إنترفيو.. خبير أميركي: الأجسام الديمقراطية المضادة في الولايات المتحدة قوية للغاية
عندما بدأ أستاذ السياسة في جامعة هارفارد، ستيفن ليفيتسكي، تحليل كيفية تدمير الديمقراطيات، لم يتصور قط أن موضوع دراسته سيكون في نهاية المطاف الولايات المتحدة. ويقول المتخصص في الأنظمة الاستبدادية، خصوصاً في أميركا اللاتينية، إن الرئيس السابق دونالد ترامب له ميول استبدادية.. وفي ما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معه «إل بايس» الإسبانية:
. هل الديمقراطية الأميركية على المحك في انتخابات نوفمبر؟
.. لا شك في ذلك، ولكن لا أعتقد أن البلاد تتجه نحو الاستبداد على النمط الروسي. إن قوى المعارضة والأجسام الديمقراطية المضادة في الولايات المتحدة قوية للغاية على الأقل على المدى المتوسط، وقد تكون هناك فترة أزمة نحو نظام هجين: استبدادي تنافسي، حيث يكون هناك إساءة استخدام للسلطة، وقد يكون هناك مستوى معين من القمع أو الهجمات ضد وسائل الإعلام وضد المعارضين وبعض العنف.
. خلال حملته الانتخابية، قال ترامب إنه سيصبح ديكتاتوراً في اليوم الأول، وتحدث عن الانتقام السياسي، ووصف المهاجرين بالحشرات التي «تسمم دماء» الأميركيين؟
.. لقد أظهر دائماً ميولاً استبدادية. أقارن رؤيته للدولة برؤية بعض الطغاة من أميركا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي في منتصف القرن الـ20 مثل أناستاسيو في نيكاراغوا أو رافائيل في جمهورية الدومينيكان. إنه يعتقد أن كل مؤسسة موجودة لأغراضه الشخصية، وأن الدولة هي «هو». يجب ألا تنتخب أبداً شخصاً لديه خطاب كهذا. وأكثر ما يقلقني هو ما يمكن أن يفعله بالمهاجرين.
. تقول إنه حتى بعض الديكتاتوريين لن يجرؤوا على قول بعض الأشياء التي قالها ترامب؟
.. أحاول العثور على مرشح يحمل رسائل استبدادية واضحة مثل رسالته، ويقول إنه سيستخدم مؤسسات الدولة لاضطهاد منافسيه، وهو الأمر الذي لم يقله شافيز أو أوربان أو غيره، وأنه سيحاول إغلاق وسائل الإعلام المعارضة، وأنه سيستخدم الجيش لقمع التظاهرات. في الـ50 عاماً الماضية من النادر جداً أن يكون المرشح سلطوياً بشكل علني، ولكننا لا نأخذ الأمر على محمل الجد.
. كيف ذلك؟
.. عندما تم انتخابه قال البعض منا إنه يشكل خطراً، لكن ترامب لم يفعل شيئاً بعد، وكان من المفهوم أنه لم يؤخذ على محمل الجد، ولكن منذ عام 2020 أصبح من المستحيل تجاهل استبداده. ويستنتج كثيرون أن النظام نجح وأن ترامب خرج من السلطة، ويعتقد هؤلاء أنه لا يستطيع قتل الديمقراطية حقاً. ومن ناحية أخرى، أعتقد أن الالتزام الديمقراطي للأميركيين ليس بالعمق الذي نعتقده، والدليل هو رجال الأعمال.
. في الستينات كان هناك عنف سياسي لكن الديمقراطية لم تكن في خطر؟
.. كان الأمر مختلفاً، لقد مررنا بفترة من العنف والإرهاب السياسي أكثر من الآن، لكن العنف والقوى المتطرفة كانت خارج النظام الحزبي، وكان الحزبان في الوسط السياسي بشكل أو بآخر، واليوم أصبح العنف داخل النظام الحزبي بدلاً من أن يكون خارجه، والطرفان في حالة استقطاب شديد، وهو الأمر الأخطر. لا أريد أن أبالغ، لكنه مشابه للعنف الذي كان موجوداً في إسبانيا في الثلاثينات.
. لقد جعل الرئيس الأميركي جو بايدن الدفاع عن الديمقراطية أحد محاور حملته الانتخابية؟
.. إذا لم يخبر قادتنا المواطنين بأن الديمقراطية في خطر فلن يصدق أحد ذلك، ولكن الهويات الحزبية قوية للغاية حتى إن الناخبين المستقلين والمتأرجحين قليلون ومتباعدون، ولا نعرف أي نوع من الرسائل قد ينجح. هناك مزاج مناهض للحكومة، وسخط بين الناخبين، خصوصاً الجزء الأقل استعداداً للمشاركة في السياسة، ويبدو أنه لا يوجد شيء يمكن القيام به لتغيير ذلك.
عن «إل بايس»