«المؤثرون وتيك توك».. إخباريو هذا الزمان
حمل تقرير معهد رويترز للأخبار الرقمية لعام 2023 استخلاصات مثيرة للجدل، كان الأكثر أهمية فيها ما أشار إليه التقرير من أن «المؤثرين والمشاهير على تطبيقات مثل تيك توك، هم المصدر الإخباري الأبرز لقطاع لافت من الشباب من الفئة العمرية من 18 إلى 24، وليس المواقع الإخبارية».
وقال التقرير السنوي الذي استند إلى استطلاعات أجرتها شركة «يوغوف» للأبحاث والتحليلات، وشملت 94 ألف شخص في 46 بلداً، إن «22% ممن شاركوا في الاستطلاعات لازالوا يحصلون على أخبارهم من المواقع الإلكترونية، وهي نسبة أقل بـ10% من نظيرتها في عام 2018، لكن المجموعة الأصغر سناً في كل مكان (الفئة من 18 إلى 24 عاماً) تظهر تواصلاً أضعف مع المواقع، وتفضل الوصول إلى الأخبار عن طريق الباب الجانبي مثل وسائل التواصل الاجتماعي».
وقال معد التقرير الأساسي نيك نيومان، رداً على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية: «إن هناك نموذجاً للمؤثرين والمشاهير الذين يستقي منهم الشباب الأخبار، هو الشاب الإنجليزي مات ويلانج الذي يقدم استعراضاً للأحداث اليومية ويتابعه أكثر من 2.8 مليون شخص على تيك توك».
وفتح التقرير نقاشاً موسعاً عن «ماهية الخبر»، وهل يعاني تعريف الخبر اليوم أزمة، كما يقول خبراء، كما أثار تساؤلاً عن كيفية تحول منصة «تيك توك» التي عُرف عنها نقلها لمادة ترفيهية خفيفة وسريعة، إلى مصدر إخباري.
وقال نيومان إن «كلمة أخبار بالنسبة للجيل الجديد لها معنى أوسع من مفهومها التقليدي المرتبط بالسياسة والعلاقات الدولية، فالأخبار تعني لهذا الجيل أي جديد في أي قطاع من الرياضة وأحداث المشاهير، وأحداث الساعة، والثقافة والفنون والتكنولوجيا».
وأشار خبراء مختصون في تطبيق «تيك توك» وغيره من التطبيقات، إلى الانقلاب الذي حدث في ترتيب شبكة التواصل، حيث تراجع «فيسبوك»، إذ حصل 28% من الشباب على معلوماتهم منه عام 2022، مقارنة بـ42% عام 2016.
من جهته قلّل الكاتب الصحافي خالد البرماوي، في تعليق له على محطة سكاي نيوز من قيمة هذه الاستخلاصات، وقال: «يظل (تيك توك) منصة ترفيه، ولجوء فئة عمرية له كمصدر للأخبار لا يعني الكثير، خصوصاً أن نسبتهم مقدرة بـ20%».
التقرير كشف احتياجاً شبابياً لنوع من الأخبار يجب تلبيته، وقد تنبهت لذلك منصات مثل «بي بي سي» و«سي أن أن». ونوّه البرماوي إلى أن ثمة خطراً هو أن «الخوارزميات تعمل بتكنيك تجاري هندسي، بينما تعمل غرف الأخبار بقواعد مهنية صحافية و(ستايل بوك)، ومرجعية وصدقية وهذا ما يجب أن ننتبه إليه».
وفي القراءة النهائية دق التقرير جرس إنذار لواقع خبري جديد يزحف علينا، ولانفلات معايير يجب أن نحذر منه.
هناك نموذج للمؤثرين والمشاهير الذين يستقي منهم الشباب الأخبار، هو الشاب الإنجليزي مات ويلانج الذي يقدم استعراضاً للأحداث اليومية ويتابعه أكثر من 2.8 مليون شخص على «تيك توك».