إنترفيو .. اقتصادي أميركي: لايزال لدينا وقت لإنقاذ الرأسمالية من نفسها

قال حائز جائزة نوبل عام 2001 في علوم الاقتصاد، الأميركي جوزيف ستيغليتز (81 عاماً)، وهو من بين الأصوات العظيمة من الاقتصاديين في العقود الأخيرة، إنه يؤمن بإصلاح الرأسمالية الحالية. وأضاف ستيغليتز الذي ترأس مجلس المستشارين الاقتصاديين في إدارة الرئيس بيل كلينتون، وتسلم منصب نائب رئيس البنك الدولي، في مقابلة مع صحيفة «إيل باييس» الإسبانية أنه فعلاً يمكن إنقاذ الرأسمالية، ولكن إذا فاز ترامب في الانتخابات الأميركية فسيكون ذلك صعباً للغاية.

. نحن الآن في خضم عام انتخابي حيث إن الحملات لا يسودها السياسات الاقتصادية، وإنما الفضائح والحروب الثقافية.

.. أعتقد أن الاقتصاد كان في الخلفية. لقد كانت 40 عاماً من الليبرالية الجديدة قاسية للغاية على الكثير من الناس، وتراجع التصنيع والعولمة جزئياً، والتغيير التقني جزئياً. لقد حالت هذه الأيديولوجية دون القيام بما يكفي لحماية الأشخاص الذين خلفتهم وراءها، وقد أدى ذلك إلى تراكم مجموعات كبيرة من اليأس في الولايات المتحدة، وهذا يجسد نبرة ما حدث، والشعور بأن شيئاً ما قد حدث لطريقة حياة الناس.

. هل تتوقع تغيراً جذرياً في سياسة الاقتصاد إذا فاز ترامب في الانتخابات؟

.. أعتقد أن الأمر سيعتمد إلى حد كبير على ما سيحدث في الكونغرس، فإذا سيطر عليه الجمهوريون فسيكون لترامب صلاحيات كثيرة، وبالنظر إلى أن الرئيس يتمتع بالكثير من الصلاحيات في السياسة الخارجية، فقد شاهدت ترامب وهو يعلن حتى مع وجود كونغرس ديمقراطي، أننا لم نعد ندعم أوكرانيا.

. هل توافق على فرض الضريبة على السيارات، والسفن الكهربائية، والألواح الشمسية؟

.. كنت أتحدث مع أحد المستثمرين عن إنشاء مزارع إنتاج الكهرباء في الولايات المتحدة، ولكن نظراً إلى التعرفة الجمركية، باتت تكاليف إنشاء هذه المزارع أكثر ارتفاعاً، وإذا كان المرء يريد الانتقال إلى صناعات صديقة للبيئة بسرعة فعليه التأكد من أنها ستكون رخيصة التكاليف قدر الإمكان.

. إذاً المشكلة تكمن في أن الضرائب تضر الصناعة؟

.. أعتقد أننا بحاجة إلى تطوير صناعة ألواح شمسية، ولا يمكننا الاعتماد دوماً على الصين، وبناءً عليه كيف يمكنك تحقيق التوازن بين دائرة التحول الأخضر السريع، وفي الوقت نفسه أن تكون أكثر مرونة وقدرة على الصمود في السوق.

. هل كان الحلم الأميركي عبارة عن أسطورة؟

.. لقد كان أسطورة فعلاً، وكانت آمال الشاب الأميركي في الحصول على حياة كريمة تعتمد على التعليم ودخل الوالدين أكثر مما كانت عليه الحال في معظم الدول المتقدمة الأخرى، وبدأ الأميركيون في نهاية المطاف إدراك ذلك.

. هل لانزال في وقت يمكننا إنقاذ الرأسمالية من نفسها؟

.. نعم أعتقد ذلك، ولكن إذا تم انتخاب ترامب وأصبح هناك كونغرس أميركي فعندها فإن الجواب هو «لا».

. هل فعلت إدارة الرئيس جو بايدن ما يكفي لتطوير أجندة اقتصاد متقدم؟

.. نعم لقد قامت بالكثير، ولم يتم تقديره بالكامل، وعلى سبيل المثال هناك إنجازات جيدة مثل قانون تخفيض التضخم، وقانون الرقائق الإلكترونية، وقامت بتخفيض معدل فقر الأطفال، ولكن هل فعلاً قامت بكل شيء أريده؟ بالطبع لا، فقد كنت أرغب في فرض ضريبة على الأرباح الزائدة عن الحد المتوقع على شركات النفط، ولدي تحفظات قوية بشأن إعادة تعيين المحامي والمستثمر جيروم باول «كرئيس للاحتياطي الفيدرالي»، فهو لا يفهم الاقتصاد وقام برفع أسعار الفائدة أكثر من اللازم، ولا يفهم مخاطر المناخ.

. تقصد القول إن السياسة المالية الفيدرالية كانت خاطئة في السنوات الأخيرة؟

.. نعم، كان تطبيع أسعار الفائدة أمراً جيداً، ولكن رفعها إلى 5% لم يكن أمراً جيداً، بل ينبغي أن يكون أقل كثيراً، وكان تشخيص البنوك المركزية خاطئاً، فهي ترى أن التضخم ناجم عن تجاوز الطلب للعرض، وكانت إجابتي بالنفي، وإذا لم يكن لديك رقائق لصنع سيارة فإن أسعار السيارات سترتفع، وإذا كانت لديك حرب في أوكرانيا فإن سعر النفط سيرتفع أيضاً.

عن صحيفة «إيل باييس» الإسبانية