خبير اقتصادي: النظرة السلبية للهجرة في الغرب يجب أن تتغير
يدافع خبير التنمية والتنقل البشري الإسباني، لانت بريتشيت، عن الهجرة، باعتبارها أداة للنمو والطريقة الوحيدة التي سيتمكن بها الأوروبيون من الحفاظ على نمط حياتهم في قارة تتقدم في السن. وهذه مقتطفات من الحوار الذي أجرته معه صحيفة «إلبايس»:
■ فيما يتعلق بالخطاب السلبي المحيط بالهجرة، فإنك تدافع عنها باعتبارها فرصة للتنمية.. كيف ترى الوضع الحالي؟
■■ إن السلبية المحيطة بالهجرة هي النفس الأخير للنظام الحالي المحتضر، والانتقال إلى نهج أكثر واقعية. هناك مقولة شهيرة لجون ماينارد كينز، أحد أشهر الاقتصاديين على الإطلاق، عندما اتهموه بتغيير رأيه في قضية سياسية، قال: «عندما تتغير الحقائق أغير رأيي». وستخلق التغيرات الديموغرافية مثل هذه الضغوط على البلدان التي تحاول الحفاظ على نمط حياة يعتمد على جنسيتها فحسب، ما سيضطرها إلى الانفتاح على حركة العمالة.
■ إذا نظرنا إلى الحدود في أوروبا والولايات المتحدة، وتشديد سياسات مراقبة الهجرة، فلا يبدو أننا نسير على هذا الطريق.
■■ إن جزءاً كبيراً من التوتر يأتي من الدول والحكومات والمجتمعات التي لم تتمكن بعد من الربط بين سؤالين رئيسين: من سيشكل مستقبلنا؟ ومن سيُسمح له بالعيش والعمل على أراضينا لتقديم الخدمات والحصول على وظيفة وراتب؟
إذا قمت بالجمع بين هذين السؤالين، فستخلق حتماً توترات وآراء سلبية تجاه الهجرة. ولكن إذا فصلتهما، فإنك تكمل تغيير السياسة. سيقول الناس، «نحن بحاجة إلى العمال، وسنسمح لهؤلاء الناس بالعيش هنا، مع احترام حقوقهم ومنحهم فرصة العمل، ولكن ليس بالضرورة طريقاً تلقائياً وفورياً للحصول على المواطنة». عندما تفصل بين هذين السؤالين في الحوار العام، تختفي المواقف السلبية.
■ قلت إن عدد الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 80 عاماً سيتضاعف خلال الـ30 عاماً القادمة، وإن عدد الأشخاص في القوى العاملة سيتضاءل بشكل كبير.
■■ الآن، ما يجعل هذا الارتباط صعباً هو السؤال: إذا سمحت لشخص من إفريقيا أن يأتي لمساعدتي في رعاية جدتي، فهل أنا ملزم بمنح هذا الشخص الجنسية الإسبانية؟ إذا كانت الإجابة بالإيجاب، فإن الخوف والشعور بخسارة شيء قيم مما يعنيه أن تكون إسبانياً، وهذا التهديد يولد سياسات رجعية.
■ لكن ليس كل من يهاجر يبحث عن عمل؛ من بين 184 مليون مهاجر في العالم، هناك أكثر من 40 مليون لاجئ وطالب لجوء فروا من بلد في حالة حرب أو حالة عنف أو من آثار تغير المناخ.
■■ يجب على الحكومات إنشاء ثلاثة مسارات للأشخاص الذين يأتون للعيش في بلادهم. أحد المسارات هو مسار الأشخاص الذين يأملون أن يصبحوا إسباناً، والآخر هو أولئك الذين سنسمح لهم بالعيش والعمل هنا؛ والثالث هو أولئك الذين سنسمح لهم بالوجود في إسبانيا بدافع الضرورة.
■ توقع أن يصبح الأجانب إسباناً قد يثير الشكوك، بسبب المخاوف القومية أو الوطنية. الأمر يتعلق بهويتنا الثقافية، ألا تعتقد ذلك؟
■■ في بعض الأحيان، يعتقد الناس أن الدفاع عن فكرة ما يعنيه أن تكون إسبانياً هو أمر عنصري أو معادٍ للأجانب، لكن هذا ليس هو الحال. إن تقدير التقاليد والثقافة والتاريخ هو ببساطة جزء مشروع من التجربة الإنسانية، ولا حرج في الحفاظ على ذلك.
■ في السنوات الأخيرة، اكتسبت الحركة السياسية اليمينية المتطرفة في إسبانيا، بل أيضاً في دول أوروبية متنوعة مثل فنلندا وإيطاليا، المزيد من الدعم، أو حتى حازت تمثيلاً منتخباً في الحكومة. ويأتي جزء من هذا من حقيقة أنهم ينشرون الخطاب العنصري والمعادي للأجانب، ويستخدمون الهجرة كسلاح سياسي.
■■ إن الشيء المتعلق بالأحزاب اليمينية المتطرفة هو أنها تحاول إقناع الناس بالنظر إلى جميع الأجانب، في بلد ما، بأنهم يمثلون تهديداً لمستقبلنا، لكنها تكتسب المزيد من الأرض فقط، بسبب قدرتها على توليد الخوف.
• التغيرات الديموغرافية ستخلق الضغوط في البلدان، ما سيضطرها إلى الانفتاح على حركة العمالة.