جيران ترامب يطالبـون سلطات المدينة بمنعه من الإقامـة الدائمة فيها
تخشى أسرة قريبة من منطقة مارالاغو بمدينة بالم بيتش، حيث يقع نادي الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، من انتقاله الى هناك بشكل دائم بعد مغادرته البيت الأبيض الشهر المقبل، لأن ذلك من شأنه أن يخلق ازدحاماً بالقرب من منزلهم، كما أنه ينتهك الوعد الذي قطعه ترامب بعدم تحويل ناديه الخاص إلى سكن دائم. وأرسل محامي يمثل عائلة دي موس، التي جمعت ثروتها من بيع التأمين على الحياة، خطاباً إلى بلدة بالم بيتش والخدمة السرية الأميركية في هذا الشأن. ويحث الخطاب مسؤولي البلدة على إبلاغ ترامب بأنه لن يُسمح له بالانتقال إلى مارالاغو بشكل دائم، لكي يتجنب وضع نفسه في موقف محرج وكي لا يتم إجباره على مغادرة المكان، كونه رئيساً سابقاً للبلاد.
ويدور الخلاف حول «اتفاقية استخدام» وقعها ترامب في أوائل التسعينات عندما قام بتحويل مارالاغو من مسكن خاص إلى نادٍ اجتماعي. واشترى ترامب مارالاغو، وهو قصر من 118 غرفة تم بناؤه في عشرينات القرن الماضي، مقابل سبعة ملايين دولار في عام 1985. وفي عام 1995، حوّل المنزل إلى نادٍ خاص.
وجاء قرار تحويل القصر إلى نادٍ في وقت كان فيه ترامب يعاني مشكلات مالية ويحتاج إلى تحقيق إيرادات. ويبدو أن هذه الخطوة حققت له نجاحاً، ففي عام 2019، بلغت إيرادات مارالاغو 21.4 مليون دولار، بانخفاض طفيف عن 22.7 مليون دولار حققها في عام 2018. وفي عام 2017، حقق النادي إيرادات بقيمة 25.1 مليون دولار. ومن المرجح أن تكون أرقام هذا العام أقل بكثير، بسبب جائحة «كوفيد-19».
أعضاء النادي، الذين يدفعون رسوم انضمام قدرها 200 ألف دولار، هم عبارة عن شخصيات رفيعة المستوى من مجتمع مطوري العقارات وممولي بورصة وول ستريت ومديرين تنفيذيين آخرين من أصحاب الملايين. وقبل أن يصبح ترامب رئيساً، كان الأعضاء يدفعون 100 ألف دولار للانضمام. ويتحمل أعضاء النادي أيضاً رسوم عضوية سنوية قدرها 14 ألف دولار، بالإضافة إلى حد أدنى سنوي للطعام يبلغ 2000 دولار. كما يؤجر مارالاغو بعض مرافقه لتناول الطعام وللمناسبات الخاصة.
ويمكن للأعضاء استخدام مناطق تناول الطعام، والمنتجع الصحي في الموقع، والمسبح، ومركز اللياقة البدنية، وملاعب التنس، ويحظون بامتيازات في العقارات الأخرى المملوكة لشركة ترامب، بما في ذلك نوادي الغولف.
وأصرت بلدة بالم بيتش على أن يوقع ترامب، الذي كان في ذلك الوقت مطوراً عقارياً يعتمد على أرضية مالية مهزوزة، تلك الاتفاقية ويتعهد بعدم تحويل مارالاغو إلى فندق سكني.
وحددت وثيقة عام 1993 القواعد الأساسية للنادي الجديد. ولا يمكن لأعضاء النادي الذين يرغبون في قضاء الليل في مارالاغو ممارسة نشاطهم لمدة تزيد على سبعة أيام في المرة الواحدة ولمدة ثلاثة أسابيع غير متتالية.
كما طلبت البلدة من ترامب التأكيد على أن نصف أعضاء مارالاغو على الأقل يعيشون أو يعملون في بالم بيتش. ولا تسمح الاتفاقية للنادي بأن يضم أكثر من 500 عضو. وكجزء من الاتفاقية، وعد ترامب أيضاً بعدم إقامته بصفة دائمة هناك.
إلا أن ترامب لديه تاريخ في التنكر لقوانين المدينة، فقد رفع دعوى قضائية ضد بالم بيتش، بعد أن منعت البلدة محاولته تقسيم عقار مارالاغو، الذي يعتبر معلماً تاريخياً، إلى وحدات سكنية عدة. كما رفع دعوى قضائية طالب فيها المدينة بدفع 75 مليون دولار، بعد أن ادعى أن مطار بالم بيتش الدولي القريب، الذي يقع شمال مارالاغو مباشرة، يتسبب في تلوث الهواء ويحدث ضوضاء، وتمت تسوية تلك الدعوى في النهاية. وحاول ترامب أيضاً التلاعب بالقيود التي فرضتها المدينة، والتي حدت من التصوير الإعلامي وصناعة الأفلام وحركة المرور من وإلى النادي.
وبعد أن أصبح رئيساً، قام بما لا يقل عن 30 رحلة إلى مارالاغو قضى خلالها نحو 130 يوماً هناك، ما يعتبر انتهاكاً من الناحية الفنية لاتفاقية 1993، لأنه يتجاوز حد 21 يوماً في السنة الذي يمكن استخدام أجنحة الضيوف فيه. وتزعج الزيارات المتكررة السكان المحليين الذين يضطرون للتعامل مع إغلاق الطرق وحركة المرور لأسباب أمنية.
ترامب لديه تاريخ في التنكر لقوانين المدينة، فقد رفع دعوى قضائية ضد «بالم بيتش»، بعد أن منعت البلدة محاولته تقسيم عقار مارالاغو، الذي يعتبر معلماً تاريخياً، إلى وحدات سكنية عدة.