صحف عربية
مهنة العلاج النفسي في سورية تحتاج إلى تنظيم
بينت الطبيبة النفسية في مستشفى المواساة في دمشق لانا سكر، لـ«الوطن»، أن العلاج بالأدوية أحد أساليب العلاج المستخدمة، فالمرض أو الاضطراب النفسي له أسباب بيولوجية وأسباب اجتماعية ونفسية لها علاقة بطبيعة الفرد. وقد رأت المعالجة النفسية (بالأمواج الدماغية والسبب النفسي) روجينا مفرج، في حديثها لـ«الوطن»، أن هناك استسهالاً لدى بعض الأطباء النفسيين بوصف الأدوية النفسية كحل سريع، وأن العلاج النفسي اليوم أصبح «تجارة» عند البعض، وأن أسهل طريقة يلجأ إليها الطبيب النفسي هي وصف الأدوية قبل أن يسمع مشكلة المريض أو يمنحه الوقت للتحدث.
أما في ما يخص الإدمان، فقد أوضحت سكر أن الإدمان بحد ذاته هو اضطراب نفسي له معايير، وهناك زمر معينة من الأدوية من الممكن أن تؤدي إلى الإدمان تؤخذ تحت وصفة طبيب، وسحبها يكون تحت إشراف طبيب.
واعتبرت سكر أن العلاج النفسي في سورية غير موجود بشكل كبير، ولا يوجد تنظيم لمهنة العلاج النفسي، لذلك نجد الكثير من الدخلاء والمعالجين النفسيين غير الأكفاء، وهذا يسيء للمهنة، والسبب الأساسي هو عدم منح تراخيص للمعالجين النفسيين ليمارسوا المهنة وفق معايير معينة، إضافة إلى التكاليف العالية للعلاج النفسي من خلال الجلسات الأسبوعية، وهذا يشكل عبئاً مادياً كبيراً على المريض، لذلك من الممكن أن يرفض المريض العلاج.
أما في ما يخص الأخطاء الطبية والمشاكل التي تنتج عن علاج نفسي خاطئ، فأوضحت سكر أنها موجودة في كل الاختصاصات، ومن الممكن أن يتقدم من يتعرض للخطأ بشكوى لنقابة الأطباء ويتم فتح لجنة للتحقيق في الموضوع، مشددة على ضرورة المراقبة والمتابعة مع الطبيب النفسي وعدم استخدام الأدوية بشكل عشوائي حتى يصل المريض للعلاج والحل الأمثل لحالته.
بدورها، أشارت المعالجة النفسية مفرج إلى أن هناك أطباء يصفون أدوية للأطفال الذين يعانون مشكلات أسرية بعمر سبع سنوات، وهذا من الممكن أن يسبب نتائج كارثية، ويعرض حياة الطفل للخطر، ومن الممكن أن يجعل الطفل عدائياً ويزيد من فرط نشاطه وحركته.
وبينت مفرج أن غالبية المرضى يلجؤون إلى الطبيب النفسي فقط لمجرد التحدث وتفريغ شحنات سلبية بداخلهم، لكن النسبة العظمى من الأطباء النفسيين اليوم لا يسمعون المريض، حتى أصبح كثيرون في المجتمع السوري اليوم يعيشون على الأدوية، فعندما يدخل المريض الذي يعاني الاكتئاب أو صدمة نفسية معينة فأول حلّ يصفه الطبيب «الدواء»، خصوصاً طلاب الجامعات أو الشهادة الثانوية الذين يعانون ضغطاً نفسياً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news