جهود يابانية حثيثة للسيطرة على مرتادي جبل فوجي
يبدأ موسم التسلق الصيفي لجبل فوجي في الأول من يوليو مع اتخاذ إجراءات جديدة للسيطرة على الحشود على مسار المشي الأكثر شعبية في الموقع الياباني الشهير لمكافحة السياحة المفرطة، وسيتم فرض رسوم دخول بقيمة 2000 ين، بالإضافة إلى تبرع اختياري على أولئك الذين يسلكون مسار يوشيدا.
كما تم توفير الحجز عبر الإنترنت للمسار الشهير في عام 2024 للمرة الأولى من قبل السلطات المعنية بالسلامة والأضرار البيئية على أعلى جبل في اليابان.
وتتدفق حشود سياحية قياسية على اليابان بعد الوباء، حيث يرغب كثيرون في رؤية جبل فوجي أو تسلقه، وهو مغطى بالثلوج معظم العام، لكنه يجذب أكثر من 220 ألف زائر خلال كل فترة تسلق من يوليو إلى سبتمبر. وأثار المسؤولون الإقليميون مخاوف مرتبطة بالاكتظاظ السكاني على الجبل الذي يعد رمزاً لليابان، وموقعاً مفضلاً كان هادئاً في السابق.
ويتسلقه كثيرون خلال الليل لرؤية شروق الشمس من القمة التي يبلغ ارتفاعها 3776 متراً، وينام البعض على الطريق أو يشعلون النيران من أجل الدفء، بينما يحاول كثيرون إكمال الرحلة دون فترات راحة، ما يؤدي إلى المرض أو الإصابة نتيجة لذلك.
وقال حاكم مقاطعة ياماناشي، كوتارو ناجازاكي، للصحافيين، أخيراً، إن الإجراءات الجديدة تم تطبيقها «في المقام الأول لحماية حياة» المتسلقين، وليس لمنع السياح من القدوم. وفي كل صيف تركز التقارير التي تنشرها وسائل الإعلام اليابانية على السياح الذين يرتادون جبل فوجي بمعدات غير كافية لتسلق الجبال.
وقال جيفري كولا من الولايات المتحدة الذي يخطط لتسلق جبل فوجي في يوليو «أنا شخصياً أشعر بأنني أفرطت في الاستعداد، وأحاول أن أكون حذراً، وبعد إلقاء نظرة على التوقعات أستعد لتبديل الملابس إذا تبللت وأشياء من هذا القبيل»، متابعاً «نعم يبدو الأمر كأنه مغامرة مجنونة أخرى».
ويوجد بموقع جبل فوجي ثلاثة طرق رئيسة أخرى ستظل مفتوحة للتسلق، ولكن مسار يوشيدا الذي يمكن الوصول إليه بسهولة نسبية من طوكيو هو الخيار المفضل لمعظم المصطافين، حيث يختار نحو 60% من المتسلقين هذا الطريق، وفقاً للبيانات الرسمية.
ويقع الجبل على بعد نحو ساعتين من وسط طوكيو بالقطار، ويمكن رؤيته من مسافة أميال، وقد تم تخليد الجبل في عدد لا يحصى من الأعمال الفنية اليابانية، بما في ذلك «الموجة العظيمة» الشهيرة عالمياً لهوكوساي.
وفي عام 2023 اجتذبت اليابان أكثر من 25 مليون سائح من الخارج، ويرجع ذلك جزئياً إلى رفع القيود الحدودية في عصر الوباء. وقالت هيئة السياحة في البلاد الشهر الماضي إن هدفها الطموح المتمثل في جذب 60 مليون سائح أجنبي سنوياً أصبح في متناول اليد.
ولكن كما هي الحال في مناطق سياحية أخرى، مثل البندقية التي أطلقت أخيراً تجربة لرسوم الدخول للزوار النهاريين، لم يلق هذا التدفق ترحيباً عالمياً. وفي مايو قامت بلدة فوجيكاواجوتشيكو القريبة من جبل فوجي بتركيب حاجز شبكي كبير في منطقة مشاهدة شهيرة للحبل البركاني في محاولة لردع عدد متزايد من السياح عن التقاط الصور. عن «سترايتس تايمز»
سياح مشاغبون
في يونيو قالت إحدى البلدات القريبة من جبل فوجي إنها ستبني سياجاً معدنياً طويلاً للسيطرة على السياح المشاغبين الذين أزعجوا السكان المحليين في موقع آخر شهير لالتقاط الصور في جبل فوجي، يسمى «جسر الأحلام».
وتم الإبلاغ عن قضايا السياحة المفرطة في أماكن أخرى في اليابان، بما في ذلك العاصمة القديمة للبلاد كيوتو، حيث اشتكى السكان المحليون المضايقة التي يتسبب فيها السياح الأجانب وعدم احترام التقاليد المحلية.