اعتبر أن ترامب «يُحرج نفسه» برفضه الإقرار بالهزيمة في الانتخابات
بايدن: أميركا عادت إلى الساحة الدولية.. ولا شيء سيوقف انتقال السلطة
أعلن الرئيس المنتخب جو بايدن، أول من أمس، أن أميركا «عادت» إلى الساحة الدولية، مبدياً «الثقة» بقدرته على استعادة «الاحترام» الدولي لبلاده، وأكد أن لا شيء سيوقف انتقال السلطة في البلاد، فيما اعتبر أن الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب «يُحرج نفسه»، برفضه الإقرار بهزيمته في الانتخابات الرئاسية، ما سينعكس سلباً على إرثه السياسي، لكنه قلل من جدوى موقف الملياردير الجمهوري.
وتفصيلاً، قال بايدن في مؤتمر صحافي في ويلمنغتون، إنه تحدث هاتفياً إلى ستة من قادة الدول و«أبلغتهم بأن أميركا عادت ولم تعد أميركا الوحيدة»، لافتاً إلى أن ردهم اتسم «بالحماسة، وأنا واثق تالياً بأننا سننجح في استعادة الاحترام الذي كانت أميركا تتمتع به سابقاً».
وأضاف أنه لا شيء سيوقف انتقال السلطة في الولايات المتحدة بعد فوزه في الانتخابات، وأكد أن الانتقال يسير على قدم وساق، على الرغم من رفض الرئيس دونالد ترامب قبول نتائج الانتخابات.
وأدلى بايدن بهذه التصريحات من منزله في ويلمنغتون بولاية ديلاوير، وقال في إشارة إلى رفض ترامب الإقرار بهزيمته في استحقاق الثالث من نوفمبر: «أعتقد بكل صراحة أنه يسبّب إحراجاً لنفسه».
وأضاف أنه يتوخى «اللباقة» بالقول «أعتقد أن هذا الأمر لن يخدم الإرث السياسي للرئيس».
وبعد أسبوع من خسارته الانتخابات الرئاسية، استمر ترامب أول من أمس بمحاولته الترويج لحقيقة بديلة هي أنه على وشك الفوز، لكن الديمقراطي الفائز جو بايدن تجاهله وتلقى سلسلة اتصالات تهنئة من عدد من قادة دول العالم.
وعن موقف ترامب ومؤيديه قال بايدن إن «عدم وجود نية لديهم للإقرار بفوزنا لا يؤثر كثيراً في هذه المرحلة على تخطيطنا».
وأجرى قادة دول حليفة للولايات المتحدة محادثات هاتفية مع الرئيس الأميركي المنتخب آملين بقيام تعاون معه.
وهنأ كل من رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ورئيس الوزراء الإيرلندي مايكل مارتن، بايدن على فوزه بالرئاسة الأميركية.
وقال بايدن «أبلغتهم أن أميركا عادت ولم تعد أميركا الوحيدة»، لافتاً إلى أن ردهم اتسم «بالحماسة وأنا واثق تالياً بأننا سننجح في استعادة الاحترام الذي كانت أميركا تتمتع به سابقاً». واعتبر زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، المؤيد لترامب منفصل عن الواقع.
وقال شومر متوجّهاً إلى بومبيو «لقد فاز بايدن.. فاز بالانتخابات.. تخطى الأمر».
وتابع «لدينا أزمة كوفيد مستفحلة.. لا وقت لدينا لهذا النوع من الألاعيب».
وباتت محاولة ترامب البقاء في السلطة مستنزفة للرجل الذي اعتاد السخرية بشكل علني من خصومه، ووصفهم بـ«الخاسرين».
وغرّد ترامب على «تويتر» قائلاً: «سنفوز». ثم أضاف في وقت مبكر الثلاثاء: «راقبوا الإساءات الهائلة في عملية فرز الأصوات».
ومنذ موعد الاستحقاق في الثالث من نوفمبر، أصبح ترامب مُقلاً في ظهوره العلني ونشاطه الى درجة بدا كأنه وضع مهامه الرئاسية العادية على الرفّ.
والنشاط الوحيد المعروف الذي قام به خارج البيت الأبيض كان لعب الغولف خلال عطلة نهاية الأسبوع بعد ظهور النتائج.
أما الإحاطات اليومية التي يتلقاها من الأجهزة الأمنية فقد كانت خارج جدوله اليومي، وهو لم يشر الى تصاعد الإصابات بكوفيد-19 في جميع أنحاء البلاد.
وفجأة اختفت مؤتمراته الصحافية شبه اليومية والمقابلات مع «فوكس نيوز» وجلسات الدردشة المرتجلة مع مراسلي البيت الأبيض، وبدل ذلك أمضى ترامب معظم وقته في التغريد، غالباً حول ما يزعم أنها انتخابات مسروقة، وفي بعض الأحيان كان يعيد تغريد تعليقات داعمة لمقدمي برامج يمينيين من «فوكس نيوز» واقتباسات من البرامج اليومية للقناة.
وكان الإجراء الرئاسي المهم الوحيد الذي اتخذه ترامب هو الإقالة المفاجئة لوزير الدفاع مارك إسبر الاثنين، والذي أعلنه أيضاً عبر «تويتر».
وفي هذا التوقيت قبل أربعة أعوام كان ترامب قد حقق فوزه المفاجئ على هيلاري كلينتون وقام بجولة في البيت الأبيض للمرة الأولى بدعوة من الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما.
وهذه المجاملة للرؤساء المنتخبين تقليد قديم يشدّد على الاحترام شبه المقدس للتداول السلمي للسلطة.
وترامب الذي تولى منصبه متعهداً بالإطاحة بما أسماه «الدولة العميقة»، يحطم الآن تقليداً آخر، فهو لم يمتنع فقط عن دعوة بايدن إلى المكتب البيضوي، بل حتى منعه من الحصول على حزمة التمويل والخبرات والمرافق المخصصة لمساعدة الرئيس المنتخب على التحضير لتولي السلطة.
وتتحكم بهذه الحزمة رئيسة إدارة الخدمات العامة إميلي مورفي، التي عينها ترامب، وهي المسؤولة عن الإفراج عنها.
لكن بايدن الذي فاز بعدد قياسي من الأصوات مع إقراره بأن نحو نصف الناخبين يدعمون ترامب، اختار على ما يبدو تجاهل الفوضى.
فهو نادراً ما يذكر ترامب، بل سارع إلى إنشاء فريق عمل خاص لمكافحة فيروس كورونا، وألقى الثلاثاء أحدث خطاب له تناول فيه مصير خطة الرعاية الصحية «أوباماكير» التي طلب ترامب من المحكمة العليا تفكيكها.
وتسري تكهنات كثيرة في واشنطن حول من سينبري من داخل دائرة ترامب الضيقة لإقناعه بالإقرار بالهزيمة، هذا إن وُجد مثل هذا الشخص.
فالرئيس الجمهوري الوحيد الذي لايزال على قيد الحياة جورج بوش الابن هنأ بايدن بفوزه، لكنه ينأى بنفسه عن حزبه الذي يهيمن عليه ترامب.
والإثنين الماضي صرح زعيم الغالبية في الكونغرس السيناتور ميتش ماكونيل، بأن ترامب «محق 100%» في الطعن قضائياً بالانتخابات. لكن يبقى من غير الواضح إلى متى سيستمر هذا المستوى من الدعم، أو حتى إلى متى سيستمر ترامب متشبثاً بالرئاسة.
إذ لا يبدو أن أياً من الدعاوى القضائية لديها القدرة على تغيير النتيجة، وحتى إعادة فرز الأصوات في ولايات مثل جورجيا أو أي مكان آخر من غير المرجح أن تغير الحساب الأساسي.
لكنّ ترامب أضاف سلاحاً جديداً محتملاً إلى حملته، الإثنين الماضي، بعدما وافق وزير العدل الأميركي بيل بار على إجراء تحقيقات حول احتمال حصول مخالفات في الانتخابات.
ومع ذلك أقرن بار قراره بتحذير مفاده أن «الادعاءات الخادعة أو التخمينية أو الخيالية أو بعيدة الاحتمال يجب ألا تشكل أساساً للشروع في تحقيقات فيدرالية».
وتدخّل بار غير المعتاد أثار مخاوف من أن ترامب قد يذهب أبعد من ذلك في جهوده، ما دفع بالمدعي العام لجرائم الانتخابات في وزارة العدل ريتشارد بيلغر إلى تقديم استقالته احتجاجاً.
وسيتم تنصيب بايدن بعد 71 يوماً في 20 يناير.
الرئيس ترامب الذي تولى منصبه متعهداً بالإطاحة بما أسماه «الدولة العميقة» يحطم الآن تقليداً آخر.
تسري تكهنات كثيرة في واشنطن حول من سينبري من داخل دائرة ترامب الضيقة لإقناعه بالإقرار بالهزيمة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news