«بي-22»
«بي-22» أسد الجبال الأميركي يسهم في بناء أكبر معبر في العالم
يبدو الأمر وكأنه حبكة لأحد الأفلام الأميركية، إذ إن أحد أسود الجبال، الذي مُنع من الحصول على رفيقة، لأنه محاصر من قبل الطرق السريعة في مدينة لوس أنجلوس، أصبح شهيراً، وألهم الحكومة بناء أضخم معبر في الحياة البرية بالعالم. وتقول مديرة الجمعية الوطنية للحياة البرية، بيث برات «أسد الجبال يعيش في مساحة صغيرة للغاية تعادل ثمانية أميال مربعة. ومن المعروف أن المساحة الوسطية للمنطقة التي تعيش فيها مثل هذه الأسود نحو 150 ميلاً».
ويطلق على هذا الأسد اسم «بي-22»، وأصبح مشهوراً بين نجوم هوليوود الذين يرونه أحياناً وهو يتجول في المناطق القريبة من حديقة «غريفيث» العامة في لوس أنجلوس. وقالت برات التي نقشت اسم «ب-22» على يدها «يعيش هذا الأسد في لوس أنجلوس، ولا يخاف منه السكان، وهم ينظرون إليه باعتباره جاراً لهم، وأحياناً يمر من أمامهم وهم يتناولون عشاءهم في الليل، ويلتقطون له الصور».
وبالنظر إلى شهرة هذا الأسد، أراد السكان مساعدته، وبناء معبر كي تمر فوقه الطرق السريعة دون الدخول إلى منطقته، ولكن التمويل كان عائقاً لتنفيذ الفكرة. وهكذا طلبت برات جمع التبرعات لهذا الغرض، وبالفعل انهمرت عليها التبرعات من المشاهير، بمن فيهم الممثل ليوناردو دي كابريو، وممثلون آخرون. وجاء الدعم من سكان منطقة واتس في جنوب لوس أنجلوس أيضاً. ويرى سكان واتس أن «بي-22» «بطل عدالة اجتماعية»، وفق ما قالته برات، التي أضافت «إنه أحد الذين تأثروا بالظلم، لكونه ضحية شق طرق سريعة عبر الأحياء السكنية».
وسيمر نحو 300 ألف إلى 400 ألف سيارة يومياً من تحت المعبر الذي سيتم بناؤه من أجل الحياة البرية عندما يتم افتتاحه خلال عامين من الآن. ويتضمن المعبر جدراناً صوتية مصممة خصيصاً، إضافة إلى حواجز الأصوات الطبيعية لأصوات الأشجار العالية. وسيتم تصميم كل شيء لتخفيف الضوضاء الناجمة عن الطرق السريع، لأن معظم الحيوانات ترتعب وتصاب بالهلع نتيجة الضوضاء الشديدة. وأوضحت برات: «جميع الأضواء الناجمة عن المصابيح الأمامية للسيارات تعتبر رادعة للحياة البرية. ونقوم بتصميم حاجز للضوء، ليس على المعبر فقط، وإنما في المدخل أيضاً، ولذلك فإن الحيوانات لن تشعر بالخوف والرعب».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news