواج الذين يعيشون معاً».
وتتفاقم مشكلة الأزواج بسبب الأنواع المختلفة للتأشيرات المتاحة، والتعقيدات الإدارية في روسيا، والدول الأخرى. وقال تيمور بيسلانغوروف، من وكالة «فيستا» للهجرة، ومقرها موسكو: إنه منذ يوليو، سُمح للأجانب الذين يحملون تأشيرات متخصصة عالية التأهيل، بدخول روسيا، لكن أزواجهم غير الروس وأفراد أسرهم، لم يسمح لهم بذلك.
وبالنسبة لسيث برنشتاين، كان الوضع صعباً، بشكل خاص. فالمواطن الأميركي كان يقيم في روسيا، مع زوجته الروسية، وابنه الصغير، قبل الانتقال إلى فلوريدا للعمل، في يناير، ولم يتمكن من زيارة عائلته في روسيا، لأنه يحمل تأشيرة علمية وتقنية، وليست تأشيرة عائلية.
وفي الوقت نفسه، تم تأجيل مقابلة زوجته الأخيرة بشأن البطاقة الأميركية الخضراء، إلى أجل غير مسمى، بسبب قيام السفارة الأميركية بتعليق عمليات التأشيرات غير الطارئة، في موسكو. وكانت نداءات برنشتاين للسفارة والأعضاء المنتخبين دون جدوى. حتى الآن، كان الحل الأبسط لهؤلاء الأزواج والعائلات، هو الالتقاء في بلد ثالث مفتوح للسياح الأجانب، مثل تركيا. وتمكن برنشتاين من مقابلة عائلته هناك، وكذلك كان فعل ألكسندر وآنا. وبخلاف ذلك، فإن الرسائل النصية ومكالمات الفيديو هي البديل الوحيد للاتصال الشخصي في المستقبل المنظور.
وقال برنشتاين: «الشيء المضحك هو أنه عندما رآني ابني، في تركيا، بعد ستة أشهر من الدردشة المرئية، كل يوم، لم يتعرف إليَّ». متابعاً: «لقد ظل خائفاً مني، لمدة 15 أو 20 دقيقة».
من جهته، قال بيسلانغوروف: إنه من غير المرجح أن تفتح روسيا أبوابها أمام الأزواج غير المتزوجين رسمياً، قبل أن تعيد فتح حدودها أمام جميع البلدان، «روسيا بلد رسمي للغاية، وهناك حاجة لرؤية الوثائق، وبخلاف ذلك، سيقول الجميع، تقريباً، إنهم على علاقة (مع روسي أو روسية) للدخول»، مشيراً إلى حالات ادعى فيها الناس أنهم كانوا يسعون للحصول على علاج طبي في روسيا، لعبور الحدود المغلقة. ولم ترد وزارة الخارجية الروسية على طلب صحيفة «موسكو تايمز»، للتعليق على ما إذا كان سيتم تغيير شروط الدخول لاستيعاب الأزواج ثنائيي الجنسية.
خطة احتياطية
تم فصل إليزافيتا بيريغودا، من موسكو، وزوجها السعودي المقيم في الولايات المتحدة، بجدار بيروقراطي، لأشهر. وكانت بيريغودا، قد انتقلت إلى موسكو، في بداية الوباء، لتسوية مشكلة في تأشيرة الولايات المتحدة، لكن الزيارة السريعة تحولت إلى إقامة دامت أشهراً، بسبب تعليق السفارة الأميركية للعمل.
وحصلت إليزافيتا بيريغودا، في النهاية، على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة، بعد أسابيع عدة، وسافرت إلى هناك، عبر تركيا، على الرغم من أن الزوجين كانت لديهما بالفعل خطة احتياطية للانتقال مؤقتاً إلى المكسيك، لمجرد أن يكونا معاً. وبالنسبة إلى ألكسندر وآنا، شكلت المسافة اختباراً غير متوقع لعلاقتهما الوليدة، وبينما تسمح ألمانيا للأجانب بدخول البلاد، إذا كانوا في علاقة، فليس من المضمون أن تنجح آنا، عندما تحاول زيارة ألكسندر هناك، في ديسمبر.
مشكلة الأزواج تتفاقم بسبب الأنواع المختلفة للتأشيرات المتاحة، والتعقيدات الإدارية في روسيا.