الطهي بالطرق التقليدية يسبب أمراضاً تقضي على 4 ملايين شخص سنوياً
يتوفى أربعة ملايين شخص كل عام بسبب أمراض مرتبطة باستخدام الخشب أو الفحم للطبخ في المنزل. وبدأت بعض الشركات الآن في استخدام أرصدة الكربون لتمويل طرق طهي أحدث وأكثر أماناً وكفاءة. ويعد الطهي بأنظمة «غير فعالة» مشكلة صحية خطيرة لنحو 2.4 مليار شخص في العالم. ويشمل الطهي بالفحم أو الخشب أو الكيروسين. وتمثل هذه مشكلة بيئية كبيرة، لأنها تولد نحو 2% من الانبعاثات السنوية في العالم، أي أكثر مما تنتجه صناعة الطيران بأكملها من انبعاثات. كما أن أشكال الطهي هذه تلوث الهواء، ما يسبب أمراضاً تقتل ما لا يقل عن أربعة ملايين شخص كل عام.
وتؤكد أخصائية المناخ من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، إيمي ويكهام، أن «الأطفال معرضون للخطر بشكل خاص». وتستشهد بتقرير للأمم المتحدة، الذي يسرد حقائق حول ما يفعله هذا التلوث بالأطفال المعرضين للخطر: «إنهم يتنفسون أسرع مرتين من البالغين، ولديهم أجهزة مناعة أضعف، ومشاكل في نمو الدماغ.. والدخان في المنزل يؤثر في القلب والرئتين، ما يتسبب للأطفال أيضاً في ضرر إدراكي».
ويطرح الطهي التقليدي أيضاً المزيد من المشاكل، مثل الحوادث المنزلية، فالأواني الموجودة على الموقد غالباً ما تكون غير مستقرة تماماً. وفي المناطق الريفية غير الآمنة، تضطر النساء إلى الخروج يومياً لجمع الحطب، ما يعرضهن للخطر. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا النوع من الطهي يستهلك كثير من الوقت: حيث تقضي النساء والأطفال في بلدان الجنوب العالمي ما متوسطه 20 ساعة أسبوعياً في جمع المواد اللازمة لإشعال النار.
وتواجه بلدان إفريقية تحدياً كبيراً يجب مواجهته عندما يتعلق الأمر بالطهي. وتشرح الخبيرة في منظمة الطاقة المستدامة للجميع، كارولين أوتشينغ، وهي منظمة شريكة للأمم المتحدة والعديد من الحكومات الأوروبية، أن «المشكلة تزداد سوءاً هناك، بدلاً من أن تتحسن، لأن النمو السكاني ينمو بشكل أسرع من التقدم في مجال الطهي النظيف».
ويعد الطهي بالوسائل التقليدية مشكلة صحية خطيرة للغاية في كينيا، كما هو الحال في معظم أنحاء العالم. إلا أن بعض النشطاء يتفاءل بمستقبل خال من الأدخنة المؤذية للصحة. ويعبر مدير الاتصالات الأول في تحالف الطبخ النظيف، كيب باتريك، عن تفاؤله بحل هذه المشكلة، ويقول «خلال السنوات الـ10 التي عملت فيها في هذا القطاع، لم أر قط كثير من الناس يتحدثون عن إعطاء الأولوية للطهي النظيف».
ويسلط باتريك الضوء على أن الحكومة الكينية أعلنت للتو عن فريق معد خصيصاً للطهي النظيف، ولكن الآن بدأ الناس يدركون أهمية ذلك». وحددت إدارة الرئيس الكيني، ويليام روتو هدفاً يتمثل في تحقيق الطهي النظيف 100% في البلاد بحلول 2028، باستخدام الغاز المسال. ولكن سعر الغاز المسال لا يمكن للمستهلكين ذوي الدخل المنخفض تحمله. ويوضح الباحث في خدمات الطبخ الحديثة للطاقة، جون ليري، وهو برنامج تموله حكومة المملكة المتحدة، أنه على عكس غاز البترول المسال، يمكن شراء الفحم أو الكيروسين بشكل يومي بكميات صغيرة.
هناك نظام آخر ينتشر بشكل متزايد في بلدان إفريقية، ويعرف باسم «الدفع أثناء الطهي». وهذا يعني شراء كمية الغاز التي تحتاجها فقط، والتي يمكن تحمل كلفتها في يوم الطبخ. ويتم تطبيق النظام على الطهي الكهربائي، على الرغم من أنه لا يستخدمه إلا أقلية صغيرة، لكنه يمثل توفيراً كبيراً للاقتصاد المحلي. ويوضح ليري: «عادةً ما يُنظر إلى الكهرباء على أنها أغلى من مصادر الطاقة الأخرى». ويضيف «البعض يعتقد أن المواقد الكهربائية عالية الكلفة، على الرغم من كونها أرخص بكثير على المدى الطويل».
ويمكن أن يساعد الدفع على أقساط أسبوعية أو شهرية صغيرة في التغلب على هذه المشكلة. ويخطط الطباخ برنارد أوكال، بالفعل لشراء طنجرة طبخ أخرى بمجرد أن ينتهي من سداد ما يدين به في شراء الأولى. وتحذر أوتشينغ من أن «التحدي الأكبر هو التمويل، لأنه لا يمكن الاعتماد بشكل حصري على القطاع الخاص، حيث إن غالبية السكان الذين سيستفيدون هم من الفقراء، أو يعيشون في أماكن نائية، أي أنهم ليسوا السوق الرئيس للشركة». ويؤكد مسؤول من (اليونيسف) أن القضاء على الفقر في المطبخ والتحول إلى الأساليب التي تؤدي إلى تقليل التلوث العالمي يتطلب استثماراً قدره 7.4 مليارات دولار سنوياً.
الطهي والبيئة
تؤكد أخصائية المناخ من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، إيمي ويكهام، أن «الأطفال معرضون للخطر بشكل خاص». وتستشهد بتقرير للأمم المتحدة، يسرد ما يفعله التلوث بالأطفال المعرضين للخطر: «إنهم يتنفسون أسرع مرتين من البالغين، ولديهم أجهزة مناعة أضعف، ومشاكل في نمو الدماغ، والدخان في المنزل يؤثر في القلب والرئتين، ما يتسبب للأطفال أيضاً بضرر إدراكي».