«تحديات 2023 المتواصلة»

فيما يشبه «جردة الحساب»، أصدر «معهد رويترز» للإعلام، تقريراً في 18 ديسمبر الجاري، كان تطرق إلى «التحديات المتواصلة» التي ستواجه الإعلام استمراراً لوجودها الضاغط في 2023.

يشير التقرير إلى أن أبرز التحديات المتواصلة للإعلام في العام المقبل، التي لم تنته بنهاية العام، وإنما زادت وتعقدت، هو تزايد عدد المتابعين الذين يلجؤون إلى وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر أولي للحصول على الأخبار، وهو تحدٍّ لا يؤثر فقط في فكرة السبق الصحافي للخبر للمنصات الإعلامية المحترفة، وإنما يؤثر أيضاً في تشويشه، وفي تواصل الاختلافات الكبرى في بنية الخبر بسبب تكييفه حسب المنصات، وهو تحدّ موجود منذ كان الخبر والرواية، لكنه تزايد بعد واقع الانفجار المعلوماتي.

ويشير التقرير أيضاً إلى أنه من ضمن هذه التحديات المتواصلة تركيز غرف الأخبار على الشبكات البصرية، وهو تحد تزايد بعد أن أصبحت هناك منصات بكاملها تعتمد على هذه المنصات مثل «يوتيوب» و«توك توك» وبعد أن أصبح مفهوم البث المباشر و«الوقت الحقيقي» واقعاً ضاغطاً.

ويشير أيضاً إلى أنه من بين التحديات التي ستبقى، تناقص عدد الأشخاص الذين يعلقون على الأخبار، وتباطؤ عدد الراغبين في الحصول على الأخبار نظير اشتراكات مالية، وانتماء كثير ممن يشيّرون الأخبار إلى فئة أصحاب الدخل المرتفع والاهتمامات السياسية، وهي ملحوظات يؤثر معظمها في الصحافة التفاعلية.

ويرصد التقرير استمرار تأثير 3 تحديات تخص نظرة المستهلكين (القراء - المشاهدين) للإعلام، وأبرزها تزايد اعتقاد كثير من الناس بتوجيه ملاك ومديري المنصات الإعلامية الصحافيين للعمل لمصلحة أجندات تخصهم، وامتلاك «المهمشين» صورة سلبية عن المنصات الإعلامية، واحتدام النقاش حول قضية الحياد الإعلامي في ظل امتلاك الناس مفاهيم مختلفة لها.

وحول «الواقع الجندري» للإعلام، يتواصل كما يتابع الرصد في عام 2024، التجاذب حول تولي المرأة مساحات أوسع في الإعلام، حيث لم تشغل في العام الماضي أكثر من 22% من المواقع القيادية في الإعلام، حسب استبيانات لعينات موثوقة، والأمل معقود أن ترتفع هذه النسبة، كما يشير إلى أن معركة اجتذاب الكفاءات الإعلامية ستتواصل، وأن قادة غرف الأخبار يتصورون أنهم يملكون خططاً واضحة لتنويعها.

ويعرج التقرير على «أم المعارك» الإعلامية المستجدة، وأهمها وهي معركة التعامل مع الذكاء الاصطناعي، فيشير إلى أن قادة الغرف الإعلامية لم يكونوا مؤهلين بدرجة كافية العام المنصرم للتعامل معها، في توضيح أنها ربما المساحة الأكثر أهمية لعام 2024 لتقديم أداء مختلف فيها. ويمتلك التقرير أهمية خاصة في الربط بين الجديد والقديم، تاركاً الباب لسؤال آخر: هذا عن تحديات 2023 المتبقية، فماذا عن التحديات التي ستحملها 2024 معها؟

الأكثر مشاركة