دراسة تحذر من تأثيرها على اختيارات نمط الحياة
مراهقون بريطانيون يعانون السمنة.. ولا يعترفون بزيادة الوزن
حذر علماء من أن عدداً متزايداً من المراهقين الذين يعانون زيادة الوزن لا يعتبرون أنفسهم من أصحاب الوزن الزائد، وهي ظاهرة مقلقة قد تؤدي إلى تبني نمط حياة غير صحي. وحذرت دراسة من أن المزيد من المراهقين البريطانيين يقللون من شأن حجمهم، ما يثير مخاوف من اختيارات أنماط الحياة غير ملائمة ومضرة.
ووجدت الدراسة التي راجعها الخبراء في الكليات الطبية أن الاتجاه إلى التقليل من وزن الجسم هو الأكثر شيوعاً بين الفتيات. وأشارت الدراسة إلى أن الاتجاه الناشئ لدى المراهقين والشباب في بريطانيا، والذي يميل إلى الجسم الرياضي العضلي، يمكن أن يسهم في اختلال الوزن ومقاومة النظام الغذائي الصحي وأنظمة التمارين الرياضية.
وأوضح الباحثون أن العديد من العوامل الأخرى، بما في ذلك صورة الجسم والنظام الغذائي وتغيير أنماط الأكل والهجرة، ربما لعبت أيضاً دوراً في الاتجاهات الملحوظة بمرور الوقت.
وأجريت الدراسة من قبل «المؤسسة الدولية للسلوك الصحي للأطفال في سن المدرسة»، والتي استجوبت أطفالاً تراوح أعمارهم بين 11 و15 عاماً، على مدى 16 عاماً. وعقب انتهاء الدراسة حدد العلماء اتجاهات المراهقين في ما يخص إدراك وزن الجسم، مع مراعاة العمر والجنس والوضع الاجتماعي والاقتصادي للأسرة.
واستند الاستطلاع إلى أكثر من 745 ألف مراهق من 41 دولة في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة، لكن الأمر له آثار خاصة في المملكة المتحدة، حيث يعاني أكثر من ثلث المراهقين زيادة الوزن أو السمنة.
وفي غضون ذلك قال الأستاذ في قسم العلوم الاجتماعية بجامعة لوكسمبورغ، الدكتور أنوك غريتس: «خلال هذا العمر الذي يتسم بالتأثر، قد يؤثر إدراك وزن الجسم على خيارات نمط حياة المراهق، مثل كمية وأنواع الطعام الذي يأكله وعادات ممارسة الرياضة». وأضاف غريتس، وهو المؤلف الرئيس للدراسة: «لذلك من المقلق أننا نشهد اتجاهاً حيث يرى عدد أقل من المراهقين أنفسهم على أنهم يعانون زيادة الوزن؛ لأن هذا قد يقوض الجهود الجارية لمعالجة المستويات المتزايدة من السمنة في هذه الفئة العمرية». وأردف الخبير: «الشباب الذين يقللون من شأن وزنهم الزائد، وبالتالي لا يعتبرون أنفسهم يعانون زيادة الوزن، قد لا يشعرون بالحاجة إلى إنقاص الوزن الزائد، ونتيجة لذلك قد يتخذون خيارات نمط حياة غير صحي». ووجد الباحثون أن الاستهانة والإفراط في تقدير حالة الوزن زادت وانخفضت على التوالي بمرور الوقت، مع تعرض الفتيات أكثر من الفتيان، ويشعر العلماء بالقلق من أن تحول الاتجاهات في الإدراك يمكن أن يقلل من فاعلية تدخلات الصحة العامة لدى المراهقين.
ولذا فإن «هذه الدراسة لها آثار إكلينيكية وصحية عامة»، وفقا لما قاله غريتس، الذي يرى أن الإدراك الصحيح للوزن وتقليل المبالغة في التقدير تأثير إيجابي على سلوكيات فقدان الوزن غير الضرورية وغير الصحية بين المراهقين، في حين أن الزيادة في الاستخفاف قد تشير إلى الحاجة إلى تدخلات لتقوية الإدراك الصحيح للوزن.
ويرى غريتس أن هناك حاجة الآن إلى مزيد من البحث لفهم العوامل الكامنة وراء هذه الاتجاهات الزمنية، وتطوير تدخلات فعالة للصحة العامة. ونُشرت النتائج في مجلة «السمنة عند الأطفال والمراهقين».
عوامل السمنة المفرطة
كشفت دراسة في 2020، أن أكثر من ثلث المراهقين في المملكة المتحدة يبدأون حياتهم كبالغين وهم يعانون زيادة الوزن أو السمنة. ووجد العلماء أن واحداً من كل خمسة من الشباب يعانون السمنة المفرطة في سن 17 عاماً، وشخصاً آخر من كل سبعة يعاني زيادة الوزن. وأولئك الذين ينتمون إلى العائلات الأكثر فقراً هم الأكثر عرضة للخطر، حيث ترتفع معدلات السمنة بين هذه المجموعة بمقدار الضعف مقارنةً بأولئك الذين ينتمون إلى الأسر الغنية. وأظهرت الدراسات السابقة أن الأشخاص الذين ولدوا قبل عام 1980، والذين أصبحوا مراهقين في منتصف التسعينات، يعانون مستويات «أقل بكثير» من السمنة مقارنة بمراهقي اليوم.
745000 مراهق من 41 دولة في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة شملهم الاستطلاع.
■ يشعر العلماء بالقلق من أنّ تحوّل الاتجاهات في الإدراك يمكن أن يقلل من فاعلية تدخلات الصحة العامة لدى المراهقين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news