لاجئ نيجيري يحصل على حق الإقامة في بريطانيا بعد معاناة طويلة
بعد تعرضه لسوء المعاملة عندما كان صبياً في نيجيريا، وتم نقله إلى لندن في سن الـ14، أعطته الملاكمة والعزف على البيانو الأمل، وأصبح بلال فواز، في سن الـ32 عاماً، قادراً، أخيراً، على المنازلة باحتراف. ويقول الشاب النيجيري: «هناك جمال في الظلام»، بينما يجلس على مقعد قديم خارج صالة «كريكلوود للملاكمة»، في هذه المنطقة الصاخبة شمال غرب لندن.
يعتقد فواز أنه أصبح «أفضل أصدقاء الظلام والألم، منذ زمن طويل». ويتحدث فواز بقوة كهربائية، وهو ملاكم محترف حديثاً، لكن ماضيه مؤلم ومستقبله غير مؤكد. وتعرض فواز للإساءة عندما كان صبياً في بلده الأم، ثم تم تهريبه إلى لندن. واستغرق الأمر 16 عاماً للفوز بالحق في البقاء بشكل قانوني في المملكة المتحدة، لكن على الرغم من كونه عديم الجنسية، فقد نافس فواز ست مرات، في إنجلترا، وفاز بلقب «أبا» الوطني للوزن الخفيف، عام 2012. ويعتقد الملاكم أنه كان سينازل خصوماً أقوى، في أولمبياد 2012 و2016، لو لم يكن لاجئاً.
ومع ذلك، على الرغم من توقيع عقد، في سبتمبر، مع «إم تي كي غلوبل»، وهي مؤسسة لديها أكثر من 300 ملاكم في دفاترها، بقيادة تايسون فيوري، فقد دخل فواز في فقر مدقع، مع إغلاق آخر. ولم يحصل على جنيه واحد عند انضمامه إلى «إم تي كي»، وأثناء انتظار منح ترخيصه الاحترافي من قبل مجلس التحكيم البريطاني للملاكمة، لن يتمكن من دخول الحلبة قبل فبراير المقبل. ويشعر فواز بالقلق من أن ينتهي به الأمر بالتشرد مرة أخرى.
واحتُجز فواز في المعتقلات مرتين، من قبل وزارة الداخلية، أثناء محاولتها ترحيله، وبينما يقول إنه كان مكتئباً لدرجة أنه جرح نفسه، فقد تعلم العزف على البيانو في السجن. والملاكمة والعزف على البيانو، بالنسبة للاجئ، يقدمان الأمل: «إنها رحلة مختلفة، ولكن الوجهة نفسها، ثلاثة زائد أربعة يساوي سبعة، ثمانية ناقص واحد يساوي سبعة».
ويتابع: «رحلة مختلفة، والوجهة نفسها، سواء كانت ملاكمة أم موسيقى، أشعر بالإحساس نفسه؛ وعندما ألعب أشعر بالهدوء، وهو الشعور نفسه عندما أعزف أو أكون في الحلبة، وكل شيء يتدفق بشكل مثالي». وتوجد إطارات سوداء ثقيلة، بدلاً من البيانو، في الأراضي المحيطة بالصالة الرياضية، ويستخدم فواز مطرقة ثقيلة لدق الإطارات، ضمن تمارينه الرياضية، لكن سرعان ما تعود ذاكرته إلى عنف أكثر قتامة.
وفي ذلك يقول: «عندما كنت طفلاً في نيجيريا، ضربتني أمي لدرجة أنني كنت أنزف مرات عدة». متابعاً: «لقد تحملت ذلك، فقد كانت أصغر من أن تنجب أطفالاً، لذلك كانت تعاني مشكلات عاطفية». وجاءت والدة فواز من بنين، وكما يقول: «أبي لبناني، لم أره لأنه كان رجل أعمال، لم يقض أبداً وقتاً طويلاً بالنسبة لي لأشعر أن لديَّ أباً، كانت لديه عائلته».
أُخذ فواز من والدته من قبل رجل، ادعى أنه عمه، ووعده بلم شمله مع والده في لندن. وتم تهريبه إلى المملكة المتحدة عندما كان في الـ14 من العمر، وظل في منزل داخل لندن. وكان يشعر بأنه ليس حراً، إذ لم يُسمح له بمغادرة البيت، ولم يستطع الذهاب إلى المدرسة أو المتاجر. وتعرض للصفع والضرب، وقيل له إن عليه أن ينظف المطبخ، وأن يفعل كل شيء في المنزل. وفي النهاية، هرب، ووجده أحدهم في الشارع يبكي. وتم أخذه إلى مركز الخدمات الاجتماعية.
مجرد رقم
لقد أثر الضرب في شخصية فواز، كما فعل التنمر في المدرسة بلاغوس، يقول فواز: كنت شخصاً غريباً، وكان الناس يقولون: «عد إلى بلدك». وأود أن أقول لهم: «لقد ولدت هنا، ولم أذهب إلى أي مكان آخر من قبل، لكنهم قاموا بتخويفي وعاملوني كمنبوذ».
تغيرت حياة فواز، في يونيو، عندما تلقى مكالمة من محاميه لشؤون الهجرة، أثناء جلوسه في حافلة، بمدينة لندن. وحصل على إذن للعيش والعمل في المملكة المتحدة، لمدة 30 شهراً على الأقل. ويقول: «لم أشعر بهذا الشعور من قبل، لقد كان ممتعاً بشكل غير مألوف، وشعرت كأنني كنت مكتملاً في النهاية، وكل زاوية كانت متصلة، وبسرعة ضغطت على الزر في الحافلة، ونزلت وقبلت الأرض». متابعاً: «لم أكن أهتم بفيروس كورونا، وكنت أبكي، وحتى ذلك الحين كنت مجرد رقم في وزارة الداخلية».
احتُجز فواز في المعتقلات مرتين، من قبل وزارة الداخلية، أثناء محاولتها ترحيله، وبينما يقول إنه كان مكتئباً لدرجة أنه جرح نفسه، فقد تعلم العزف على البيانو في السجن.