الكاتبة مريم البرغوثي:
إنترفيو.. التمويل الأميركي والأوروبي للسلطة الفلسطينية «أمني»
تحدثت الكاتبة الفلسطينية مريم البرغوثي عن التصرفات القمعية التي تقوم بها السلطة الفلسطينية ضد شعبها، وقالت في مقابلة مع موقع «ديمكراسي ناو» الأميركي، إن السلطة تتصرف مثل دولة بوليسية، ولكن دون دولة، وإن معظم التمويل الذي تقدمه الدول المانحة يذهب إلى تعزيز الأجهزة الأمنية، كما أن السلطة استغلت جائحة «كورونا» لفرض قوانين جديدة لقمع الفلسطينيين. وفي ما يلي نص المقابلة:
■ عرّفي لنا من هي السلطة الفلسطينية ولمصلحة من تعمل؟
■■ السلطة الفلسطينية نظام تشكل عام 1994 إثر اتفاقات أوسلو للسلام، تعمل كحكومة مؤقتة لإدارة الشؤون المدنية للشعب الفلسطيني. ولكنها تعمل الآن كدولة بوليسية، ولكن دون دولة. وما يحدث هو اعتداء كامل على الشعب الفلسطيني. والشيء الوحيد الذي يتم حمايته هو القوات الأمنية، ونظام المقاطعة.
■ السلطة تقول إن مخاوفها تتركز على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).. ما رأيك؟
■■ السلطة الفلسطينية التزمت بالاتفاقات الأمنية مع إسرائيل وفق اتفاقات أوسلو، حيث تقوم السلطة بتسليم أي فلسطيني يتحدث عن رفضه للاحتلال إلى إسرائيل. وفي الوقت ذاته فإن السلطة تفرض عقوبات ضد قطاع غزة، على الرغم ما يتعرض له من حصار وتجويع. وتتعاون السلطة مع اسرائيل ضد غزة. وإن كانت السلطة تقول إنها تخشى من «حماس»، إلا أنها قتلت الناشط الفلسطيني، نزار بنات، وهو ليس من «حماس»، كما أن هناك العديد من الفلسطينيين في سجونها وهم ليسوا من «حماس».
■ هل تشرحي لنا من يموّل السلطة الفلسطينية، وما الذي يجب أن يحدث برأيك؟
■■ السلطة الفلسطينية يتم تمويلها من قبل العديد من الجهات، وبصورة أساسية الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. والمهم ليس من يمول السلطة، وإنما المهم هو إلى أين يذهب هذا التمويل. وبالرغم من أن معظم التمويل، كما يفترض، يأتي من أجل تحسين حياة الفلسطينيين، إلا أنه يذهب عادة إلى القوات الأمنية. وفي كل عام أرى سيارات أمنية جديدة بدلاً من مدارس جديدة. وهذا ما تريده إسرائيل أيضاً.
■ هل يمكنك أن تتحدثي كيف تم قتل نزار بنات، ولماذا من المهم الحديث عن دوره؟
■■ عندما تم اقتحام منزل الناشط بنات تعرض للضرب الشديد، ومن ثم نقل إلى مقر الأمن، وهناك تم ضربه بوحشية حتى الموت، لدرجة أن صورة جثته كانت مملوءة بالأورام والكدمات الزرقاء، حتى إنني لم أتمكن من النظر إلى جثته نظراً إلى ما تعرضت له من ضرب. وكل تهمته أنه انتقد السلطة الفلسطينية التي من المفروض أنها تمثلنا نحن الفلسطينيين. ونزار كان أباً، وكان زوجاً، قبل أن يكون ناشطاً وناقداً للسلطة الفلسطينية، لقد كان إنساناً مثلنا، ولكنه كان يرفض الظلم.
■ هل يجري هذا القمع من قبل السلطة وسط جائحة «كورونا»؟ هل يمكنك الحديث عن وضع التلقيح ضد «كورونا»، وكيف تتعامل السلطة مع هذه الجائحة؟
■■ في البداية كان تجاوب السلطة مع الجائحة جيداً، وفق استطلاعات الرأي. بعد ذلك بدأ يظهر تدريجياً أن حالة الطوارئ كان يتم استغلالها من أجل فرض قوانين جديدة، تهدف إلى قمع الفلسطينيين، واستمرت في قمع حرية التعبير وحقنا في التغيير.
وما يحدث الآن ليس على صعيد التلقيح، حيث يوجد اتفاق بين إسرائيل والسلطة لتبادل لقاح «فايزر»، إذ اتضح أن بعض اللقاحات التي ترسلها إسرائيل منتهية الصلاحية، وإنما على صعيد السلطة التي استغلت الجائحة لفرض قوانين جديدة لقمع الفلسطينيين. والسلطة تريد زجنا في السجون، كما تفعل إسرائيل بمن تعتقلهم من الفلسطينيين.
■ أريد أن أسألك عن الحكومة الجديدة في إسرائيل، والقصف الذي تم على غزة الأسبوع الماضي، والذي قالت عنه إسرائيل إنه انتقام من البالونات المشتعلة التي يطلقها سكان غزة. هل هذا اختراق لاتفاقات وقف إطلاق النار الأخيرة؟
■■ يبدو أن الحكومة الجديدة لن تجلب التغيير. فهذه الحكومة تتصرف مثل سابقاتها، إذ إن مجرد تغيير الشكل لن يغير السياسة المتبعة ضد الشعب الفلسطيني.
• في البداية كان تجاوب السلطة مع «الجائحة» جيداً، وفق استطلاعات الرأي. بعد ذلك بدأ يظهر تدريجياً أن حالة الطوارئ كان يتم استغلالها من أجل فرض قوانين جديدة، تهدف إلى قمع الفلسطينيين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news