نتيجة لقضاء الكثير من الوقت في الطبيعة
انتهاء حالات قصر النظر في مدرسة ابتدائية في الصين
إحدى المشكلات الملحة التي تعانيها الصين خلال سنوات عدة، تنامي مشكلة قصر النظر بين التلاميذ، إذ تبلغ نسبة المصابين بقصر النظر بين الخريجين نحو 80%. وهذا يجعل الأمر أكثر إثارة للإعجاب، حيث ذكرت مدرسة وانتانغ الابتدائية في إقليم يونان في جنوب غرب الصين، أنه لا أحد من تلاميذها يعاني قصر النظر، وفق وكالة «شنخوا» للإعلام التي تديرها الحكومة.
وذكر مدير المدرسة، صن فابياو، الذي يستخدم نظارة طبية قوله: «غالباً ما أخبر تلامذتي أنه ليس من الملائم ارتداء نظارة طبية. وأريهم صوراً مزعجة، وأسمح لهم بتجربة كيفية الشعور عند ارتداء النظارة الطبية. وأعتقد دائماً أن حماية نظر التلاميذ هي أفضل منحة نقدمها لهم».
ويقول صن إنه يركز على إبقاء التلاميذ في الهواء الطلق لثلاث ساعات على الأقل يومياً، وهو تناقض صارخ مع المدارس النموذجية الموجودة في المدن الكبرى في الصين، حيث لا يسمح للتلاميذ بالخروج إلى الهواء الطلق خلال الفسحة. وقال المدرس، يانغ قيانجي: «نطلب من جميع التلاميذ مغادرة غرف الصف بعد كل درس. وأما بالنسبة للتلاميذ الذين يكرهون دروس الرياضة، فنشجعهم على الخروج والمشي في الخارج».
نقص التمويل
وعلى الرغم من أن المدرسة تعاني نقص التمويل، إلا أن مدرسيها يحاولون بذل جهدهم بطرق إبداعية لإلهام الطلبة الاهتمام بالنشاطات الرياضية. وعلى سبيل المثال تتطلب إحدى النشاطات قيام المعلمين بربط منشفة كبيرة على شكل هدف، ويطلبون من الطلبة ممارسة التصويب عليها، أو وضع حجرين على الأرض لصنع هدف كي يلعب الأطفال كرة القدم. وقال صن: «إذا كنت تريد أن تعرف السبب وراء عدم وجود أي حالة من قصر النظر في مدرستنا، فإن السبب الأول هو الكثير من الألعاب والتمارين الرياضية في الهواء الطلق».
وقال الرئيس السابق لكلية أطباء العيون في هونغ كونغ، الدكتور تشو باك تشين، لصحيفة «ساوث مورننغ بوست»، إن أسلوب هذه المدرسة في إبعاد تلامذتها عن مشكلات قصر النظر يستند إلى أسس علمية. وأضاف أن العديد من الدراسات في الصين وفي أماكن أخرى تظهر أن النشاطات في الهواء الطلق، يمكن أن تخفف من تطور قصر النظر. وقال الدكتور تشو: «في الهواء الطلق تكون العيون أكثر راحة من كونها داخل الغرف. وتساعد الأشعة فوق البنفسجية على إنتاج فيتامين دال الذي يساعد على تطور بياض العين. كما أن ضوء الشمس يساعد على إفراز (الدوبامين) وهو هرمون مهم بالنسبة لصحة العيون».
وقال الدكتور تشو إنه من الصعب بالنسبة للمدارس في شرق آسيا أن تضمن ساعتين على الأقل لطلابها من النشاطات في الهواء الطلق نتيجة الضغوط غير «المتناسبة» التي يعانيها الطلبة والتلاميذ. وأضاف «نحن بحاجة لتحقيق التوازن بين الدراسة الأكاديمية والصحة الشخصية».
ولكن مدرسة يونان هي مدرسة داخلية، وبناء عليه يمكنها الإشراف على نشاطات مثل النوم. وتطلب من تلامذتها النوم نحو 10 ساعات ونصف يومياً، أي أكثر بنصف ساعة من الحد الأدنى المطلوب للنوم على المستوى الوطني بالنسبة لتلاميذ الصف الابتدائي. وتمنع إدارة المدرسة أي تلميذ من إدخال أي جهاز ألعاب إلكترونية إلى المدرسة، وتطلب من تلامذتها استخدام الهاتف العمومي للاتصال بعائلاتهم.
كثير من التلاميذ يضعون نظارة
يقول مدير مدرسة مدرسة وانتانغ الابتدائية، صن فابياو: «يجب أن يحصل التلميذ على ثلاث ساعات من اللعب في الهواء الطلق يومياً، إضافة إلى 10 ساعات ونصف من النوم، وبالنظر لوجود الكثير من الشجر داخل المدرسة، وعدم وجود أي ألعاب إلكترونية، وهواتف نقالة، وتوافر الغذاء المتوازن، فإن جميع هذه العوامل تسهم في الحصول على عيون جيدة لتلامذتنا»، وتظهر إحصاءات هيئة الصحة الوطنية أن معدل قصر النظر بين الأطفال في الصين كان 53.6% عام 2018.
وقال التقرير إن المعدل بالنسبة لتلاميذ الابتدائي كان 36% في حين أنه 72% بين المراهقين و81% بين طلبة المرحلة الثانوية.
• نتيجة الضغوط غير «المتناسبة» التي يعانيها الطلبة لا يمكن للمدارس في شرق آسيا أن تضمن ساعتين على الأقل لطلابها من النشاطات في الهواء الطلق التي يمكن أن تخفف من تطور قصر النظر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news