أخطاء بايدن وترامب المعلوماتية
أصبح من ضمن المهام التي تواجه «الديسك» في أي منصة إعلامية أميركية حالياً «تصحيح الأخطاء المعلوماتية» في الخطابات والمناظرات الإعلامية الرئاسية، ثم المسارعة في عمل سبق صحافي بها.
ويتطلب هذا الرصد علاوة على عمق المعرفة والجهد في الاستناد إلى مصدر توثيقي للتصحيح درجة كبيرة من التجرد السياسي، وهو بقدر ما يكون كذلك في حالته الأولية، لا يمكن تحاشي دخوله في التجاذبات السياسية لاحقاً عبر شكل إخراجه وواقع تركيز نقاطه وطريقة إظهار سياقه.
في المناظرة الأخيرة بين المرشحين الرئاسيين للانتخابات الأميركية المقبلة جو بايدن ودونالد ترامب، بدأت معركة اصطياد الأخطاء المعلوماتية مبكراً، فرصدت «سي إن إن»، المنصة التي استضافت المناظرة، جملة أخطاء عند المرشحين المتنافسين، وبدا الطرفان متقاربين في التورط فيها.
فبالنسبة لبايدن رصدت «سي إن إن» مثلاً قوله إنه «خلال ولايته لم يقتل عسكري أميركي واحد خارج الأرض الأميركية»، وهو قول خاطئ حيث قتل 13 جندياً أميركياً في أفغانستان وثلاثة في الأردن، واثنان في الصومال، كما رصدت قوله إنه «تسلم الحكم والبطالة 15%»، بينما هي طبقاً لإحصاءات مكتب العمل 4.6%.
أما بالنسبة لترامب الذي كانت أخطاؤه بالجملة فقد رصدت قوله إن «الولايات المتحدة عانت أكبر عجز تجاري لها لصالح الصين في عهد بايدن»، وإن «عدد الذين ذهبوا إلى الكابيتول في أحداث السادس من أكتوبر الأميركية محدود»، وإن «المهاجرين الذين يأتون عبر الحدود يقتلون المواطنين الأميركيين»، وإن «بايدن يريد فتح الحدود» وإنه - أي بايدن - «لو لم يرسل الحرس الوطني بعد مقتل جورج فلويد لدمرت مينيابوليس»، وهي أقوال كلها خاطئة من وجهة نظر «سي إن إن».
وكالة «أوسشيتدبرس» بدورها رصدت بعض الأخطاء الخاصة بها لترامب مثل قوله إن «بايدن يريد رفع الضرائب أربع مرات»، وإنه - أي ترامب - «حصل على الأرقام الأكثر تفوقاً في مواجهة تغير المناخ في عهده»، وقوله أيضاً إن «أميركا أصبح لديها أعظم اقتصاد في عهده»، كما أبرزت لبايدن خطأه في القول إن «ترامب وصف القوميين البيض في أحداث فيرجينيا باللطفاء مثل الآخرين».
وعلق محرر شبكة «سي إن إن» دانيال ديل على المناظرة بالقول «إن ترامب قدم ما لا يقل عن 30 ادعاءً كاذباً، بينما ارتكب بايدن تسعة أخطاء فقط»، لكن تحليل ديل لم يتم عرضه على الهواء إلا بعد أكثر من ساعة من انتهاء المناظرة، وهو أمر كان محل انتقادات واسعة.
وعلى سبيل المثال، هاجم الكاتب الصحافي بـ«نيويورك تايمز» نيكولاس كريستوف، على موقع «إكس»، عدم تصدي «سي إن إن» لـ«تصحيح الأخطاء» أثناء المناظرة ذاتها وفي ذروة حضور المشاهدين لما له من فائدة»، وقال «كنت أتمنى أن يمارسوا المزيد من التصحيح، كيف يمكن لشبكة أن تنقل أكاذيب بوصفها حقائق؟».