المرصد
مهرجان بيروجيا الصحافي
شهدت مدينة بيروجيا الإيطالية «مهرجان الصحافة الدولي 2024» مؤخراً، واعتبرته «شبكة إيطاليا 24»، الحدث الأهم في الفعاليات الإعلامية عالمياً. وتضمن المهرجان محاور شملت نقاش واقع التغطية الصحافية للحروب في مناطق مختلفة من أوكرانيا إلى غزة، والانتخابات من تايوان إلى الولايات المتحدة، وقضايا المناخ والمرأة والذكاء الاصطناعي، ووصف عمدة بيروجيا، أندريه روميزو، المهرجان بأنه «الحدث العظيم الذي حول بيروجيا إلى عاصمة للصحافة والحرية في العالم»، وقال إن ما يميزه هو أنه «لا يركز على الصحافة الغربية، رغم إقامته في إيطاليا، وأنه يعتبر نفسه ساحة حوار».
وتتفاوت أهمية المحاور التي شملها المهرجان حسب كل منطقة وصحيفة، وحسب اهتمام المتابع، إلا أن معهد رويترز للصحافة (رويترز إنستيتيوت فور جورناليزم)، ركز في تقرير له عن المهرجان على نقاشه طوفان الثورة الرقمية وتوابعها، إضافة إلى تركيزه على قضايا تتمتع بقدر عالٍ من الجدة والنوعية ومواكبة اللحظة.
من أبرز النقاط التي تناولها تقرير«رويترز إنستيتيوت»، أن «المادة السمعية» في التقارير الصحافية الخبرية تمثل مجالاً خصباً لتجارب الذكاء الاصطناعي، وتم تناول هذا المحور عبر سرد تجربة مباشرة للصحافية النرويجية في «أوفتنيوس» لينا بيت هامبورغ بيديرسن، والصحافي الإيرلندي مارك ليتل، حيث روت الأولى أن «جمهورها لم يكن من كبار السن فحسب، بل كان من بينهم من يستمع للبث، وهو يجري أو يطبخ أو ينظف»، وأن «الناس رغم أنهم لا يحبون الصوت المستنسخ ولا يرونه مثالياً إلا أنهم يرون أنه يحتوي على قيمة».
وناقش المهرجان أيضاً قضية منافسة وسائل الاتصال الاجتماعي للصحافة معترفاً بـ«إن الأولى أقرب للجمهور»، وقدمت الصحافية زوي شيفر، شهادة تؤكد أن «الصحافيين يدركون الآن أن اهتماماتهم لا تتماشى مع اهتمامات المنصات الكبرى»، بينما دعت جونا جيري الصحافيين «لبناء مساحات لأنفسهم على المنصات»، كما دعت الصحافية جونا روديغر الصحافيين إلى «مقاومة إغراء بناء أرصدتهم الجماهيرية عبر التميز بالرأي، مصرة أن الناس يثقون بالصحافي بدرجة أكثر حين يكون محايداً».
تطرق المهرجان أيضاً إلى إمكانية مواجهة الطوفان الرقمي بالتركيز على «الصحافة الاستقصائية»، مبرزاً مبادرة موقع «بروبابليكا لوكال نتورك» بالولايات المتحدة، والتي اشتركت فيها 70 صحيفة محلية أميركية في تحقيق صحافي حول تطوير تشريع في إيداهو لمنح ملياري دولار لإصلاح مدارس، كما ناقش أيضاً تعزيز نقاط تفوق الصحافي البشري على نظيره الآلي.
الطريف، أن المدينة ذاتها (بيروجيا) تشهد أيضاً سنوياً مهرجاناً عالمياً آخر خاصاً بـ«الشوكولاتة»، بحلوها وبظروف إنتاجها الصعبة أحياناً، يبدو أن هناك ما يجمع الاثنين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news