باحث في الشؤون الصينية: على «تيك توك» الاستعداد لسيناريو الخروج من السوق الأميركية
أجرت مجلة «ذي يو إس تشاينا بيرسيبشن» حواراً مع الخبير القانوني والباحث في الشؤون الصينية بكلية كليرمونت ماكينا، البروفيسور مينكسين باي، لمناقشة مجموعة من القضايا المهمة في العلاقات الأميركية - الصينية، بما في ذلك قضية حظر تطبيق «تيك توك» في أميركا، والاقتصاد الصيني، والعلاقة بين أميركا والصين في رئاسة ترامب الثانية. وفي ما يلي مقتطفات من الحوار:
■ علقت، أخيراً، في موقع «بلومبيرغ» إنه إذا أُعيد انتخاب الرئيس السابق دونالد ترامب، فيتعين على الصين أن تستثمر في بعض «وعوده»، وأن تستعد مقدماً لذلك. ما الطرق التي يمكن للصين أن تستعد بها في حال فوز ترامب برئاسة ثانية؟
■■ ليس بوسع الصين أن تكسب الكثير إذا فاز ترامب، ويعتمد ذلك في الأساس على ما إذا كان ترامب سيفي بوعوده الحالية في ما يتعلق بسياسته تجاه الصين. على سبيل المثال، في مجالي الاقتصاد والتجارة، هدد بإلغاء العلاقات التجارية الطبيعية مع الصين، وفِرض تعريفة بنسبة 60% على المنتجات الصينية، في حين تراوح التعريفة الحالية بين 25 و30%. إذا حدث ذلك، فسيكون له تأثير كبير على اقتصاد الصين والولايات المتحدة أيضاً.
ومن المعتقد أن ترامب قد يعيد الممثل التجاري السابق المسؤول عن الحرب التجارية، روبرت لايتهايزر، لذلك، إذا تولى ترامب منصبه مرة أخرى، فإن الحرب التجارية وحرب التكنولوجيا الفائقة ستكون أكثر ضرراً مما هي عليه الآن.
■ هل تعتقد أن ترامب وبايدن يريدان حقاً استبعاد الصين وعدم «اللعب» معها بعد الآن؟
■■ الصقور داخل الحزب الجمهوري لا يريدون بالفعل «اللعب» مع الصين بعد الآن. وتتمثّل وجهة نظرهم في أن الولايات المتحدة ظلت لسنوات عدة ترعى نمراً على حسابها، والآن حان الوقت للانفصال التام كلما كان ذلك أفضل، وفي المقابل، فإن سياسة الديمقراطيين تتمثّل في «فطام» هذا النمر، مع عدم تجويعه حتى الموت دفعة واحدة، لأن التطرف المفرط ليس مفيداً للولايات المتحدة. ومن وجهة نظر الديمقراطيين، فإن الاعتماد الاقتصادي المتبادل بين الصين والولايات المتحدة عميق، ولا توجد حلول بديلة في بعض المجالات. وفي هذه الحالة فإن الانفصال غير ممكن.
■ أقر مجلس النواب، أخيراً، مشروع قانون بشأن تطبيق «تيك توك». وينص مشروع القانون على أنه إذا لم يبع مالك «تيك توك» في الصين التطبيق لشركة أميركية، فقد يواجه التطبيق خطر الحظر في الولايات المتحدة، ومن المثير للإعجاب أن ترامب قال إن الحظر الكامل من شأنه أن يدفع الشباب إلى الجنون. كيف تنظر إلى مستقبل «تيك توك» في أميركا؟
■■ التوقعات ليست جيدة بالنسبة لـ«تيك توك»، أولاً، قامت «تيك توك» نفسها بالضغط في الوقت الذي يُعرض فيه مشروع القانون على مجلس الشيوخ. ولايزال من غير المؤكد ما إذا كان يمكنها الحصول على دعم 40 عضواً في مجلس الشيوخ لمعارضة مشروع القانون. ثانياً، يعتمد الأمر على المستخدمين، وخصوصاً للأشخاص العاديين الذين يكسبون المال على منصة تيك توك، وما إذا كان بإمكانهم ممارسة التأثير. ثالثا، لا أعتقد أن موقف ترامب سيكون له تأثير كبير.
يجب أن تستعد منصة «تيك توك» للسيناريو الأسوأ، فإذا تمت الموافقة على مشروع القانون، فيجب على «تيك توك» دراسة ما إذا كان نص مشروع القانون غير دستوري، وما إذا كان يتناقض مع القوانين الحالية، فإذا كان الأمر كذلك، فيجب عليها مواصلة القتال في المحكمة، وإذا خسرت فلن يبقى لها سوى الانسحاب من أسواق الولايات المتحدة. ومن المؤكد أنها ستكون خسارة كبيرة لمستثمري «تيك توك». حظر «تيك توك» في الولايات المتحدة لن يسبب للصين خسائر كبيرة، لكنه سيفقدها بعض ماء وجهها.
■ تحدثت تقارير، أخيراً، حول نظرية ذروة الاقتصاد الصيني، ما رأيك بذلك؟
■■ تواجه العديد من الركائز الرئيسة التي تدعم النمو الاقتصادي في الصين بعض المشكلات، مثل انخفاض النمو السكاني، وتباطؤ الصادرات، وانفجار الفقاعات العقارية، وتراجع العولمة، وتراجع السياسات الحكومية السابقة الداعمة للسوق. وبالنظر إلى كل هذه العوامل مجتمعة، فمن السهل أن نفترض أن الاقتصاد الصيني وصل إلى ذروته.