كانت مسرحاً للقتل والسرقة والاغتصاب
رجل يحول «حديقة الداخل مفقود» في جوهانسبرغ إلى متنزه آمن للسكان
يخشى جميع سكان مدينة جوهانسبرغ حديقة مهجورة يعتقدون أن أي شخص يدخلها يتعرض للقتل والاغتصاب والسرقة، إلا أن هذا المفهوم تغير تماماً عندما اشترى المواطن جيمس ديلاني شقة قريبة من المكان، ورأى خلف شقته في الطابق الثاني كتلة من الأشجار المظلمة والمتشابكة، وظل يتساءل: لماذا كان عليه أن يقود السيارة لمدة 20 دقيقة لتمشية كلبه كل يوم بينما يوجد 40 فداناً أمام عتبة منزله. يقول: «سألت جيراني عنها فقالوا لي جميعاً: لا، لا يمكنك الدخول إلى هناك، ستتعرض للقتل». وفي أحد الأيام استعار مفتاح بوابة الحديقة ودخل إلى الحرج.
يقول: «لم أذهب بعيداً، نحو 50 متراً لأنني كنت خائفاً، وطلبت من حارس أمن المبنى الذي أسكن فيه أن يطلق الإنذار إذا لم أعد، ولكن بعد ذلك فكرت: لماذا يذهب القتلة إلى مكان لا يوجد فيه أشخاص لقتلهم؟».
وبمرور الوقت بدأ ديلاني (52 عاماً) في المغامرة أكثر، مسلحاً بمقصات شعر ودلو للأعشاب الضارة، وما وجده كان مذهلاً. قال: «لقد كان الأمر أشبه بشيء من كتاب القصص القصيرة، غابة مسحورة، لكنها رائعة، مليئة بالطيور والحيوانات». لقد كانت بداية رحلة لم يتبين فيها المتنزه فحسب، بل ألهمه ذلك أيضاً تنظيم حملة لاستعادة الأمن في جوهانسبرغ التي تعتبر إحدى أخطر المدن في العالم، وفي هذه العملية أطلق حركة على مستوى البلاد لإعادة الأمل المفقود.
مثل معظم مناطق جنوب إفريقيا، كانت حديقة «ذي وايلد» كما يطلق عليها السكان في حالة من الفوضى الكاملة. عبر التلال الصخرية تحطمت المقاعد، وانهارت الأشجار، وانتشرت الفروع في كل مكان، وارتفعت الأعشاب بطول ست أقدام، وتراكمت المياه، وانهارت جميع الجدران.
تحدث ديلاني عن عمال الحديقة، يقول: «لقد عملوا هناك لعقود من الزمن وكانوا جميعاً يقتربون من التقاعد. لقد جزوا المروج وزرعوا الخضراوات لأنفسهم في المشتل الذي كان ينهار، وكانت هناك أيضاً طماطم تنمو في أحواض الزهور». ويسترسل: «كان الموظفون خائفين من حديقتهم الخاصة. أخبروني أنهم بقوا معاً ولم يسيروا أبداً إلى آخر حدودها. احتفظوا بالمروج لكنهم تركوا الباقي. توجد مقاعد جديدة في كومة عند المدخل، وقد تم تسليمها عن طريق المكتب الرئيس المختص بالحدائق العامة، ولكن لم يتم تركيبها مطلقاً. كان من الواضح أنه لم يقم أحد من المكتب الرئيس بتفتيش هذه الحديقة على الإطلاق».
ويقول ديلاني إن المجلس البلدي عندما رأى ما كنت أفعله قال لي: «لماذا لا تتبنى هذه الحديقة؟». وفي عام 2016 وقع ديلاني اتفاقاً رسمياً للقيام بذلك، وسيقوم مجلس مدينة جوهانسبرغ بجز الأرض وإزالة النفايات، لكنه لن يكون مسؤولاً عن أي شيء آخر.
ولكن لايزال هناك تحدٍّ كبير: كيف يمكنك جذب الزوار إلى مكان يخاف منه الجميع؟ يقول ديلاني: «كان الشعور بالخوف عميقاً». ويضيف: «كان الحل هو صنع 67 بومة معدنية، لكل منها طابع أو تعبير مختلف، وطلائها بألوان زاهية ووضعها على الأشجار. لقد أحبها الأطفال، وكانوا يصرخون فرحاً أثناء محاولتهم اكتشاف أنواع البوم المختلفة. نشر الأشخاص صوراً على إنستغرام عن الحديقة التي جذبت الآخرين». يقول ديلاني: «لا أعتقد أنني كنت سأتمكن من تغيير هذا المتنزه لولا وسائل التواصل الاجتماعي».
وكان التحدي التالي هو إقناع الناس بأن المكان آمن. كانت أنظمة الأمن غير عملية بسبب وجود عدد كبير جداً من الأشجار. وترتفع الحديقة صعوداً وهبوطاً على سفوح التلال الصخرية، وكان وجود العديد من الحراس مكلفاً للغاية. يقول ديلاني: «أدركت أن الحديقة بحاجة إلى تدفق الناس لتكون مكاناً آمناً». عن «التايمز» اللندنية
الشعور بالأمان
تمت صناعة المزيد من المنحوتات المعدنية، مثل تماثيل القرود البرتقالية، والبانجولين الأصفر، وتركيب مقاعد ذات ألوان زاهية. وتضم الحديقة الآن أكثر من 100 منحوتة، بما في ذلك زرافات وردية وصفراء يبلغ طولها خمسة أمتار.
تم افتتاحها الأحد الماضي بتمارين يوغا في الصباح الباكر وسرعان ما امتلأت بالناس. كانت هناك معلمة تدعى جيرترود مانجيوي تجلس على مقعد تقرأ. قالت: «أنا أحب هذا المكان، أشعر بالسلام والأمان اللذين لا يمكنك العثور عليهما خارج هذه البوابات». كانت تعيش في بيريا، وهو حي مجاور حيث تعرضت قبل عامين للسرقة تحت تهديد السلاح وهي في طريقها إلى العمل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news