صحف عربية.. السجناء في لبنان يعيشون أوضاعاً مزرية
في الوقت الذي يصعب فيه على اللبنانيين تأمين قوت يومهم، مع الارتفاع القياسيّ للأسعار، يُطرح السؤال: ماذا يفعل السجناء خلف القضبان، والذين يعانون الويلات في أوقات «الرخاء» والدولار على سعر صرف الـ1500 ليرة. فكيف الآن، وأنّ معظم أهاليهم من الطبقة الفقيرة التي هوت في بئر الفقر المدقع؟ كما يُطرح السؤال: هل مازالت إدارة السجن قادرة على تأمين الخدمات كما في السابق؟ في وقت سمع الجميع صرخات القوى الأمنيّة وعناصر الجيش، التي ارتفعت في الآونة الأخيرة بعد أن أصبحت رواتبهم بلا قيمة.
أحد سجناء «رومية» أكّد لـ«النهار» أنّ الوضع لم يعد يُحتمل، وقال: «اختنقنا، حتى كميّة الأكل لم تعد كالسابق، فقد انخفضت إلى الثلث، كما أنّ نوعيّة الطعام اختلفت، حيث اختفت اللحوم من الوجبات وتقلّصت كميّة الدجاج». وأضاف: «أما عن أسعار دكّان السجن فقد تضاعفت، حيث إنّ ارتفاع سعر صرف الدولار انعكس تلقائيّاً عليه، بل إن الأسعار في غالبها مرتفعة أكثر مما هي عليه في الخارج، يترافق ذلك مع ضائقة اقتصاديّة تمرّ على الأهل، لأنّ مداخيلهم لاتزال كما كانت بالليرة اللبنانية».
جمعيات عدّة تحاول مدّ يد العون للسجناء، لكنّ الوضع يحتاج إلى خطّة دولة وميزانية كبرى، في وقت فرغت فيه الخزينة من المال، من هذه الجمعيّات «عدل ورحمة» التي تأسّست منذ 25 سنة لحماية حقوق الإنسان، لاسيّما المهمّشين والمحرومين من الحريّات، أي السجناء وعائلاتهم والمرتهنين للمخدرات. رئيس الجمعية الأب نجيب بعقليني أكّد لـ«النهار» أنّ السجن مرآة المجتمع، وهو صورة مصغّرة عنه والعكس، وكما أنّ الوضع في لبنان وصل الى الانهيار، كذلك حال السجون، وكما نرى خارج السجن الفساد والزعامات والمحسوبيات كذلك خلف القضبان. وشرح: «قبل (كورونا) وبداية الانهيار كانت أوضاع السجون مزرية، فكيف الآن، الناس في الخارج لا يمكنهم شراء حاجياتهم، فكيف سيتمكّن من ذلك السجناء؟».