«ترند».. وأخواتها
أجاز مجمع اللغة العربية في مصر أخيراً كلمة «ترند» الشائعة الآن في وسائل الاتصال الاجتماعي ضمن الاستعمال الرسمي، مع مجموعة من الكلمات الأخرى مثل «ترويقة» و«ترويسة»، و«ترهل».
وعرّف المجمع كلمة «ترند» بأنها «عبارة عن موضوع ساخن جديد على منصات التواصل الاجتماعي، ينتشر بسرعة في فترة زمنية قصيرة، ويهتم به الجمهور ويتداولونه بالحديث فيه والتعليق عليه، ويتبادلون الأخبار عنه، وأن جمع مفردة (ترند) هو (ترندات)»، وأن وجه الاعتراض عدم ورودها في المعاجم، ووجه الإجازة أن الكلمة معربة عن الأصل الإنجليزي الذي يعني اتجاهاً أو نزعة أو ميلاً أو موضة.
وأثارت إجازة المفردة حالة نقاش مجتمعية بين مؤيدين ومعارضين، حيث أشار الجانب المؤيد إلى «ضرورة استيعاب اللغة العربية المعاني المستجدة في هذا العصر الذي لم تعبر عنه كلمة موجود في المعجم»، بينما عبر أستاذ الأدب والنقد في جامعة الأزهر أبوالفتوح مصطفى عن معارضته، حيث قال إن «المجمع لو أجاز كل كلمة دخيلة تجري على ألسنة الناس في المأكل والمشرب والملبس، فإن الكلمات العربية الأصيلة ستصبح قليلة مع مضي الزمن، وستفقد اللغة العربية شاعريتها وموسيقاها».
والواقع أن المجمع نفسه يباشر عملية الإجازة عبر عملية طويلة ومعقدة، تتولاها لجنة الألفاظ والأساليب التي تدرس ما يعرضه أعضاؤها، لتخرج بعد التمحيص باقتراح قرار يعرض على مجلس المجمع، فيحيله إلى مؤتمره الدوري ليجري حوار علمي بين اللجنة والمؤتمر ينتهي بإقرار أو رد الكلمة.
وقال الأمين العام لمجمع اللغة العربية في القاهرة الدكتور عبدالحميد مدكور، عقب إقرار كلمة «ترند» في بيان: «تغلب الرأي الذي وافق على تقبل الكلمة بعد نقاشات طويلة، وكان من أسباب التقبل أنه لا توجد كلمة واحدة تعبر عن مضمون الظاهرة المركبة التي ساقتها وسائل التواصل الاجتماعي، ثم إن شهرة الكلمة وسرعة تداولها أعطتا للكلمة فرصة أكبر للانتشار». ونوّه بأن «اللغة العربية تقبلت قديماً وحديثاً كلمات من هذا النوع جاءتها من الفارسية واليونانية والسريانية، ولابد أنه كان هناك تردد في بادئ الأمر، ومن ذلك الكلاسيكية والرومانسية والفلسفة والموسيقى والتلفون والموتور والميكانيكا والفيزياء والجيولوجيا والجغرافيا».
وتمثل هذه الجهود التي تبذلها مجامع اللغة العربية أياً كانت نتيجتها، دعماً هائلاً لكل العاملين في حقل الإعلام والصحافة العربي الذين يواجهون يومياً معركة مزدوجة: التعامل مع مفردات جديدة على اللغة العربية ترد إليهم كل يوم، من جهة، والتزامات مقابلة لتوصيل المحتوى إلى شرائح متنوعة من الجمهور. وكل هذا تحت ضغط عنصر الوقت وضرورة اتخاذ القرار الفوري.
• مجمع اللغة العربية يباشر عملية الإجازة عبر عملية طويلة ومعقّدة تتولاها لجنة الألفاظ والأساليب التي تدرس ما يعرضه أعضاؤها.