جزيرة «بونتا ميتا» المكسيكية.. ملاذ كبار الأثرياء زمن «كورونا»
منذ بدء تفشّي جائحة «كورونا»، أصبحت جزيرة «بونتا ميتا» ملاذاً مفضلاً للنخبة؛ مع وجود منتجعين فاخرين ومساكن بأسعار لا يستطيع تحمّلها سوى الأغنياء. وقد أصبحت الجزيرة ملاذاً مرغوباً في واحدة من أكثر المناطق المحمية جمالاً، على ساحل المحيط الهادئ المكسيكي.
وقد وصف بطل الغولف، جاك نيكولاس، الجزيرة بأنها «جنة على الأرض». وكان نيكولاس لايزال يلعب الغولف عندما بدأ يتردد على الجزيرة في أواخر التسعينات. وفي وقت لاحق، في عام 2005، دعاه المطورون المحليون لتصميم ما يُعتبر أحد أفضل ملاعب الغولف في أميركا اللاتينية، ووُضع تحت تصرفه 200 فدان من الأرض المطلة على البحر. وأثناء الوباء، كان الإقبال على الدورات التدريبية لنيكولاس، أكثر من أي وقت مضى، على الرغم من أنها مخصصة للاستخدام الحصري للمقيمين وضيوفهم. وزاد عدد سكان المنتجعين والمنازل في«بونتا ميتا»، خلال الأشهر الأخيرة، بشكل لافت، إذ اختار الزوار، الذين يأتون في الغالب من جنوب وغرب الولايات المتحدة، قضاء فترات الإغلاق في المنطقة، والاستفادة من وسائل الراحة، والأنشطة الترفيهية في الهواء الطلق، والبروتوكول المريح والفعال للتباعد الاجتماعي.
ويحتوي المجمع على مستشفى خاص، تم افتتاحه في يونيو 2017، والذي، وفقاً لأحد مديريه، الدكتور سام نجم آبادي، يُعد واحداً من أكثر المراكز الطبية تقدماً، ليس فقط في ولاية ناياريت، ولكن، أيضاً، في جميع أنحاء المكسيك. وأنشئ المستشفى على أحدث طراز لمنافسة أفضل المستشفيات في الولايات المتحدة. والفندقان الموجودان هناك هما منتجع «فور سيزونز»، و«سانت ريجيس» الذي ينتمي إلى سلسلة فنادق ماريوت. وهناك أيضاً 54 فيلا مجمعة في 16 مجمعاً سكنياً خاصاً. وقلة من نجوم هوليوود وكبار المسؤولين التنفيذيين، في وادي السيليكون، وأعضاء آخرين من النخبة الثرية، في الولايات المتحدة والمكسيك وخارجها، يمكنهم تحمّل كلفة شراء أو استئجار بعض هذه المنازل، مثل «كازا أرامارا» أو «فيلا تيسورو».
وفي الواقع، يتكون مجتمع الجزيرة من مجموعة صغيرة جداً من أصحاب المليارات، الذين يتشاركون في مساحة ستة كيلومترات مربعة، من الأرض والخلجان، مملوءة بأحواض السباحة اللامتناهية وغيرها من الكماليات. وفي شهر يوليو الماضي، أعلنت عارضة الأزياء، كريسي تيجين وزوجها الموسيقي جون ليجند، عبر الشبكات الاجتماعية، أنهما استأجرا «فيلا تيسورو» المرغوبة للغاية، وتتكون الفيلا من سبعة أجنحة شبه منفصلة، تكلف نحو 8500 دولار في الليلة، في الموسم المنخفض. وكما يوضح مدير العلاقات العامة لمنتجع «فور سيزونز»، في «بونتا ميتا»، ميغيل بيريغرينا، فقد تم التركيز، خلال الأشهر القليلة الماضية، على العملاء ذوي «الجيوب الكبيرة»، الذين يبحثون عن ملاذ صحي ومريح، من «كوفيد-19». ويقول: «ارتفع متوسط مدة الإقامة من نحو تسعة أيام إلى أكثر من 23 يوماً». وكانت الجزيرة قبل نحو 20 عاماً، منطقة عذراء، وامتداد ساحلي خلاب بالقرب من «بويرتو فالارتا»، تنتشر فيها قرى الصيد الصغيرة، التي تحولت إلى أفخم مجتمع في أميركا اللاتينية.
وفي أقل من 10 سنوات، من وصول أول مطوري العقارات وافتتاح ملعب نيكولاس للغولف في عام 2009، أصبحت «بونتا ميتا» مجهزة بأفضل المرافق الرياضية، وعدد من المنازل الفخمة على طول الساحل المكسيكي، مع الحفاظ على جمال وروح البيئة الطبيعية، وفقاً لبيريغرينا، الذي أوضح أن «الجزء الأكثر وعورة في الجزيرة هو التضاريس الأكثر إثارة للاهتمام؛ مع إمكانية الوصول المباشر إلى ثلاثة شواطئ غير ملوثة، وهي: بلايا كويفاس، وبلايا مانزانيلاس، وبلايا لا سولانا».
الإسراف في التدليل
في هذه البيئة الفاخرة والرائعة، يستمتع الأثرياء الفارون من الوباء بلعب الغولف، والأنشطة الترفيهية الأخرى، مثل التمارين في الهواء الطلق، وصيد الأسماك، وإطلاق السلاحف البحرية مرة أخرى في البرية، وتعلّم طرق الحفاظ على المرجان، ومشاهدة الحيتان العابرة للمحيطات.
وبالنسبة لعشاق الطعام، تضم المنطقة المحيطة بمنتجع «فور سيزونز»، بمفرده 14 حانةً ومطعماً مفتوحاً، وخمسة مطاعم تقدم المأكولات التقليدية من المحيط الهادئ، والآسيوي، والوجبات الخفيفة، واللحوم المشوية والأسماك، وخيارات نباتية. ويذكر مدير العلاقات العامة لمنتجع «فور سيزونز»، في «بونتا ميتا»، ميغيل بيريغرينا، أيضاً، أنه يمكن للمقيمين استكشاف نهر «نايريت»، وزيارة قرى «ماريتاس»، و«سايوليتا» و«سان بانتشو»، التي يقطنها سكان محليون، كما يستمتع ركاب الأمواج والمصورون بالساحل الخلاب.
ومع المزج بين الإسراف في التدليل وبساطة الطبيعة، تحولت «بونتا ميتا» إلى جنة حصرية في موطن شعب «هويكولس».
- يتكوّن مجتمع الجزيرة من مجموعة صغيرة جداً من أصحاب المليارات، الذين يتشاركون في مساحة ستة كيلومترات مربعة، من الأرض والخلجان، مملوءة بأحواض السباحة اللامتناهية، وغيرها من الكماليات.