الحرارة القياسية في تكساس ترهق شبكة الكهرباء
تسببت «القبة الحرارية القاسية» التي استقرت فوق ولاية تكساس في ضغوط غير مسبوقة على نظام الكهرباء في الولاية، تاركة المسؤولين يصارعون لإبقاء الأضواء مُنارة وتشغيل مكيفات الهواء.
لقد استمرت الحرارة الشديدة أياماً عدة، وقد تزداد سوءاً قبل أن تنقشع القبة الحرارية. ويتوقع تسجيل درجات حرارة تتجاوز 37.7 درجة مئوية في جميع المناطق الحضرية الرئيسة الثلاث (هيوستن ودالاس وأوستن) في الأيام المقبلة. ويتلقى عشرات الملايين من الأشخاص في تكساس والولايات المجاورة تحذيرات شديدة من الحرارة منذ 14 يونيو.
ولكن تكساس معرضة بشكل فريد لانقطاع التيار الكهربائي لأنها لا تستطيع الحصول على الكهرباء من جيرانها فهم أيضاً في أزمة، وإنها الوحيدة في الولايات المتجاورة المنفصلة عن الشبكة الوطنية، وهي خطوة متعمدة لتجنب التنظيم الفيدرالي.
وقال عالم أبحاث الطاقة بجامعة تكساس في أوستن، جوشوا رودس: «سيكون الأسبوع المقبل الاختبار الحقيقي»، متابعاً أن «كل مكيف هواء تقريباً في تلك المناطق سيحتاج إلى الطاقة في الوقت نفسه». وفي غضون ذلك يتجه مسؤولو الولاية بشكل متزايد إلى تقنية غير متوقعة، متمثلة في البطاريات العملاقة.
ولعبت أنظمة «ماك» ذات حجم الشاحنة، والتي يمكن أن تزود الشبكة بسرعة عندما تتعطل محطات الطاقة؛ دوراً مهماً في تجنب الانقطاعات خلال الأسبوع الماضي، حيث حطمت درجات الحرارة الأرقام القياسية في جميع أنحاء ولاية تكساس. وفي هذه الأثناء يتجدد الجدل بشأن دور الطاقة النظيفة في استقرار شبكة تكساس للكهرباء، حيث إن البطاريات مثالية لتسخير طاقة الرياح والطاقة الشمسية. ويراقب مشغلو أنظمة الطاقة في جميع أنحاء البلاد عن كثب لمعرفة كيفية إدارة تكساس لهذه الأزمة. وفي حين أن المزيج المحفوف بالمخاطر من درجات الحرارة العالية ومحطات الطاقة وخطوط النقل ذات الضغط العالي، يرهق تكساس في الوقت الحالي، فإنه يمكن أن يضرب أي منطقة في أي وقت. والتغيرات في الطقس والحالة المتدهورة لشبكات الكهرباء الإقليمية تجعل البلاد بأكملها أكثر عرضة للانقطاع فترات أطول من العام.
من جهته، قال آرون زوباتي، الذي يرأس شركة «إيولين» التي تمتلك وتدير مشاريع كبيرة لتخزين الطاقة: «تشهد تكساس ما سيمر به كل شخص في البلاد بشكل أو بآخر في السنوات المقبلة»، متابعاً: «جميع الأنظمة ليست بالضرورة مصممة للعمل في هذه الأنواع من الأحداث المطولة التي تتجاوز مواصفات التصميم والهندسة. وهذه هي أنواع الأحداث الجوية التي يمكن أن تتسبب في حدوث أشياء غريبة لم يفكر فيها أحد على الإطلاق».
وحذرت خدمة الأرصاد الجوية الوطنية من أن «الحرارة الشديدة والمستمرة ستصبح خطيرة بشكل متزايد وربما قاتلة» في معظم أنحاء ولاية تكساس، وأن العديد من مناطق الولاية «شهدت بالفعل فترة قياسية من درجات الحرارة المرتفعة بشكل خطير».
ومن المتوقع أن يمتد هذا الطقس الحار إلى الأسبوع المقبل، إذ حذرت الخدمة من أن طول موجة الحرارة يهدد بجعلها مميتة بشكل خاص.
رطوبة كثيفة
أبلغت المدن في جميع أنحاء تكساس عن تسجيل درجات حرارة قياسية. وفي مطار سان أنجيلو وصل مقياس الحرارة إلى 45.5 درجة مئوية بحلول منتصف الأسبوع، متجاوزاً الرقم القياسي المسجل قبل عام.
وتتفاقم درجات الحرارة المرتفعة بسبب الرطوبة الكثيفة، ما يزيد من حدة التأثير والمخاطر الصحية. وتسهم هذه الرطوبة أيضاً في إبقاء الحرارة في المباني التي قد تبرد في الليل في حال عدم وجود الرطوبة، ما يترك المباني ساخنة إلى أن تشرق الشمس في الصباح لترتفع درجات الحرارة من جديد.
• خدمة الأرصاد الجوية الوطنية في تكساس حذرت من أن الحرارة الشديدة والمستمرة ستصبح خطيرة بشكل متزايد.
• التغيرات في الطقس والحالة المتدهورة للشبكات الإقليمية تجعل البلاد بأكملها أكثر عرضة لانقطاع الكهرباء فترات أطول من العام.