في مواجهة التهديد الروسي

أوروبا تبني خطاً دفاعياً لحماية بولندا ودول البلطيق

صورة

تخطط بولندا ودول البلطيق لإنشاء سور بقيمة أكثر من ملياري دولار، لمنع روسيا من التقدم عبر القارة مع اقتراب خطر حرب موسعة. وكشفت الدول المتحالفة بشجاعة عن الخطط الأسبوع الماضي، عندما طلبت من الاتحاد الأوروبي المساعدة في المشروع. ويزعم زعماء بولندا وليتوانيا ولاتفيا وإستونيا أن السور الوقائي ضروري لحماية أوروبا من موسكو.

ويكثف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تهديداته العسكرية من بين أنشطة أخرى مثيرة للقلق، حيث يطلب من الغرب مراراً تجنب التورط في حربه في أوكرانيا. ووصف زعماء الدول الأربع الذين وضعوا الخطة، الحاجة إلى حماية إضافية بأنها «ماسة وعاجلة». وأضافوا أن جميع دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة ستحظى بالحماية من قبل الكتلة بما في ذلك أكثر من 450 مليون شخص، وسوف يمتد السور العازل لمسافة 1471 ميلاً تقريباً، ومن المحتمل أن يكون مدعوماً بحقول ألغام وخنادق مضادة للدبابات ومخابئ.

وسيتم تطويق بيلاروسيا التي تعتبر أحد حلفاء روسيا إلى جانب جيب كالينينغراد التابع لروسيا في الاقتراح الذي قدمته الدول الحدودية. واطلعت «رويترز» على رسالة موجهة إلى رئيس الاتحاد الأوروبي تقول «يجب اتخاذ إجراءات استثنائية، حيث يتعين حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي والدفاع عنها بالوسائل العسكرية والمدنية».

وتابعت الرسالة «إن بناء نظام البنية التحتية الدفاعية على طول الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي مع روسيا وبيلاروسيا سيعالج الحاجة الماسة والملحة لتأمين الاتحاد الأوروبي من التهديدات العسكرية والهجينة».

ومن المتوقع أن يناقش رئيس الاتحاد الأوروبي الاقتراح خلال قمة في بروكسل تعقد هذا الأسبوع، ومن المتوقع أيضاً أن يكون الاستثمار في أنظمة الدفاع والحرب هو الموضوع الرئيس في الاجتماع الحاسم.

ويتعلق أكبر قلق لأوروبا بالقدرات العسكرية الروسية، لكنّ الأوروبيين سيتعاملون أيضاً مع عدد من التهديدات بعيداً عن ساحة المعركة، كما تتم معالجة خطط تصفية المعلومات المضللة والقضاء على الهجمات الإلكترونية والتعامل مع الضغوط الاقتصادية المتزايدة، وكذلك المخاوف من تزايد أعداد المهاجرين الذين يتم دفعهم عبر الحدود.

واتهمت بولندا روسيا بنقل آلاف من طالبي اللجوء جواً إلى موسكو الشهر الماضي قبل محاولة نقلهم عبر الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي، ولطالما أعربت الدول في أوروبا عن مخاوفها بشأن صراع عالمي محتمل مع روسيا في الوقت الذي تمضي فيه موسكو قدماً في حربها غير القانونية في أوكرانيا.

وتشترك بولندا في حدود طولها 130 ميلاً مع أراضي كالينينغراد الروسية وحدود طولها 170 ميلاً مع بيلاروسيا. وقالت حكومة وارسو إن البلاد مستهدفة بالعدوان الروسي عبر تلك الحدود. ومن المتوقع أن يتم تقديم هذا الثمن الاستثنائي للدول المحاذية لروسيا كجزء من جهد موحد من خلال ما وصف بأنه خطة «عمل مخصصة للاتحاد الأوروبي».

ويقول دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي إن مثل هذا الحاجز قد يكلف ما يصل إلى 2.8 مليار دولار. واقترحت الرسالة أيضاً أن حلف شمال الأطلسي «الناتو» يمكن أن يساعد في تمويل وبناء الخط الدفاعي، وكذلك نشر أفراد عسكريين على طول الخط. وفي الشهر الماضي أعلنت بولندا عن خطط لإنشاء خط مماثل من الدفاعات العسكرية بقيمة 2.6 مليار دولار بطول 430 ميلاً.

وأطلق على اسم الاقتراح «خط توسك» بعد أن أعلن رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك عن البرنامج الجديد، وقال إن ذلك سيجعل الحدود الشرقية لحلف شمال الأطلسي «غير قابلة للعبور أمام عدو محتمل». وكان من الممكن أن يشمل خط الدفاع الحواجز الحديدية والخنادق وفخاخ الدبابات وحقول الألغام المخطط لها. وأعلن المسؤولون أن الجدار الذي يبدو أنه قد تم توسيعه الآن في الخطط الجديدة يمكن الانتهاء منه بحلول عام 2028. وقال توسك إن رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو يدفع بـ«حرب هجرة هجينة» على بولندا. وقال «هؤلاء ليسوا لاجئين، إنهم عدد أقل فأقل من المهاجرين والأسر والفقراء الذين يحتاجون إلى المساعدة»، مضيفاً «في 80% من الحالات تكون هذه مجموعات منظمة من الرجال الذين تراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً، وهم عدوانيون للغاية».

عن «ذا صن»

تويتر