شهية البرازيليين لأسماك القرش تهدد بانقراضها
تعتمد المجتمعات في أعلى ساحل البرازيل وأسفله، الذي يبلغ طوله 4600 ميل (7400 كيلومتر) دائماً في غذائها على أسماك القرش. ويقول لوكاس غابرييل جيسوس سيلفا، البالغ من العمر 27 عاماً، والذي انتقل جده إلى المنطقة في ستينات القرن الماضي لصيد أسماك القرش من أجل الحصول على زعانفها: «إنه جزء من تقاليدنا». ومع ذلك، فإن الشهية الواسعة النطاق للحوم أسماك القرش، التي تساعد شركة مولر في إنتاجها، تثير الآن قلق العلماء ونشطاء البيئة، الذين يشعرون بالضغوط غير المستدامة على الأنواع المهددة بالانقراض.
الاعتماد على لحوم القرش جعل البرازيل أكبر مستورد، وواحداً من أكبر مستهلكي لحوم القرش في السوق العالمية بقيمة تقدر بنحو 2.6 مليار دولار (مليارا جنيه إسترليني). ويوضح البروفيسور آرون ماكنيل، من جامعة دالهوزي الكندية، أن «أسماك القرش معرضة بشدة للاستغلال المفرط لأنها لا تتكاثر بالقدر نفسه، أو مع عدد كبير من النسل، كما تفعل الأسماك العظمية».
وكشفت الأبحاث المنشورة في أبريل أن 83% من أنواع أسماك القرش والشفنينيات المبيعة في البرازيل مهددة بالانقراض، وفقاً لتصنيف الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة. ولسنوات عديدة، ركزت جهود الحفاظ على البيئة على تجارة الزعانف مع آسيا والممارسة الهمجية المتمثلة في «إزالة زعانف سمك القرش»، وإعادة الحيوان الجريح والعاجز، والذي لايزال على قيد الحياة في كثير من الأحيان، إلى البحر. لكن الأبحاث التي أجريت في وقت سابق من هذا العام تشير إلى أن القيود المفروضة على إزالة الزعانف لم تقلل من معدل وفيات أسماك القرش، حيث لايزال يتم قتل ما لا يقل عن 80 مليون سمكة قرش سنوياً.
ويقول ماكنيل، الذي يجري أبحاثاً حول تجارة لحوم أسماك القرش العالمية: «الآن فقط أدركنا مدى حجم هذه التجارة، من المؤكد أن قيمتها تجاوزت قيمة الزعانف. «ويضيف أن الضغط على أسماك القرش للحصول على الغذاء قد ارتفع بالتوازي مع انخفاض كميات الصيد من الأسماك الأخرى».
عن «الغارديان»